أبحاث ودراساتافتتاحية العددمانشيتملف العدد 62ممدوح الحسن

دور الإعلام السياسي في إدارة الأزمات ” الأزمة السورية أنموذجاً”

ممدوح الحسن

ممدوح الحسن 

مقدمة:

تلعب وسائل الإعلام دوراً محورياً في تشكيل الرأي العام المحليّ والدوليّ تجاه الأزمات والصراعات، إذ تقوم بنقل الأخبار وتحليل المعلومات وتفسير الأحداث بطريقة معينة.

فالإعلام السياسيّ يعدّ عنصرا رئيسًا في رصد وتوجيه وتفسير الأزمات السياسيّة، إذ يلعب دورًا فعالًا في تشكيل آراء الجمهور وتشجيعه على التفكير النقدي واتخاذ قراراته السياسية، وذلك لأنّه يمتلك القدرة على توجيه مشاعر الجمهور والتأثير على صناع القرار.

وتُعدّ الأزمة السوريّة من أكثر الأزمات الدوليّة التي شهدت تدخلاً إعلامياً دوليًا، فقد انحازت بعض وسائل الإعلام إلى طرف دون آخر في تغطيتها للصراع الدائر بين السوريين.

وتهدف الدراسة  الحالية إلى تسليط الضوء على دور  الإعلام السياسي في التأثير على مجريات الأزمة السورية.

المبحث الأول : الإعلام السياسي وأهميته :

السياسة مفهوم شامل يمتد عبر العصور والثقافات المختلفة، ويعكس هذا المصطلح نظاماً من التفاعلات واتخاذ القرارات الذي يشكل الحكم وتنظيم المجتمع، وتُعتبر السياسة المظهر العلنيّ لتبادل السلطة والموارد، وتهدف إلى تحقيق الاستقرار والعدالة وتلبية احتياجات ورغبات الناس.

أمّا تاريخيا فتتجذر السياسة في التاريخ البشري بدءاً من ظهور المجتمعات المنظمة، فمنذ العصور القديمة كان البشر يسعون إلى تطوير أنظمة للحكم وتحقيق التوازن بين القوى والمصالح المتنازعة داخل المجتمعات. تطورت السياسة على مر الزمن لتصبح علمًا وفنًا، يُدرّس ويُناقش في المعاهد العلمية والجامعات الأكاديميّة.

أما تعريف السياسة فيختلف باختلاف المناهج والمدارس الفكرية، فمن التعاريف الشائعة في الأوساط العلميّة أنّ السياسية هي:

1-  فن إدارة المجتمعات الإنسانيّة .

2-  أساليب الحكم، والإدارة في المجتمع المدنيّ.

3-  أفعال البشر، التي تتصل بنشوء الصراع، أو حسمه، حول الصالح العام، والذي يتضمن دائماً استخدام القوة، أو النضال في سبيلها.

4- أصول، أو فنّ إدارة الشؤون العامة.

إذاً يمكن تعريف السياسة على أنها عملية تحديد الأهداف واتخاذ القرارات لتحقيق هذه الأهداف ضمن سياق اجتماعيّ وثقافي معين.

وإذا جمعنا  مصطلح الإعلام مع السياسة نتج عندنا ما يُعرف بالإعلام السياسي، ومن التعاريف الشائعة لمصطلح الإعلام السياسيّ، أنّه الإعلام القائم على تزويد الناس بالمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة عن أصول إدارة المجتمعات الإنسانية، وكيفية تسيير نظم الحكم فيها، بحيث توصل الجماهير لتصور واضح في طريقة إدارة الشؤون العامة للمجتمع.

أو هو الإعلام الذي تغلب عليه طوابع السياسة والفكر والدعاية والدعوة ويستهدف تغيير أو تثبيت أو انحياز أو تحييد اتجاهات الجمهور من خلال زيادة الاهتمام بمجريات الأحداث السياسية، أو إضعاف هذا الاهتمام أو تحويل مساراته إلى قضايا دون قضايا أخرى، إلا أن هذه النظرة تختلف من بلد إلى أخر.

