العلاقات الكردية العربية
عبدالله شكاكي
7- إمارة بعلبك الأيوبية (1178-1270):
استولى عماد الدين زنكي على بعلبك (لبنان) سنة 1139، وولّى عليها نجم الدين أيوب والد صلاح الدين، وفيها ترعرع صلاح الدين كما تقدم ذكره، وأخيراً استولى عليها صلاح الدين يوسف، وولّى عليها أحد أمرائه، وهو محمد بن المقدم، ثم عزله وأعطاها لأخيه تورانشاه سنة 1178، ثم حلّ مكانه فرخ شاه ابن أخي صلاح الدين، فلما مات الأخير سنة 1182، عين صلاح الدين عليها بهرام شاه، وفي سنة 1230 استولى عليها الأمير الصالح إسماعيل أخو الملك الأشرف موسى باسم أخيه، وتوفي فيها سنة 1233، ثم استولى على قلعتها الأمير الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل محمد من أيوبية مصر بالقوة، وبعد وفاته تولاها عدد من الولاة، إلى أن داهمها المغول سنة 1260.
8- إمارة الكرك الأيوبية (1188- 1263):
تقع إمارة الكرك[1] شرق بحيرة لوط في الأردن، وقد كانت تابعة للكونت رينولد (أرناط)، الذي وقع أسيراً وقُتِلَ بيد صلاح الدين، بعد استيلائه عليها في معركة حطين، وتولى حكومتها أخوه العادل سنة 1188، ثم أولاده وأحفاده من بعده، إلى أن سيطر عليها المماليك سنة 1263.
9- إمارة فارقين الأيوبية (1260-1200)
حكم الأيوبيون فارقين ومعها آمد، والمدن والقلاع التابعة لهما (رها- وحران- وخلاط )، بعد أن حرّروها من حكم بني إينال التركمان وذلك سنة 1183، الذين كانوا قد انتزعوها من حكامها الكرد الدوستكيين، وطردوا أولاد إينال ووزراءهم من أولاد نيسان خارج البلاد، لكن السلاجقة كانوا يطمعون في امتلاك آمد على الدوام، ومن أجلها وجهوا حملات عسكرية متلاحقة لسنوات عدة، وكان الفشل حليفهم في كل مرة، وبعد انتهاء السلطنة الأيوبية في مصر، وتجزئتها إلى عدة دول، وبالتالي ضعفت الدولة الأيوبية، حيث جعلت السلاجقة يفكرون مجدداً في امتلاكها، ولذلك وجهوا حملة عسكرية قوية سنة 1240، وتمكنوا من انتزاع آمد، لكنهم فشلوا في امتلاك فارقين لشدة مقاومة أهلها، وبعد سنة أعادوا الهجوم ثانية بتشكيلة أقوى وأعظم، وألقوا الحصار على قلعة فارقين لعدة شهور، ومع ذلك لم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم، ثم عادوا أدراجهم يجرون وراءهم أذيال الهزيمة، ومن ثم ضعفت الدولة السلجوقية بسبب نشوء خلافات بين الأسرة المالكة على السلطة، وقد انتهز الملك الأيوبي “ناصر الدين” الفرصة سنة 1257، وتمكن من استرجاع آمد[2] من أيدي السلاجقة.
لكن هولاكو المغولي الذي اقترن اسمه بالسلب والخراب، كان قد استولى على بغداد، ومنها بعث برسالة إلى الملك الكامل الأيوبي يطلب فيها إعادة آمد وفارقين إلى السلطان السلجوقي آلپ أرسلان الرابع، ولما لم يتلق هولاكو الجواب، جهز حملة عسكرية في غضون سنة، وكلف ابنه “يسمو” بقيادتها، وألقت الحصار على فارقين من كل الجهات، وبعد سنتين من الحرب والحصار المحكم لم تستسلم القوات المقاومة في فارقين، لكن أمام استمرار الحصار والمجاعة والمرض الذي حل بأهالي فارقين، اضطر الملك الأيوبي إلى تسليم المدينة إلى المغول، حيث عملوا كعادتهم إلى نهب وسلب وتدمير المدينة بكاملها، وقتل النساء والأطفال بالآلاف، كما تم أسر الملك الكامل، حيث اقتيد إلى بغداد، وفيها أمر هولاكو بقطع رأسه وتعليقه في شوارع بغداد، وذلك حوالي سنة 1260م.
سلسلة حكام فارقين الأيوبية في كردستان وسني حكمهم[3]:
1 | الأوحد أيوب بن العادل بن أيوب بن شادي | 1200-1210 |
2 | الأشرف موسى بن العادل بن أيوب | 1201-1220 |
3 | المظفر شهاب الدين غازي بن العادل | 12301220 |
استيلاء المغول المؤقت | 1230-1244 | |
4 | الكامل ناصر الدين محمد بن غازي بن العادل | 1244-1260 |
(ثم استولى عليها المغول)
حسكيف[4] بلدة وقلعة قديمة ومشهورة في كردستان على نهر دجلة، وقد شهدت قلعتها منعطفات هامة في تاريخ كردستان، أهمها الدولة الخلدية (أورارتو)، ثم الامبراطورية الميدية، ويعتقد أن بداياتها تعود إلى المرحلة الأكادية من خلال آثارها، بحسب الأركيولوجيين (ومن بينهم الدكتور آزاد حموتو)، ومنها انطلق الأمير حسن بن مروان بن دوستك معلناً عن قيام الدولة الدوستكية الكردية، وتقع على نهر دجلة بين مدينتي آمد وجزيرة بوتان، حيث تأسست قلعتها سنة 800 قبل الميلاد، وكانت لها أهمية عظيمة في العهود الآشگانية، والساسانية، والرومانية، والبيزنطية، واستمرت أهميتها حتى العهد الإسلامي، وفي العهد العباسي تحمّلت تبعات الحمدانيين العرب، والأرتقيين الأتراك، لتتشرف باستقبال الملك الأيوبي الكامل بن العادل بن أيوب سنة 1232، الذي طرد بني أرتق من حسنكيف، وجعل ابنه الصالح نجم الدين أيوب حاكماً عليها، ثم ابنه تورانشاه، وفي سنة 1260 تسلط المغول عليها، فاضطر الملك الموحد ابن تورانشاه إلى سك العملة باسم هولاكو.
