حقي رشيد
مقدّمة:
تحتلُّ كلمةُ ” القوميّة” اليوم في صُحفنا وإذاعاتنا وكتبنا وجميع وسائل إعلامنا مكاناً لا تحتلّهُ أيّةُ كلمةٍ أخرى. فلا نكادُ نفتحُ صحيفةً ما، أو نستمعُ إلى محطّةٍ إذاعيّة عربية إلاّ ونقرأُ هذه الكلمةَ أو نسمعها عدّةَ مرّاتٍ.
هذه الأهميّةُ ليست وقفاً على الشعوب العربيّة، بل إننا نجد الأمرَ نفسه لدى جميع الدول النامية تقريباً، وخاصةً تلك التي تخلّصت من الاستعمار منذ مدّةٍ قليلة فالتفتتْ إلى تاريخها، وابتدأت تركّزُ الدراساتِ حول شخصيتها القومية الخاصة.
مفهوم القوميّة:
وسأحاولُ فيما يلي تعريفَ القومية بشكلٍ دقيقٍ، ثمّ أبيّن الفروق بينها وبين الكلمات الأخرى التي تتصّل بها، فالإتيانُ بتعريفٍ جامعٍ مانعٍ لكلمة ” القومية ” ليسَ بالأمر السهل مطلقاً، إذ إنّ هذه الكلمةَ هي ككلّ الأسماء المجرّدة، مفهومٌ نظريّ يصعبُ تعريفه بالدقّة المطلوبة، هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ ثانية أجدُ أنّ إعطاءَ تعريفٍ للقومية يتأثّرُ كلّ التأثّر بنظرة صاحب التعريف إلى أركانها الأساسية، ولذا فقد اختلفتِ التعاريفُ المُعطاةُ للقوميّة وتعدّدت بتعدّد النظريات القومية على الأقلّ.
فهناكَ مفهومان لكلمة القومية، كما يجب أن أشيرَ هنا أيضاً إلى أنه هناك مفهومان أساسيان ومتميّزان لكلمة” القومية”.
أولاً: المفهوم العمليّ:
القوميةُ حسب هذا المفهوم هي الوجودُ التاريخيّ الاجتماعيّ والثقافي السياسي الذي يميّز أمّةً من الأمم عن غيرها. فالقوميةُ العربيةُ حسب هذا المفهوم العمليّ هي وجودُ الأمة العربية الذي يميّزها عن غيرها منذ أن ظهرت كلمة “العرب” للوجود وحتى الآن.
ثانياً: المفهوم النظريّ:
والقوميّةُ حسب هذا المفهوم هي الفكرةُ التي تعبّر عن هذا الوجود وتجسّده في أجلى مظاهره خلالَ مرحلة معيّنة من مراحل التاريخ. وهذا المفهومُ الأخير الذي يُعبَّرُ عنهُ أحياناً بما يسمّى ” النظريّة القوميّة” هو مفهومٌ قابلٌ للتعديل والتطوّر والتبلور بعكس المفهوم الأوّل الذي لا يزول إلاّ بزوال الأمّة.
ويتضّحُ هذان المفهومان أكثر إذا قلنا بخصوص القومية العربية: إنّ الأمةَ العربيةَ بدأت بالظهور كأمّةٍ متميّزة في التاريخ منذُ حوالي ثلاثة آلاف سنة، ولذا فالقوميةُ حسبَ المفهوم العملي موجودةٌ منذ ذلك الوقت كوجودٍ تاريخيّ يميّزُ الأمّةَ العربيةَ عن غيرها.
وأمّا القوميّةُ العربيةُ حسبَ المفهوم النظري، فهي المبدأُ الذي يعبّرُ عن هذا الوجود، أو هي النظرية التي تحدّدُ أبعادَ هذا الوجود، وهي بهذا المعنى لم تظهر إلاّ منذ قرنٍ من الزمن لا أكثر، وتبلورتْ في النصف الأول من القرن العشرين مارّةً بجملة مراحل من التطوّر كما هي الحالُ بالنسبة لبقيّة القوميّات جميعاً.