فالسياسة في بعض الدول ضرورة من ضرورات الحياة، ففي مثل هذه الدول تمثل السياسة وجبة يومية للإنسان يجد فيها همومه ومشاكله وآلامه وصراعه من أجل حياة أفضل، وفي دول أخرى يراقب الناس السياسة مراقبة الهواة لمباريات كرة القدم.

ومنهم من يعرف الإعلام السياسيّ: بأنه وسائل اتصال تملكها أو تديرها أو تؤثر فيها كيانات سياسية، من أجل الترويج لآراء وقناعات هذه الكيانات، فهو يستهدف خلق أو تأكيد أو تثبيت أو تحييز أو تحييد اتجاهات الجماهير.

ويُقسِّم الدكتور عبد الرازق الدليمي الإعلام السياسي إلى ثلاثة أنماط رئيسية:

إعلام مبادر: يوجه ويقود العمل السياسي، إذ يتحمل مسؤولية القيادة إلى جانب من هم في السلطة عبر إلقاء الضوء على القضايا والمشكلات المجتمعية ولفت انتباههم إليها وإلى طرائق حلها.

إعلام مواكب: يسير في اتجاهات مواكبة وموازية لاتجاهات القائمين على السلطة دون مبادرة أو تبعية.

إعلام تابع: لا يحيد قيد أنملة عن ما تريده السلطة السياسية، فهو يتسم بالتبعية المطلقة لها.

فالإعلام السياسيّ أحد أهم ركائز الديمقراطية الحديثة وصوت المجتمع في عملية صنع القرار السياسي. ويلعب ا دورًا حيويًا في توفير المعلومات والتحليلات والتعليقات حول الأحداث والقضايا السياسية المختلفة، بواسطة الإعلام السياسي، يكتسب المواطنون فهمًا أعمق للقضايا السياسية وتأثيرها على حياتهم اليومية.

ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الإعلام السياسي اليوم يتعرض لتحديات متعددة، مثل تأثير القوى والمصالح والتحيزات السياسية، و قضايا المصداقية والتوازن والحيادية. بالتالي، فإن الاعتماد على وسائل إعلام متعددة وتنوعها، إضافة إلى النقد الواعي والتحليل الذاتي، يصبح ضرورة للحصول على رؤية شاملة ومتوازنة للأحداث والقضايا السياسية.

ويلعب الإعلام السياسي دوراً هاماً في نقل الأخبار والمعلومات التي تتعلق بالأزمات الدولية إلى الناس، يساعد في التوعية والتثقيف بشأن الأوضاع السياسية والاجتماعية والإنسانية التي تحدث في هذه الأزمات، ويوفر الإعلام السياسي وسيلة قوية للتواصل بين المسؤولين السياسيين والناس، حيث يمكن للأفراد تعبئة رأيهم والتعبير عن اهتماماتهم ومطالبهم من خلال وسائل الإعلام المتاحة.

فيما يتعلق بالأزمة السورية فإن الإعلام السياسي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تقديم صورة شاملة ودقيقة للمواجهات والتاريخ والأحداث التي تحدث هناك.

ويمكن للإعلام السياسي أن يعزز الوعي العام بالمشكلة ويسلط الضوء على التحديات البنيوية والإنسانية التي يواجهها الأشخاص داخل سوريا وخارجها.

يمكن القول إن الإعلام السياسي  يلعب دورًا حيويًا في النهوض بالديمقراطية وتعزيز المشاركة المدنية. ويسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتفاعلًا. لذا، يجب أن نعمل على دعم وتعزيز الإعلام السياسي المستقل والشفاف، لتعزيز الحوار والفهم العام وتعزيز المساواة والعدالة في مجتمعاتنا، ونشر الوعي والمعرفة بالأزمات الدولية وتفسيرها وتوجيه الجمهور بشكل صحيح.

المبحث الثاني: الأزمة ، أسبابها، أنواعها، ومراحل تطورها:

في العصر الحالي أًصبح الحديث عن الأزمة أمرا مهما فاهتم الباحثون بتعريف الأزمات وتقسيمها وآثارها على المجتمعات وارتباطها بالعلوم الإنسانيّة.