وبمجيء تيمورلنگ وسيطرته على الرها، أضطر حاكم حسكيف سليمان الأول إلى طاعته، لحماية أرواح شعبه وضمان استمرار حكمه، ومع مجيء فوج الآق قويونلو الأتراك في القرن الخامس عشر، جرت حروب دامية مع زعيمهم أوزون حسن، حيث خلّفت كثيراً من القتلى، واستمرت عشرين عاماً، وبموت أوزون حسن تمكن الأيوبيون بقيادة الملك خليل الثاني من تجريد قوة كردية هائلة، زحفت على الأرتقية، بدءاً من أسعرد (سيرت)، وتمكنت من استعادة حكمهم على مملكتهم حسكيف.
وأثناء زيارة الملك خليل الثاني إلى حميه الشاه إسماعيل الصفوي، ومعه عدد من أمراء كردستان، تعرض ومن معه للسجن في تبريز، وخرجت حسكيف من يده، حيث حكمها الصفويون، لكن الملك خليل تحرر من سجنه مع اندلاع معركة چالديران سنة 1514، بواسطة أحد المتنفذين الكرد وعاد إلى بلاده، وبسبب المنافسة بين ولديه محمد وعلي، حدثت اضطرابات في المملكة وعجز الملك عن التوفيق بينهما، وفي لحظة يأس من تصرفات ولديه، وجد نفسه مضطراً إلى تسليم مفاتيح قلعة حسكيف إلى خسرو باشا الوالي العثماني على آمد، سنة 1524، وهذا الأمر مدعاة للأسف، وقد كافأه السلطان سليمان القانوني بتوليته على الرها لقاء سبعمائة ألف آقجة[5]، وهكذا انقرضت آخر مملكة أيوبية، وألحقت حسكيف بالدولة العثمانية، ومما يؤسف له قلة المعلومات عن هذه المملكة ولم يدوّن سفرها بما تستحقها.
ندرج فيما يلي جدول حكام أيوبية حسنكيف مع سني حكمهم[6]
1 | الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل محمد | 1237-1232 |
2 | المعظم تورانشاه بن الصالح أيوب | 1250-1237 |
3 | الموحد تقي الدين عبدالله | 1260-1250 |
اســـــتيلاء المغـــــول | 1260 | |
4 | الكامل أبو بكر الأول | ؟ |
5 | العادل مجير الدين محمد | ؟ |
6 | العادل شهاب الدين غازي | ؟ |
7 | الصالح أبو بكر الثاني | ؟1378- |
8 | العادل فخر الدين سليمان الأول | -1378؟ |
9 | الأشرف شرف الدين أحمد الأول | ؟ |
10 | الصالح وبعده الكامل صلاح الدين خليل | 1452-1432 |
11 | الناصر | 1452 |
12 | الكامل أحمد الثاني | 1452- ؟ |
13 | العادل خلف | 1461- ? |
اســـــتيلاء الآق قويونلو | 1461 | |
14 | خليل الثاني | ؟ |
15 | سليمان الثاني | ؟ |
16 | خليل الثاني (مرة ثانية) | ؟ |
17 | حسين | ؟ |
18 | سليمان الثاني | 1524 – ? |
12- الدولة الزندية في إيران
إيران بلاد شاسعة تحدها من الغرب سلاسل جبال زاگروس (إيران والعراق)، ومن الشرق نهر جيحون- آموداريا (بلاد ما وراء النهر)، وشمالاً بلاد القوقاز وبحر قزوين وتركمانستان، وجنوباً الخليج العربي، وهي بلاد متقلبة الطقس وغالبية أراضيها صحراوية قليلة المطر، وتكثر الأراضي الخصبة في المناطق الكردية غرب إيران، ويعود بداية نشوء الدولة الإيرانية (الفارسية) إلى سنة 549 ق.م، بعد انقلاب كورش الفارسي على الملك الميدي آستياگ، حيث سيطرت الأسرة الأخمينية الفارسية على إيران، ومصطلح إيران يعني بلاد الآريين ومن بينهم الكرد وليس الفرس وحدهم، وإن الميديين هم من قاوموا الاحتلال الآشوري وأسسوا الدولة الميدية سنة 674 التي وضعت أساس الدولة الإيرانية.