وكلمةُ ” القوميّ ” في اللغة العربية مشتقّةٌ أصلاً من كلمة ” قوم “، والقومُ هم مَن يقومون إلى القتال قومةَ الرجُل الواحد. فمعناها اللغويّ الأصليّ يرادفُ مفهومَ ” العصبيّة القبَليّة ” تقريباً، وأمّا الآنَ فالمفهومُ الاجتماعيّ- السياسي للقومية- وخاصةً فيما يتعلّقُ بالقومية العربية قد ابتعدَ عن العصبية القبلية، وأصبح يدلّ على ” مجموع الصفات المميّزة والعناصر المقوّمة للأمّة” كفكرة، وعى رابطة الولاء التي يحسّ بها الفردُ تجاهَ أمّته كحالة شعورية.
وأولُ ما نلاحظهُ من الشيء القليل الذي قلناهُ حتى الآن هو العلاقةُ الوثيقة بين مفهومَي ” القومية” و” الأمّة “، ولا غرابةَ في ذلك، حتى إنّ المصدرَ اللغوي للكلمتين واحدٌ في أغلب اللغات الأجنبية، ككلمتَي أمّة ” nation” و قوميّة “nationalisme” الفرنسيتين، وهما مشتقّتان من فعل الولادة ” naitre ”
وإذا شئنا الحصولَ على تعريفٍ علمي مقبول للقومية نقول: ” هي الرابطةُ التي تجمعُ بين أفراد الأمّة الواحدة وتشدُّ بعضهم إلى بعض، وتُشعرهم بأنهم متميّزون عن غيرهم من الأمم بجملةِ ميزاتٍ ثقافية أو حضارية أو تاريخية أو سياسية “.
وأمّا القوميةُ العربية بشكلٍ خاصّ، فيمكن تعريفها بأنها: ” عقيدة نابعة من أعماق الذات العربية، ومن تفكير كلّ عربي بأنّ الأمّةَ العربية أمّةٌ متميّزة ذاتُ خصائص أصيلة ثابتة وطابعٍ معيّن “.
مفهوم الأمّة:
هذا فيما يتعلّقُ بالقومية، وأمّا بالنسبة للأمّة، فإنّ أفضلَ تعريفٍ لها ( في رأيي) هو التعريفُ الذي اقترحَهُ العالمُ الأمريكي ” ماك دوغال ” في كتابه ( عقل الجماعة mind group)، حيث يقول عن الأمّة: ” إنها تتألّفُ من أفراد يشعرونَ بأنهم متماسكون تماسُكاً طبيعيّاً بروابطَ لها عندهم من القوّة والصدق بحيث يكون في ميسورهم أن يعيشوا بالسعادة والهناء إذا كانوا معاً، ويُصابون بالضيم إذا تفرّقوا، ويرفضوا كلّ خضوعٍ وانقيادٍ للشعوب التي لا تشاركهم هذه الروابط “.
وقد اخترتُ هذا التعريفَ من دون غيره للأمة، وذلكَ لأنه مُقنعٌ ويمكنُ أن ينطبقَ بدقّةٍ على أية أمة كانت، لأنه لا يتورّطُ بتحديد المقوّمات الأساسية للقومية، بل يترك ذلك لظروف كلّ أمة وخصائصها وأهدافها.
فهذه ” الروابطُ ” التي يشيرُ إليها التعريفُ يمكن أن تكون ” اللغة ” إذا كانتِ الأمةُ تعتنقُ النظرية الألمانية في القومية، ويمكن أن تكون ” المشيئة الواحدة ” إذا كانتِ الأمةُ تعتنقُ النظرية الفرنسية، ويمكنُ أخيراً أن تكون ” المصالح الاقتصادية ” إذا كانت الأمة تعتقد بصحّة النظرية الماركسية- اللينينية- في حقل القوميات.