فالأزمة مشكلة غير متوقعة تؤديّ إلى كارثة إن لم يجر حلها بصورة سريعة, وعرّفها

فنك ( Fink ) بأنها ” نقطة تحول في حياة المنظمة نحو الأسوأ أو الأفضل، فهي حالة من عدم الاستقرار يحدث فيها تغيير حاسم في سير العمل في المنظمة، قد يؤدي إلى نتائج مرغوب فيها، أو نتائج غير مرغوب فيها”.

فالأزمة قد تحدث فجأة نتيجة لظروف غير مستقرة، وتتطور بشكل غير متوقع بسبب عدم قدرة الأطراف المعنية على التعامل معها، وغالبًا ما يكون سببها الإنسان.

وتُعتبر الأزمة نقطة حاسمة تحدد مصير تطورها، سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوء، حيث يُحدد فيها مصير حياة أو موت، حرب أو سلام، من أجل إيجاد حل لمشكلة ما، وإذا دققنا النظر نجد هناك فروق بين الكارثة والصدمة والمشكلة

فالكارثة حالة مدمرة حدثت فعلا بفعل الطبيعة، فالكارثة تجذب اهتمام الرأي العام والسلطة، بما يثير التعاطف مع الضحايا وتقديم المساعدات المادية والفنية ، على خلاف الأزمة التي تجعل المجتمع المتعرض لها مثار انتقادات شعبية ورسميّة.

أما الصدمة هي حدث ينتج عنه شعور فجائي غير متوقع الحدوث، وهذا الشعور يجمع بين الغضب والخوف فمن هنا قد تكون الصدمة هي إحدى عوارض الأزمة أو إحدى نتائجها التي تولدت عند انفجارها في شكل فجائي  دون سابق إنذار، أما المشكلة قد تكون سبب الأزمة التي تمت، ولكنها بالطبع لن تكون الأزمة في حد ذاتها.

وقد ذكر الأستاذ أحمد طالب في ورقة علميّة لطلاب جامعة بابل أنّ الأزمة لا تظهر فجأة إنما تمرّ بمراحل زمنيّة وتتطور ولها أسباب لهذا التطور، وقد قسّم تطور الأزمة إلى خمسة مراحل هي:

– مرحلة الميلاد: تظهر في هذه المرحلة بشكل مبهم وغامض وتنذر بوقوع خطر غير واضح المعالم والحجم، ويستطيع صانع القرار احتواء الأزمة وإجهاض نموها.

– مرحلة النمو والاتساع: تبدأ الأزمة في هذه المرحلة بالنمو والتغذي على مشاكل الناس، وجذب شريحة كبيرة من الناس إليها بشكل مباشر.

– مرحلة النضج: أخطر مرحلة من مراحل نمو الأزمة، وإذا لم يكترث صانع القرار بالأزمة فالصدام أمر لابد منه في هذه المرحلة.

– مرحبة الانحسار والتقلص: تأتي بعد مرحلة الصدام وتحتاج لمدة زمنية حتى تصل لهذه المرحلة.

– مرحلة الاختفاء (ما بعد الأزمة): تنتهي الأزمة وينتهي التصادم ويغيب ذكرها  بين أطراف الأزمة.

ويمكن تصنيف الأزمات استنادا الى المعايير التالية:

–  نوع ومضمون الأزمة: فهناك أزمة تقع في المجال الاقتصادي او السياسي ، ووفق هذا المعيار قد تظهر أزمة بيئية، او أزمة سياسية، او أزمة اجتماعية، او أزمة اعلامية، او أزمة اقتصادية، وفي داخل كل نوع قد تظهر تصنيفات فرعية مثل الأزمة المالية ضمن الأزمة الاقتصادية.

–  النطاق الجغرافي للأزمة: إن استخدام معيار جغرافي يؤدي الى ما يعرف: بالأزمات المحلية التي تقع في نطاق جغرافي محدود أو ضيق، كما يحدث في بعض المدن او المحافظات البعيدة كانهيار جسر او حادث قطار.

وثمة أزمات دولية كأزمة كوسوفا، او أزمة الانحباس الحراري او أزمة الحاسوب ونظم المعلومات مع الالفية الثالثة، والأزمة السورية.

