افتتاحية العدد 42
الدساتير والاعلام
نحاول في هذا العدد قدر الإمكان التقرب من محورين – وإن كانا غير قريبين من بعضهما البعض للوهلة الأولى- وفي خطوة جديدة من الدنو من مجالات الشرق الأوسط الديمقراطي منةخلال مناقشة محورين، وهما محورا (الدستور والإعلام).
لا سيما أننا نقترب من انتهاء المعارك في سوريا، طبعا هو أمل كل الشعب الذي ملّ من صراع الدول المجنونة، وهي لا تعرف ماذا تريد؟ وماذا تفعل؟ في معمعة الفوضى الخلاقة، واحتكار الرأسمال المالي مقاليد حكم رأس النظام العالمي المهيمن، فقد يكون الحل هو التغور في مفاهيم الدساتير، التي قد تحفظ حقوق المجتمعات من انفلات الدول من عقالها، نعم قد يكون العقد الاجتماعي هو الحل، والدبلوماسية المجتمعية هي الحل أمام زيف الدبلوماسية الريائية الدولتية، وأمام هول الدولة المركز المهيمنة على كل مقاليد الأمور، والتي تصرّ باحثة عن مركزيتها على الرغم من وهنها.
إنّ البحث في الدساتير العالمية يساعد في تتفقه المجتمعات؛ كي تتحضر إلى المفاوضات، فالدول تعرف كيف تخدع الشعوب، وهو جينة في جينات الدول، فكم من شعوب قدمت التضحيات وخانها أسيادها عبر دساتير تحفظ حقوق الطبقات، وتحرم الشعوب من الحرية والمساواة والعيش الكريم.
لكن موضوع الدساتير لا يصب في إستراتيجيات مجلتنا، وبالتالي ارتأينا أن نتطرق إلى موضوع الإعلام أيضا، سواء الإعلام في الشرق الأوسط أو الإعلام في سوريا أو روجآفا، وأهمية الإعلام، ومدى تأثير الإعلام على الساحة، والأهم من كل شيء هو الإعلام كسلاح للدول لإرضاخ الشعوب لتبني فكرة معينة، أو نفي فكرة معينة، أو التعتيم على فكرة معينة بما يخدم الدولة، وكيف يستطيع المجتمع أن يجعل من الإعلام أداة دفاعية ضد هجمات أعداء الشعوب المظلومة.
وبالتالي نحاول من خلال محورَي الدساتير والإعلام الولوج في عمق المشاكل والقضايا الملحة هذه الساعة، من خلال هذين الموضوعَين أو المحورين.
نرجو لقراء مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي متعة القراءة لهذا العدد.