تناوبت على حكم إيران حكومات كثيرة، فبعد سيطرة الاسكندر في سنة 331 ق.م وأحفادهم السلوقيين حكمها الآشكانيون (الپارث) سنة 140 ق.م، ثم حكمها الساسانيون في أعوام (635-226) م، وفي سنة 637 م وقعت إيران تحت الحكم العربي الإسلامي لمدة مائة وثلاثين سنة، تناوبت على حكمها الأمويون والعباسيون، ثم استقلت بعض الولايات وشكلت دولاً مستقلة مثل: الدولة الصفارية في سيستان وخراسان وحتى شيراز، وحكم الديلم گيلان وفارس والعراق خوزستان وكردستان، كما حكمها الغزنويون وبعدهم السلاجقة، ثم المغول بقيادة هولاكو وبعده تيمورلنگ، ثم انقضت دولة المغول.
ابتداء من عام 1502 حلّت أسرة حاكمة جديدة على إيران وأصبح حكامها يلقبون بالشاهات، ثم حكمت عدد من الأسر من أجناس مختلفة: كردية وتركية وفارسية، مثل: الصفوية والأفغانية، الأفشارية والزندية والقاچارية، فالأسرة الصفوية (1736-1502) أسسها الشيخ صفي الدين الأوردبيلي، وأشهر حكامها هو الشاه إسماعيل بن حيدر بن جنيد حفيد صفي الدين من البطن الرابع، وفي عهده وصلت سلطة إيران إلى الاستقلال التام، واتخذ إسماعيل الأول مدينة تبريز عاصمة له، ثم استولى على عموم إيران، فامتد حدوده من نهر جيحون، حتى الخليج العربي، ومن أفغانستان حتى الفرات، وبسبب النشاطات المذهبية الشيعية للصفويين، وقعت معركة چالديران سنة 1514 التاريخية بينهم وبين العثمانيين (السنّة)، التي كانت من نتائجها المأساوية تقسيم كردستان إلى قسمين (عثمانية- صفوية)، لكن الشاه “إسماعيل الثاني (1628-1578) تمكن من استرداد بعض الولايات الغربية الكردية من العثمانيين”[7]، ثم برزت أسرة أفغانية تنحدر من أصول تركية ترأسها محمود بن ويس، تمكن من خلع الشاه حسين الصفوي سنة 1722 والقضاء على عاصمته أصفهان، واستمرت حكم الأسرة الأفغانية لمدة سبع سنوات.
ثم حكمت قبيلة أفشار التركية سنة 1736 بقيادة نادر قلي خان ودعي “طهماسب قلي خان”، وامتد سلطته على: أفغانستان و پاكستان، واضطهد الكرد بقسوة بالغة حيث أجبر آلاف الأسر الكردية للهجرة إلى خراسان، ولكثرة أعداد الكرد فيها دعيت “كردستان خراسان”، وانتهت بمقتل نادر شاه آخر حكامهم، ثم تبدأ المرحلة الزندية الكردية
نشأة الدولة الزندية
بعد الظلم والجور والاستبداد الذي لقتها الشعوب الإيرانية من الطاغية نادر شاه، بحيث لم يسلم من شره صغير أو كبير، شيخ أو إمام، سنّيٌ أو شيعي، أو من أي مذهب أو طائفة أو جنس آخر، فقد كان يكره الجميع، ويشك في كل فرد، معتقداً بأنه يحيك مؤامرة ضده، حتى أنه شك بابنه رضا قلي خان فكرهه كرهاً شديداً، وأمر بسمل عينيه، ويبدو أنه أصيب بمرض الوهم والقسوة، حيث صار يقتل الناس ليشفي غليله، ولخوف جنوده وحراسه وأمرائه منه، تآمروا جميعاً على قتله، وعلى رأسهم رئيس حرسه من قبيلته الأفشار، حيث قُتِلَ سنة 1747، واستولى أحد قتلته من جنوده الأفغان على الجوهرة المشهورة في تاجه، المسماة “گوه نور”، والتي آلت فيما بعد إلى تاج ملكة بريطانيا.
بعد مقتل نادر شاه سفاح إيران حدثت اضطرابات وفوضى عارمة في إيران عامة، وتزاحم الأمراء للاستئثار بالسلطة من بينهم: محمد حسن خان زعيم القبيلة القاچارية التركمانية حاكم استراباد ومازنداران، وأسد خان الأفغاني حاكم آذربيجان، وهدايت خان حاكم گيلان، وهراقليوس حاكم گرجستان (جورجيا)، وأحمد خان على خراسان، وعلي مردان أحد رؤساء العشائر البختيارية الكردية الذي استولى على مدينة أصفهان، وأخيراً برز كريم خان زعيم القبيلة الزندية الكردية في لورستان.
أثناء احتدام الصراع بين الجميع للاستحواذ على السلطة شكل علي مردان وكريم خان زندي حلفاً للظفر بالسلطة وتقاسمها فيما بينهما، وكانت الشهرة والقوة والصيت للأول أما كريم خان وجنوده فقد استحوذ على قلوب الأهالي أينما حلّ بأخلاقه وعدله، مما جعل علي مردان يحسده على شهرته ويخشى من عواقبه، ولذلك بدأ النفور يستولي عليه، ووصل إلى حد إعلان عدائه لكريم خان، وهذا ما جعل أهل أصفهان ينفرون من تصرفاته، وأخيراً نشب القتال بينهما، فانفض رجال علي مردان من حوله، وقتلوا زعيمهم سنة 1753[8]، ,أصبح كريم خان حاكم أصفهان والولايات الجنوبية من إيران وغدت سلطته واسعة، وعلى إثرها تحرك أسد خان خصمه وأعلن عداءه لكريم خان، واشتبكت قواتهما في معركة دامية وفي النهاية انتصر كريم خان على خصمه.