المبحث الثالث: الأزمة السورية البدايات والحاضر:

يعيش الشعب السوريّ منذ عام  2011ويلات الخراب والدمار والحصار والتجويع وليس هذه كلمات لجلب العواطف، إنّما حقيقة مرّة عاشها ويعيشها الشعب السوري على مدة أكثر من عقد، فالسوريون منذ بداية الحرب وهم يهاجرون ويصفون بلدهم بأنّه أسوأ مكان في العالم، فلا كهرباء ولا ماء ولا خبز  ولا أبسط مقومات الحياة، بالإضافة لتداخلات عسكريّة و سياسيّة و أطماع من قبل الدول المسيطرة على مقدرات البلد، فالأمريكي والروسي والإيرانيّ والتركيّ تجمعهم مصالح مشتركة وهو نهب سوريا وإضعافها وتفرقهم مصلحة الشعب السوري الحالم بالاستقرار والأمان.

بدأت الأزمة السورية في شهر آذار عام 2011 بعد دعوات على موقع التواصل الاجتماعيّ(فيسبوك) لمظاهرات تطالب بإخراج المعتقلين السياسيين وتنادي بتحسين الحياة المعيشية لترتفع وتيرة المظاهرات في المدن السورية الأخرى مطالبة بإسقاط النظام السوري المسيطر على الحكم.

وتوالت الدعوات من الخارج والداخل وتطورت الاحتجاجات السلميّة إلى اعتصامات مفتوحة ومواجهات مسلحة بين قوى الأمن السوري ومسلحين مجهولي الهوية والانتماء، مما خلف الكثير من الضحايا بين صفوف المدنيين.

حاولت بعض الدول العربية الضغط على النظام السوريّ للقيام بإصلاحات معيشية وسياسية واجتماعية بشكل فعليّ، وسحبت كلا من السعودية والبحرين والكويت وتونس سفراءها من سوريا، وطالب الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بتنحية رأس النظام السوري، لتقف روسيا والصين ضد هذه القرارات.

كما علقت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها، لتقوم كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتركيا بالتدخل المباشر في الأراضي السورية وترسل قوات تسيطر على بعض المدن السوريّة، لتتنشر بعد ذلك المجموعات المسلحة وتقسم الداخل السوري ليذوق الشعب السوري مرارة التهجير داخل سوريا وخارجه

المبحث الرابع :الإعلام السياسيّ والأزمة السورية:

يعتبر الإعلام السياسي موضوعًا هامًا في دراسة الأزمات الدولية، وتعد الأزمة السورية نموذجًا جيدًا لفهم دور الإعلام في إدارة الأزمات.

فتأثير الإعلام السياسي على الأزمة السورية هو موضوع شائك ومعقد يستحق النقاش. ويعتبر الإعلام السياسي أداة قوية يمكن استخدامها للتأثير على القرارات السياسية وتوجيه الرأي العام خلال الأزمات الدولية. فهناك أسئلة لابد من طرحها في مجال تأثير الإعلام السياسيّ على الأزمة السوريّة، منها:

كيف استُخدم الإعلام السياسي لتوجيه الرأي العام خلال الأزمة السورية؟

كيف تأثرت الأحداث في سوريا بتغطية وسائل الإعلام وتحليلها؟

ما هو دور الإعلام الدولي في توجيه المجتمع الدولي نحو القرارات السياسية المرغوبة فيما يتعلق بالأزمة السورية؟

ما هي المخاطر والمحاذير المحتملة لتوظيف الإعلام في إدارة الأزمات السياسية؟

كيف يمكن تحقيق توازن بين حرية الإعلام والمسؤولية الاجتماعية للإعلام في تغطية الأزمات السياسية؟

من خلال الإجابة على تلك الأسئلة نستطيع القول إنّ الإعلام السياسيّ أثّر بشكل واضح في الأزمة السورية و على القرارات السياسية الداخلية والرأي العام.