فإذا حاولنا تطبيقَ هذا التعريف على ” الأمة العربية ” بحسب واقع هذه الأمة وتطلّعاتها حاليّاً، فإنّ التعريفَ الذي نقترحهُ للأمة العربية هو كالتالي:
” الأمةُ العربية هي الجماعةُ البشرية التي يعيشُ أفرادها ضمنَ الحيّز الجغرافي العربي، ويتميزون عن غيرهم بتكوين نفسي خاصّ، ناتجٍ عن لغة مشتركة هي اللغة العربية وتاريخ واحد وتراث ثقافي وروحي واحد ومصالح واحدة مشتركة، تجدُ تعبيراً لها في وحدة الآمال والأهداف “.
وقد حاولتُ في هذا التعريف التركيز على الأركان الأساسية للقومية العربية، التي تتمثّلُ الآنَ باللغة العربية وبالتاريخ الواحد وبالتراث الثقافي الواحد وبالمعتقدات المشتركة، ثمّ أخيراً بالمصالح الاقتصادية والسياسية الواحدة.
الأمّة… والدولة:
ومن المُستحسن هنا أن نحدّدَ نقاط الاختلاف والتشابه بين مفهومَي ” القومية ” و ” الأمّة ” من جهةٍ، وبين جملة مفاهيم أخرى تقتربُ كثيراً أو قليلاً من هذين المفهومين، مثل ” وطن ” و ” دولة ” و ” شعب ” و ” جنسية ” وغير ذلك. ويهمّنا قبل كلّ شيء( في هذا المجال) أن نضعَ حداً فاصلاً بين مفهوم ” الأمة ” ومفهوم ” الدولة “، وسيقودنا ذلك إلى استعراض بقية المفاهيم التي تتفرّع عنهما أو تتعلّق بهما.
الدولةُ- كما يعرّفها علماءُ القانون والاجتماع- ” هي جماعةٌ من البشر يعيشون في أرضٍ مشترِكة، مؤلّفين هيئة سياسية مستقلّة ذات سيادة “.(1)
فالدولةُ- كما نستخلصُ من هذا التعريف- تستلزمُ وجودَ ثلاثة عناصر إذاً:
السكّان: أي وجود جماعة من الناس، قلّوا أو كثروا، يعيشون معاً.
الأرض: أي وجود حيّز جغرافي معيّن تحتلّه هذه الجماعة من الناس.
السيادة: أي السُلطة المنبثقة عن السكان لتنظيم حياة الجماعة.
والعنصرُ الأولُ من هذه العناصر الثلاثة يُطلقُ عليه في بعض الأحيان اسمَ ” الشعب “، وعلى هذا، فالشعبُ هو العنصرُ الديموغرافي ( السكاني) الذي يشكّلُ الدولةَ، ومن هنا لا يُعتبَرُ من الخطأ قولنا ” الشعب السوري ” و ” الشعب المصري “… طالما أنه هناك دولة سورية ودولة مصرية، ولكن من الخطأ الفادح أن نقولَ: ” الأمّة السوريّة ” أو ” الأمة المصرية “، لأنه ليست هناك إلاّ أمةٌ واحدة في جميع هذه الدول.
وأمّا العنصرُ الثاني من عناصر الدولة وهو الأرض، فيُطلقُ عليه عاطفياً اسم ” الوطن “، فالوطنُ ليس هو إلاّ أرض الآباء والأجداد. ومن هنا يتبيّن لنا الفرق الواضح بين مفهوم ” الوطنية ” من جهةٍ ومفهوم ” القومية ” من جهةٍ ثانية. فالوطنيةُ هي شعورُ الحبّ والولاء الذي يكنّه الفردُ ” المواطن” تجاهَ قطعةٍ من الأرض هي ( الوطن)، وأمّا القوميةُ فهي شعورُ الحبّ والولاء الذي يكنه الفردُ نحو جماعةٍ من البشر هي ” الأمّة “.
وأما العنصرُ الثالثُ( السيادة) فهو الذي يبيّن لنا الفرقَ الدقيق بين مفهومي الأمة والدولة، وذلك لأنّ عنصر السيادة ضروري تماماً لوجود الدولة، ولكنه ليس ضرورياً لوجود الأمة، إذ إنّ المذهبَ القوميّ يدعو إلى أن يكون لكلّ أمّةٍ واحدة دولة واحدة ذات سيادة، ولكنّ الواقعَ هو غير ذلك في كثيرٍ من الأحيان حيث نجد ثلاثة أنواعٍ من الأمم:
الدولةُ- الأمّة، أو الأمةُ الدولة، وهي الدولة التي تنطبقُ فيها الحدودُ السياسية الواقعية على حدود الأمة من الناحية الديموغرافية، وهذا الشكل هو الشكل المثالي في المجتمعات القومية وغيرها، مع بعض التجاوز في عددٍ محدود من الدول مثل فرنسا- إيطاليا- السويد- ألبانيا.
فالدولةُ التي تحوي أكثرَ من أمّة: وهنا تجتمع أكثر من أمّة داخل نطاق دولة واحدة، أي إنّ الحدودَ السياسيةَ الدولية تكون أوسع من الحدود القومية المثالية، بحيثُ تحتوي الدولةُ على أمتّين فما أكثر، كما هي الحالُ في بلجيكا التي تحتوي أمتين هما الفاللون والفلامنك، وفي سويسرا حيث تتعايشُ ثلاثُ قوميات: الطليان والألمان والفرنسيون، وفي يوغسلافيا التي تُقسَّم إلى ستّ قوميات مختلفة، وفي الاتحاد السوفياتي الذي تعيش فيه حوالي عشرين قومية أو أكثر( وكلمة قومية ترادفُ كلمةَ أمة في هذا المضمار).
في حين أنّ الأمةَ المجزّأة في أكثر من دولة هي التي قد ينعكسُ فيها الوضع السابق، فترى الأمةَ الواحدة موزّعةً على دولٍ عدّة، ويكونُ ذلك حين لا تُفلحُ الأمةُ في توحيد نفسها ولمّ شتاتها، فتكونُ الحدودُ المثالية( القومية) العاطفية أوسعَ بكثيرٍ في هذه الحالة من الحدود السياسية الدولية الواقعية، وذلك ما هو الحالُ عليه في الأمة العربية التي تضمّ حالياً(15) دولة مستقلة وعدداً من المشيخات والمحميات والمستعمرات ومساحات من الأراضي المقتطعة من قبل سلطات أجنبية.
وبما أنّ “الوطنيةَ” هي عاطفةُ الولاء تجاهَ الوطن المتمثّل بأرض الدولة، والقوميةُ هي عاطفةُ الولاء تجاهَ الأمّة، لذا فهاتان العاطفتان لا تنطبقان على بعضهما تماماً إلاّ في حالةٍ واحدةٍ من الحالات الثلاث السابقة، وهي حالةُ الأمّة- الدولة.
والتاريخ لا يُرينا تطابقاً تاماً بين ” الوطنية ” وبين ” القومية “، أي بين الدولة وبين الأمة. وما الحركاتُ القوميةُ التي ظهرت منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن إلاّ نوعٌ من ” ثورة الأمم على الدول، واستهدفتْ في بعض الأحوال انفصالَ الأمة عن الدولة التي كانت تحكمها، وسَعت في أحوالٍ أخرى وراء توحيد شعوب الأمة التي كانت موزّعةً بين دولٍ متعددة لتكوّن دولةً قوميةً واحدة “.(2)
وخلاصةُ القول في مجال الفروق بين ” الأمّة ” و ” الدولة “أنه لا يزالُ هناكَ موجبٌ للتمييز بين هذين المفهومين، وذلكَ لاختلاف الواقع السياسي عن النظرة القومية المثاليّة التي تستهدفُ أن يكونَ لكلّ أمّةٍ دولة خاصة بها.
ولكن في انتظار ذلكَ نجدُ أنّ كيانَ الأمة لا يتوقّفُ على تشكيل دولتها العتيدة، لأنّ الأمّةَ تكونُ موجودةً ولو لم تكن قد تمكّنت من تشكيل دولتها القوميّة لأسبابٍ داخلية أو خارجية، أو إذا كانت قد توصّلت لاستقلالها ثمّ فقدتهُ، وكذلكَ في حال كون الأمّة مجزّأة وموزّعة على دولٍ مستقلّةٍ عدّة لم تتوحّد بعدُ.
القوميّةُ.. والجنسيّة:
وبهذا الشكل أكونُ قد أوضحتُ الفروقَ الدقيقةَ بين جملة مفاهيم يتصّلُ بعضها ببعض، هي: القوميّة والأمّة والدولة والوطن والشعب، ولم يبقَ بعدُ إلاّ بيان الفروق بين كلّ من ” القومية ” من جهةٍ و ” الجنسيّة أو التابعيّة ” من جهةٍ ثانية.
فالقوميةُ nation علاقةٌ عاطفية ذات مفهوم اجتماعي، وأمّا الجنسية أو التابعية nationalite فهي رابطةٌ ذات مفهوم قانوني حقوقي.
وأوضحُ هذه الفكرة أكثر فأقول: إنّ الانتماءَ لقومية معيّنة هو انتماءٌ عقائدي مبنيّ على العقيدة والشعور، ولا يحتاجُ لأيّ نواحٍ شكليّة لإظهاره، بينما نجدُ الانتماءَ لتابعيّة أو جنسية معينة هو انتماءٌ شكلي قانوني( يشبه العَقد) يوسع كل طرف فيه( الدولة من جهة ومواطنها من جهة ثانية) فصمهُ والتحللّ منه.
ولذا أجدُ أنه من الجائز أن يجدَ إنسانٌ ما نفسَهُ يحملُ جنسية معينة، بينما هو ينتمي في قرارة نفسه إلى قوميةٍ تناصبُ دولتهُ العداءَ، كما هي الحالُ بالنسبة لبعض العرب بشكلٍ عام وعرب فلسطين بشكلٍ خاص. فنرى بعضَ العرب يحملونَ الجنسيةَ العربية وفي قرارة أنفسهم يناصبون العداءَ لأبناء جلدتهم، في حين نرى عربَ فلسطين في المنطقة المحتلّة سنة 1948 شكلياً يحملون الجنسية الإسرائيلية، في الوقت الذي لا يزالون يدينون فيه بالولاء للقومية العربية من الناحية العاطفية.
وعلى هذا يجوزُ( من جهةٍ أخرى) أن يكون للإنسان أحياناً أكثرُ من جنسية واحدة، وقد يصبح في حالاتٍ معينة ” بلا جنسية “. ولكنّ القوميةَ لا تتعدّدُ ولا يُعقَلُ أن تسقطَ، وإن كانَ بعضُ المفكّرين لا يعتبرون مجرّدَ الانتساب السلبي إلى قومية معينة مبرّراً لاعتبار شخص ما ” قومياً “، ويصرّون على أن يكون هذا الشخص مؤمناً بقوميته ويعملُ من أجل رفعتها وتحقيق أهدافها لكي يستحقّ هذا اللقبَ.
وهذا يقودنا أخيراً إلى إيضاح فرقٍ أخير بين القوميّة كفكرة والقومية كمبدأ، ففكرةُ القومية هي مجرّد نظرية تحملُ طابعَ السلبية في مفهومها، أما المبدأُ القومي فهو ذو مفهومٍ إيجابي، لأنهُ اعتناقٌ للفكرة القومية، أو بالأحرى هو ” وضع هذه الفكرة في حيّز التطبيق ومجال العمل “.
وأخيراً آملُ أن أكونَ بهذا الشكل قد حررتُ مفهومَ ” القومية ” مما يتصّل به من مفاهيمَ أخرى في مجال النظرية القومية بشكلٍ عامٍ والقومية العربية بشكلٍ خاصّ.
الهوامش:
- عن كتاب ” آراء وأحاديث في الوطنية والقومية ” لساطع الحصري.
- عن ” ما هي القومية ” لساطع الحصري.
المراجع:
- ساطع الحصري ( كتاب آراء وأحاديث في الوطنية والقومية).
- ماك دوغال ( عن كتاب عقل الجماعة).