استقرت الأمور بعد الانتصار على أسد خان، وخضعت له فارس وجوارها، لكن العدو الأقوى والأشرس كان محمد حسن خان رئيس قبيلة قاچار التركية، الذي جاء مع جيش تيمور لنگ، بعد عودته من سوريا واستقر في مازنداران، فقد كان محمد حسن خان يتحين الفرص للانقضاض على كريم خان، خاصة بعد أن بسط الأخير سلطته على: فارس، وشيراز، وأصفهان، وشرق كردستان، حيث لم يبق في إيران سوى هذين الرجلين الخصمين، وكان محمد حسن خان قد بسط سلطته على أذربايجان، مستفيداً من هزيمة أسد خان، واشتدت المنافسة بينهما بقوة، حيث سيؤول حكم بلاد إيران للمنتصر من أحدهما.
كان ميزان القوى مختلاً لصالح محمد حسن خان، لكن كريم خان إضافة إلى قوته الحربية كان يتمتع بقوة معنوية هائلة ومحبوباً لدى الشعب، وبدأ هجوم محمد حسن خان على أصفهان وامتد نحو شيراز وقد استبسلت قوات كريم خان في الدفاع ووقفت عامة الشعب إلى جانبه، حيث شنّ “شيخ علي خان” أحد زعماء قبيلة زند هجوماً مباغتاً بعد أن نقل أطفال ونساء القبيلة إلى الجبال الآمنة، وشق صفوف جنود العدو إلى قسمين للحيلولة دون التواصل مع قيادتها الميدانية، وانتشر الذعر والفوضى بين صفوف محمد حسن خان بعد قطع الإمدادات الغذائية وحاقت الهزيمة بجيش محمد حسن خان في شيراز ثم اصفهان وانسحبت إلى بلاده مازندران، ودخلها قوات كريم خان ظافراً.
استقبل الأهالي كريم خان بالترحاب وعمّهم السرور بلقائه، وخضعت له المدن الأخرى دون حروب، وانضم إلى جيشه آلاف المتطوعين وتابع حملته نحو مازندران، ولما نشب القتال سقط محمد حسن خان صريعاً في أرض المعركة ومن ثم فرّ جنوده من ساحة المعركة، وبهذه الوقعة الكبرى والانتصار العظيم انتهى كريم خان من ألد أعدائه، وآلت إليه حكم بلاد: مازندران، وگيلان، والديلم، وأذربايجان، وبقي فقط “فتح علي خان” أحد رؤساء عشيرة الأفشار الذي كان يساند أعداء كريم خان أثناء حروبه، فشن هجوماً عليه عندما كان متحصناً في قلعة أورميه ولما تمكن منه ارتمى تحت قدمي كريم خان واستسلم له سنة 1760، وبهذا الانتصار أصبح حاكم إيران الأوحد دون منازع.
بعد أن تمكن كريم خان من جميع خصومه ودخلت الطمأنينة في قلوب الأهالي، بدأ ينظر في أمور الشعب وأحوالهم اليومية، فنشر العدل ومنعت المظالم عنهم وعاد الناس إلى ممارسة أعمالهم اليومية، وتقدمت الزراعة وتطورت الصناعة وكثرت الثروات وفاض الإنتاج وراجت التجارة، وعاش الناس في هناء وأمان.
كريم خان زندي
وبعد أن قضى كريم خان معظم حياته في الحروب استقر في مدينته شيراز التي اتخذها عاصمة لبلاده، و”عاش فيها براحة وأمان، وزيّنها بالمباني الجميلة”[9]، كما اهتم ببناء الأبنية الفخمة والأسواق والحمامات والمساجد والحدائق، وزاد اهتمامه بأمور جنده ورجال دولته وأعوانه وشدّد على الظالمين وعمّم العدل بين الناس، ووافته المنية سنة 1779م بعد أن حكم إيران حكماً مطلقاً ستةً وعشرون عاماً، وكان له من العمر ثمانون عاماً[10]، ودفن في مدينة شيراز عاصمته.
يعتبر “كريم خان” أول عاهل كردي يتولى الحكم على إيران عامة، بعد انقلاب كورش الأخميني على الملك آستياگ، آخر الملوك الميديين، فقد جمع في شخصه بين خصال الملك المستبد والعادل في آن واحد، ولم يتخذ لقب “شاه” على عادة أسلافه حكام إيران، بل اكتفى بلقب “وكيل الرعايا”، حيث كتب باسيلي نيكيتين بهذا الصدد: “لم يكن مجيء الكرد للسلطة ممثلين بشخص كريم خان زند الملك الإنساني العادل، إلا عهداً مبتوراً لأنه لم يدم طويلاً”[11]، فلم يكن بالشديد الصلب لدرجة الطغيان، ولا بالحليم لدرجة الضعف، فقد “كان معتدلاً في غير إفراط، ومتسامحاً في غير تفريط”[12]، يصدر عقوبات قاسية لمن يستحقها، ويوكل أمر تنفيذها لأعوانه، لكن رحمته كانت تطغى على قسوته، حيث كان عفواً كريماً عندما يسقط أحد أعدائه تحت قدميه، فيمنحه حق الحياة والعفو، ويجعله صديقاً، فقد كان مثلاً في الشهامة والجرأة، والعفو عند المقدرة، يجعل معارضيه أسرى إحسانه، وكان دائماً بشوشاً وبهي الطلعة، ويتمتع بمباهج الحياة كلما سنحت له الفرصة، لكن دون إسراف أو تفريط، ودون أن يؤثر على شخصه كحاكم للبلاد.
لم يكن كريم خان متفرداً في السلطة لوحده، فقد كان محباً للشورى، يجمع في مجلسه كبار العلماء والفضلاء والشعراء ويكرمهم، مع أنه كان أمياً، لم يدخل مدرسة أو كتّاباً لا في طفولته ولا في شبابه، وقد كتب عنه شاهين مكاريوس: “فحكم مدة طويلة حكماً لم يسمع في إيران بأحسن منه، واطمأنت قلوب الأهالي، وبطلت الأهوال والمذابح من بلادهم، ومنعت المظالم والمغارم، وراجت الصناعة والتجارة والزراعة، وتحسنت حال الأهالي تحسناً بيّناً، وكثرت موارد الثروة، وأقبل تجار الافرنج على إنشاء المعامل، والمتاجرة في كل أنحائها”[13]، وتقديراً منه للعلم، فقد جدد ضريح الشاعرين العظيمين من أبناء بلده، المدفونين في ضواحي شيراز، الشيخ سعدي الشيرازي، وحافظ الشيرازي، بما يليق بمكانتهما، وكان لهذا العمل وقعاً حسناً في نفوس أهل شيراز، فقد ذكر السير مالكولم الرحالة الانكليزي الشهير، أنه ذات يوم عندما كان كريم خان في موكبه عائداً من عمله إلى بيته، هرع إليه شخص يصرخ طالباً العدل، فسأله:
كريم خان: من أنت وماذا تريد؟
الرجل: أنا تاجر، وقد سرق جميع أموالي.
كريم خان: كيف حدث ذلك وأين كنت؟
الرجل: كنت نائماً.
كريم خان: (بشدة) لماذا نمت؟
الرجل: غلطت، وكنت أظن أنك صاح.
فأعجب كريم خان من جسارة الرجل وصراحته، وأمر وزيره بأن يدفع للرجل قيمة ماله المسروق، وبذل الجهود للعثور على هذا المال المسروق، كما ذكر “مالكولم” في وصف كريم خان: “عاش حياة سعيدة، ثم مات موتة أب تحفّ به أسرته”[14]، ولهذا قيل عن أيام كريم خان: “إن النور الباهر الذي أوجده كريم خان أضاء جميع بلاد إيران، إلا أن قوة إشعاعه كانت محسوسة في شيراز أكثر من غيرها”[15].
كانت مرحلة كريم خان زندي مشابهة لمرحلة صلاح الدين الأيوبي، اللذين حكما أمماً أخرى، وقد كتب القنصل الفرنسي في بغداد في رسالة إلى باريس سنة 1763، ذكر فيها: “يبدو أن البلاد (إيران) قد استعادت عظمتها وازدهارها تحت زعامة كريم خان، ذي التصرفات الحكيمة والنفوذ الشخصي، فقد حلّ الأمان والطمأنينة محل الفوضى المريعة والاحتراب المستمر”[16]، كما استعادت مصر عظمتها في عهد صلاح الدين.
بعد رحيل كريم خان اضطربت الأحوال في إيران وتزعزعت أركان الدولة، لكن الفتنة الكبرى ظهرت ضمن عائلة كريم خان وأسرته، حيث حلّت الغيرة والحسد مكان المحبة والاحترام وهي عادة سيئة في المجتمعات الإقطاعية ومنها الكرد، ولذلك تعرض أولاد كريم خان الخمسة للتصفية من قبل أقربائهم وخرجت السلطة من يدهم سنة 1794.
وأخيراً اضطر “لطف علي خان” الحاكم الأخير إلى مغادرة گرمان، بعد أن أخضعها لفترة برفقة رجاله، وقد شنّ آقا محمد خان هجوماً قوياً على گرمان وفتحها عنوة، ثم ترك لطف علي خان رجاله وظل سائراً بمفرده حتى وصل إلى مدينة نرماشير[17] القريبة من حدود أفغانستان، فاستقبله حاكمها بالترحاب واستراح ليلة في ضيافته، إلا أن هذا الحاكم طمع في الجائزة الكبيرة التي أعلنها آقا محمد خان، وغدر بضيفه فهجم عليه مع أعوانه، فدافع لطف علي خان عن نفسه قتال الأسود الكواسر وقتل الكثير منهم، لكنه سقط أخيراً من الألم لأنه كان مثخناً بالجراح، وتكالب القوم عليه فربطوه وساقوه على هذا الحال، حتى أوصلوه إلى آقا محمد خان وسلموه، حيث قام الأخير ففقأ عينيه ثم أمر بإعدامه سنة 1794، وهكذا انتهت حياة هذا البطل الشجاع، وانتهت معه دولة كريم خان زندي التي استمرت خمساً وأربعون سنة، وآلَ ملك إيران إلى القاچاريين الأتراك.
لكن المؤسف، بعد قيام الحكومة القاچارية التركية، عمد آقا محمد خان إلى استخراج عظام كريم خان ودفنه في عتبة سراياه، ليطأها بقدميه كل يوم ذهاباً وإيابا، وهذا العمل المشين يعبر عن مدى حقد القاچاريين الأتراك على الكرد.
وندرج فيما يلي جدولاً بأسماء حكام الدولة الزندية في إيران وسني حكمهم
1 | كريم خان زندي | 1779-1750 |
2 | أبو الفتح بن كريم خان | 1780-1780 |
3 | صادق خان | 1783-1780 |
4 | علي مراد خان | 1785-1783 |
5 | جعفر بن صادق خان | 1786-1785 |
6 | لطف علي خان | 1794-1786 |
13- الحكومة البراخوئية (1752- 1893)
تأسست هذه الحكومة من قبل تحالف العشائر البراخوئية الكردية منذ سنة 1752م في بلوجستان وسيستان شرق إيران، وهذا التحالف العشائري قوامه الكرد، ثم انضم إليهم البلوجيون، والتسمية “براخو” تعني حرفياً “الإخوة والأخوات” أي تحالف الكرد مع شعب البلوج، وقد غادرت هذه العشيرة كردستان في زمن وسبب غير معلومين، لكنها كانت تعرف سابقاً بعشيرة “كرد گلي” (Kurd gel)، وهي العشيرة التي أسست فيما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين “مملكة الكرد- الكرت”، والتي دامت مائة وستة وثلاثين سنة، ويبدو أن تبدل اسم العشيرة حصل فيما بعد انتهاء مملكة الكرد، عندما انضمت العناصر الأفغانية، البلوجستانية، والسيستانية إليها، والتي كانت تقيم في إقليمي سيستان وبلوجستان، وبعد حدوث الاندماج دخلت في لهجتهم بعض المفردات الدراڤيدية بمرور الزمن.
برز اسم البراخوئيين وانتشر صيتهم وصلابة جنودهم، جراء المساعدة التي قدموها للعاهل الإيراني نادر شاه (1747-1736)، في حملته على الهند، وهم الذين مكّنوه من فتح مدينة قندهار (أفغانستان) وما والاها، ونظير خدمتهم الكبيرة، أقطع “نادر شاه” لزعيم العشيرة البراخوئية عبدالله خان بلاد “كلهور” الهندية، ثم تقدم “عبدالله خان” يصحبه نجله “محبت خان” للاستيلاء على “داراجات” من بلاد البلوج، ثم تابع حملته لمحاربة العشائر القاطنة في كلهور، لكنه قتل في إحدى المعارك، ووقع ابنه محبت خان أسيراً لدى الحاكم الأفغاني “أحمد شاه درّاني”، وتوفي في سجنه[18].
ثم تولى ناصر خان ابن محبت خان شؤون الحكم في الإمارة البراخوئية، كحكومة تابعة لأفغانستان، بعد المعركة السالفة الذكر، وقد قام ناصر خان بإجراء إصلاحات إدارية في نظام الحكم، وأحدث إدارات ومؤسسات حكومية في مدن “مكران”، و “كه چ”، وامتد نفوذه إلى “كراجي”، ومدينة “پامپور” جنوب غرب گرمان، وما يميز عهد ناصر خان، أنه شيّد البنيان الفعلي للحكومة، وذلك بإقامة المؤسسات والإدارات الضرورية، وتصريف شؤونها بحزم وقوة وحكمة.
كان قوام الحكومة تحالف العشائر البراخوئية، وهم الذين استأثروا بمعظم الوظائف، ولاعتبارات أمنية وعسكرية عمد ناصر خان إلى تقسيم مكونات التحالف العشائري إلى قسمين، ترأس زعامة أحدهما رئيس عشيرة رايزاني، أما القسم الآخر فقد تزعمه رئيس عشيرة زهري، لكي يتمكن من حشد القوة اللازمة متى لزم الأمر أو حدث خطر محدق، وبعد أن تمكن ناصر خان من تأمين حاجة البلاد من القوة العسكرية اللازمة، وتثبيت سلطته، وعدم وجود ما يعكر أمن البلاد واستقراره، اتخذ قراراً شجاعاً بعد أن فكر ملياً بعواقبه، وهو إلغاء التبعية للحاكم الأفغاني أحمد شاه، وكان هذا الإجراء حلماً يقض مضجعه في النوم واليقظة.
أثار قرار ناصر خان ثائرة أحمد شاه، وجهز حملة عسكرية قوية على وجه السرعة، وقادها بنفسه نحو ناصر خان، وقد تمكن من إلحاق الهزيمة بقواته في “موستاتك”، واستمر في ملاحقته حتى مشارف “كلات”، عاصمة ولاية بلوجستان ومقر الحكومة البراخوئية، حيث ألقى الحصار عليها زهاء أربعين يوماً، لكنه لم يتمكن من اقتحامها لشدة مقاومة أهلها، فقد كان رئيس عشيرة كاميراني هو المسؤول عن أمن المدينة، مما دفع أحمد شاه إلى الاعتراف بالسيادة لناصر خان، مقابل التعاون معه وتقديم الدعم له في حال تعرضه لحروب خارجية، وكان ذلك الاتفاق بمثابة معاهدة صداقة وتعاون ودفاع مشترك، حسب تعابير ومصطلحات عصرنا الحالي، وهكذا أصبح ناصر خان أميراً مستقلاً على بلاده، بفضل شجاعته وحزمه وحسن إدارته في الحرب والسلم، ولذلك يعتبر ناصر خان المؤسس الحقيقي للحكومة البراخوئية، لكنه قبل أن يأخذ قسطاً من الراحة وافته المنية سنة 1795م.
تولى محمود خان الحكم خلفاً لوالده ناصر خان، وهو ما يزال طفلاً، فنازعه في الحكم عمه “بهرام خان”، وبدأ يحيك الفتن ويثير القلاقل ضده، التي أفضت إلى حرمان الأمير الصغير محمود خان من إرث أبيه، حيث خرجت من يده مدينة “كراجي” وغيرها، وتوفي سنة 1821م، ثم تولى بعده ابنه مهربان خان، الذي أبدى نشاطاً ملحوظاً وحماسة قوية، وهو شاب صغير في إدارة شؤون البلاد بحزم أكثر من أبيه، لكنه اشتبك مع أحمد يار بن بهرام خان ابن عم أبيه، الذي نافسه على كرسي الحكم، وأسفرت عن أسْره، ثم إعدامه في قلعة “كلات”، ثم حدثت فوضى عارمة شملت عموم مناطق الإمارة، وأسفرت عن انفصال بعض عشائر جاهلاوان وفقدان مناطق “هارانه”، و “داحيلي”، من جسم الإمارة، إضافة إلى توتر العلاقات مع الحكومة الأفغانية، وذلك في سنة 1834 أيام الشاه الأفغاني شجاع الملك، كما توترت العلاقات مع الإنگليز الذين كان لهم حضور قوي في تلك المرحلة، حيث جرّد الإنگليز حملة عسكرية على الإمارة البراخوئية واستولت على “كلات”، وبعد مقتل الحاكم محراب خان في تلك المعارك انفصلت بعض أملاك الحكومة البراخوئية وضمت إلى أفغانستان، وتم تعيين شاه نواز خان حفيد محبت خان، أميراً وحاكماً على الحكومة البراخوئية.
طلب ابن محراب خان النجدة من عشائر سيروان، ونوشيرواني، وتم تلبية الدعوة، حيث هاجموا معاً على كلات، واستردوها وأسروا قائد الحملة الإنگليزية، وعزلوا شاه نواز خان، ثم نصبوا بدلاً عنه ابن محراب خان أميراً على البلاد، باسم ناصر خان الثاني، ومن ثم أطلقوا سراح القائد الإنگليزي وأعادوه إلى بلاده سنة 1840، وفي سنة 1841 اعترفت الحكومة الإنگليزية بإمارة ناصر خان الثاني.
بعد أن ثبّت ناصر خان الثاني حكمه على الإمارة ورسّخت علاقاته مع الحكومة الإنگليزية، قرّر قطع العلاقات مع الحكومة الأفغانية نهائياً، وأعلن عن تبعيته للحكومة الهندية، ومن ثم توفي ناصر خان الثاني سنة 1857، حيث خلفه في الحكم أخاه “خدا داد خان” واستمر عهده في سلم ووئام طويلاً، ثم اعتزل الحكم سنة 1893، “وتولى بعده مير محمد خان أميراً على البلاد”[19]، لكن تعذر الاستدلال لمعرفة مصير هذه الحكومة التي استمرت أكثر من مائة واثنين وأربعين سنة بسبب شح المصادر.
ندرج فيما يلي جدول بأسماء حكام الإمارة البراخوئية وسني حكمهم:
1 | عبدالله خان | 1752- ؟ |
2 | ناصر خان حفيد عبدالله خان | ؟ – 1795 |
3 | محمود خان بن ناصر خان | 1795- 1821 |
4 | مهربان خان بن محمود خان | 1821- ؟ |
5 | محراب خان | ؟ |
6 | شاه نواز خان | ؟ – 1840 |
7 | ناصر خان الثاني | 1840- 1857 |
8 | خدا داد خان | 1857- 1893 |
9 | مير محمد خان | 1893- ؟ |
المراجع
1- أحمد الخليل ، عباقرة كردستان في القيادة والسياسة، كتاب الكتروني.
2- أحمد السعيد سليمان، تاريخ الدول الإسلامية ومعجم الأسرات الحاكمة، ج2 ص 358.
3- أدهم آل جندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، مطبعة الاتحاد 1960
4- ابن الأثير ، الكامل في التاريخ.
5- ابن الأزرق الفارقي ، تاريخ ميافارقين.
6- باسيلس نيكيتين ، الكرد.
7- بهاء الدين ابن شداد، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، دمشق 1979.
8- ابن حجر العسقلاني ، الإصابة في تمييز الصحابة.
9- ج. ب. سيكال، الرها المدينة المباركة، دار الرها حلب 1988.
10- جمال رشيد أحمد، لقاء الأسلاف الكرد واللان ، لندن 1994.
11- حسن إبراهيم حسن ، تاريخ الإسلام ، ج 2.
12- حسن ظاظا ، دور الكرد في بناء مصر وبلاد الشام، دار شلير قامشلو 2018.
13- ابن خلكان ، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان.
14- دانا ادمز شمدت، رحلة الى رجال شجعان في كردستان، ترجمة و تعليق: جرجيس فتح الله، دار آراس ط2 1999 / أربيل.
15- ديفيد مكدول ، تاريخ الاكراد الحديث.
16- الذهبي ، سير أعلام النبلاء.
17- ستانلي لين بول، الدول الإسلامية، ترجمة محمد أحمد دهمان.
18- شرفخان البدليسي ، شرفنامه.
19- عبدالله أوجلان، من دولة الكهنة السومريين نحو الحضارة الديمقراطية.
20- عبد الله قره مان ، وطن الشمس ج 1-3، دار شلير قامشلي 2020.
21- عبد الرقيب يوسف ، الدولة الدوستكية.
22- أبي الفداء (إسماعيل الأيوبي) ، تقويم البلدان.
23- فيليب حتي ، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ، ج 1.
24- قادر محمد حسن، إسهامات الكرد في الحضارة الإسلامية، دار سبيريز اربيل.
25- الكندي ، تاريخ ولاة مصر ، بيروت 1987.
26- كمال أحمد مظهر، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى، ترجمة محمد ملا عبد الكريم.
27- محمد أمين زكي ، مشاهير الكرد وكردستان ، ج2.
28- محمد أمين زكي، تاريخ الدول والإمارات الكردية في العصر الإسلامي، ترجمة محمد علي عوني.
29- المقدم الشيخ عبد الوحيد، تاريخ الشعب الكردي منذ أقدم العصور حتى العصر الحاضر.
30- المسعودي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، جزء 4.
31- نيكيتا أليسييڤ ، السلطان نور الدين زنكي.
32- ول ديورانت ، قصة الحضارة م 41 طبعة 5، دار جدل 1988.
33- ياقوت الحموي ، معجم البلدان.
34- صحيفة الحياة، العددان 10997- 10998 آذار 1993.
[1] بتصرف عن (الدول الإسلامية – لين پول) ص 166.
[2] باللغة الكردية
AMED – Amed Tîgrîs û Yêldiz Çaqar r 41
[3] لين پول ، الدول الإسلامية ، ص 154.
[4] تكتب على شكل “حصن كيفا، حسكيف، حسنكيف”، ويلفظه الكرد عامة “حسكيف”، أما عن سبب التسمية فقد ورد في الشرفنامه: أن حاكم القلعة وبانيها قد ألقى القبض على رجل من أعيان العرب يدعى حسن، فزجّه في سجن القلعة، ولما طالت أيامه في السجن أرسل إلى الحاكم يقول: “إني قد أشرفت على الهلاك ولم يبق لي إلا أيام أو ساعات، فالرجاء من الحاكم أن يمنحني فرصة أركب فيها مهرتي التي جئت بها سابقاً، حتى أتجول بها ساعة أعرض على أنظاركم ما كنت أتمتع به من الفروسية وفن ركوب الخيل، وما لمهرتي من الأصالة، وبعدها أكون رهن إشارتكم في الإبقاء أو القضاء”، فأجابه الحاكم إلى طلبه وأذن بإحضار المهرة وركوبها، حيث وثب عليها حسن كالبرق، فجرى كالسيل الجارف في أنحاء القلعة، مبدياً حركات سريعة وألعاب غريبة، ثم عمد إلى مهمازه فجأة يشد بعنف، وقفزت المهرة قفزاً من شرفة القلعة، وكان علوها 150 ذراعاً معمارياً، ونزل في لجة نهر دجلة الذي يمر بجانب القلعة، وتمزق بطن المهرة، وأخذ حسن في السباحة حتى بلغ ساحل السلامة واختفى عن الأنظار، فعلت أصوات المتفرجين في القلعة قائلة: حسن كيف ؟! وهكذا صارت اسم القلعة “حسنكيف”. للمزيد راجع “شرفنامه”، ومحمد أمين زكي ترجمة محمد علي عوني ص 146.
[5] كل 200 آقجة تساوي قرش واحد.
[6] نقل الجدول عن (الدول الإسلامية ، ستانلي لين پول) ص 59-158.
[7] لين پول ، ص 545.
[8] زكي محمد أمين ، مشاهير الكرد وكردستان في العهد الإسلامي ج 2، نقلته من الكردية إلى العربية كريمة المؤلف، مراجعة وتنقيح محمد علي عوني ، مطبعة السعادة- مصر 1947 ص 73.
[9] ديورانت وِلّ ، قصة الحضارة ، م 41 ص 21 ، طبعة 5 دار الجيل 1988.
[10] زكي محمد أمين ، تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي ، ص 263 ، لكن شاهين مكاريوس أورد في كتابه “تاريخ إيران” ص 214 “أنه توفي عن خمس وسبعين عاماً”.
[11] نيكيتين باسيلي ، الكرد ، ترجمة نوري الطالباني 1998 ص 300.
[12] محمد أمين زكي ، مرجع سابق ص 263.
[13] مكاريوس شاهين ، تاريخ إيران ، مطبعة المقتطف بمصر 1898 ص 213.
[14] قاسملو د. عبد الرحمن ، كردستان والأكراد ، المؤسسة اللبانية للنشر بيروت ص 46.
[15] المرجع السابق ص 262 نقلاً عن “علي رضا صاحب كتاب تاريخ الأسرة الزندية”.
[16].قاسملو مرجع سابق ص 45.
[17] مدينة مشهورة ومن أعيان مدن گرمان “معجم البلدان”.
[18] زكي محمد أمين ، تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي ص 302 ، وهو مصدرنا الوحيد في هذه الفقرة.
[19] المصدر السابق ص 304 ، منقولاً عن دائرة المعارف الإسلامية. ولم تذكر المصادر تاريخ نهاية الحكومة البراخوئية.