فالإعلام السياسي لعب دورًا حاسمًا في إدارة الأزمة السورية، وهناك وسائل مستخدمة للتأثير على القرارات السياسة لإدارة الأزمة السورية حاليا، منها:

– الإعلام الإلكتروني: يمكنه أن يصل إلى جمهور واسع ويؤثر على الرأي العام بشكل كبير

– التحليل الإعلامي: فالخبراء والمحللين يستطيعوا تقديم تحليل المعلومات تحليلًا دقيقًا للمعلومات والأحداث ويوفر البيانات اللأزمة لاتخاذ القرارات السياسية.

– الحملات الإعلامية: عن طريق تنظيم حملات إعلامية لتوجيه الرأي العام نحو القرارات السياسية المرغوبة.

لكن الحق يقال: إنّ الإعلام السياسي في سوريا يواجه صعوبات عديدة في تحليل المعلومات وتفسيرها، ومن بين هذه الصعوبات:

–  توافر المعلومات: قد يكون من الصعب الحصول على معلومات دقيقة وشاملة، فالأحداث في سوريا متسارعة وغير مستقرة، وقد يكون هناك صعوبة في الوصول إلى مصادر موثوقة ومعلومات موثوقة.

– التحيّز والتأثيرات السياسية: الإعلام السياسي يتعرض للتحيز والتأثيرات السياسية المختلفة، حيث يمكن أن يتم استخدامه كأداة لتشكيل الرأي العام وتوجيهه وفقًا لأجندات سياسية معينة.

– ضغوط الوقت: الإعلام السياسي في سوريا يواجه ضغوط الوقت الشديدة ، حيث يحتاج الإعلام السياسي إلى تحليل وتفسير المعلومات بسرعة لتزويد الجمهور بالأخبار الحديثة والمعلومات الدقيقة.

– تعقيد الأزمة السياسية: فالأزمة السورية معقدة ومتشعبة، وتتضمن عدة جوانب وأطراف متنازعة. فمن الصعب على الإعلام السياسي تحليل وتفسير هذه الأزمة بشكل شامل ودقيق.

– الضغوط الأخلاقية والمهنية: يتعين على الإعلام السياسي الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية أثناء تحليل المعلومات وتفسيرها. فالإعلام إجمالا يجب أن يكون موضوعيًا ومتوازنًا في تقديم المعلومات وتجنب التحيز والترويج لأجندات سياسية معينة.

الخلاصة

إنّ وجود الإعلام السياسيّ لا يعني بالضرورة وجود إعلام مستقل، وخاصة أن الوسائل الإعلاميّة في كامل الجغرافية السورية يخضع لقانون السلطة الحاكمة في المنطقة، وهامش الحرية السياسية الإعلامية مؤطر بالمجال الاجتماعيّ والاقتصاديّ الضيق، ممّا جعل غالبية الشعب السوريّ يلجأ إلى القنوات العاملة خارج الجغرافية السوريّة، فالمواطن السوريّ يرى أنّ الوسائل السورية في الداخل مراقبة ومضبوطة أمنيا وسياسيا ولا تعطي معلومة صحيحة وموثوقة،  ليلجأ المواطن السوري إلى قنوات عربية وعالمية ليستقي الأخبار،  وبرزت وسائل التواصل الاجتماعيّ كبديل عن الإعلام التقليديّ، واستطاعت أن تسحب بساط الشهرة من الإعلام التقليديّ.

وأخيرا لا بدّ من القول: إنّ الإعلام السياسي ساهم في إنتاج سياقات جديدة لعملية التحول الاجتماعيّ، ولا تستطيع الحكومات السيطرة عليه.

المصادر والمراجع المستخدمة في البحث:

1-  أبو مزيد، رجاء، تحليل الخطاب الإعلاميّ، الجامعة الإسلامية، غزة ، 2012 م

2-  تقي الدين، محمد عمارة تقي الدين ،الإعلام السياسي بين الواقع والمأمول2021 م

3- أردستاني، حسبن سبيلان، ترجمة محمد كاوري، دور الإعلام في إدارة الأزمات السياسية، مركز الهدف للدراسات 2020

4- موسى خاني، مرتضى، إدارة الأزمة، منشورات كلية العلوم الإداريّة وإدارة الأعمال،2022م عدد11

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى