الوجود الكردي في الصراع الصفوي العثماني وتأثير اتفاقية قصر شيرين على هذا الوجود
مازداك ميتاني
مازداك ميتاني
ترجمة: عدنان حسن
إن العلاقة بين العثمانيين والصفويين ترجع إلى صراع السيطرة والقوة، ففي فترة ما أراد كلٌّ منهما توسيع سيطرته على المناطق المجاورة، وخاصة أنّ الصفويين كانوا قد بنوا أيديولوجيتهم على المذهب الشيعي، وكانت لهم أطماع توسّعية في الأراضي التي تقع تحت النفوذ العثماني الذي كان بدوره يتبنّى المذهب السني.
ولكي نعرف طبيعة الصراع بين الصفويين والعثمانيين، لا بدّ لنا أن نتعرف على الذهنية والأهداف التي كانوا يتبنّاها كلّ منهما، فالصفويون حركة إيديولوجية تبنّت المذهب الشيعي الذي بدوره يعتمد على التبعيّة أي (المُريد) فقد نظموا أنفسهم، وبنوا سياساتهم في 200 عام، فقد كانوا يسعون إلى إنشاء نظام (الشاه الشيعي) فالصفويون بعد انهيار الساسانيين كانوا يسعَون دائما إلى إرجاع نظام الشاه الصفوي، لكن بطريقة أخرى، وبأفكار معاصرة للزمن، لأنهم كانوا يرون أنّه النظام الأمثل لهم، للحفاظ على وجودهم.
أمّا العثمانيون كانوا سياسيين أكثر من كونهم أصحاب أيديولوجية، إذ كانوا يستخدمون الدين ستاراً لتحقيق أهدافهم فقط، فبعد انهيار الساسانيين لم يستطع الإيرانيون الذين كانوا مسيطرين على المنطقة بالمذهب الزرداشتي الذي كان يحكمون به في عهد الساسانيين، وخاصة بعد الحكم الإسلامي، فكانوا يحاولون دمج العناصر الإسلامية على أفكارهم وسياساتهم لتتناسب مع أهدافهم، ومع أفكارهم الجديدة التي تبنّاه الناس بعد انتشار الاسلام. فكان من بينهم فصيل من العلويين ظهروا بالمظهر المخالف للسنة من العهد الأموي مروراُ بالعباسي، فاستغلّ الصفويون هذا الفصيل المعارض للسنة، وبنوا عليه سياستهم، فكانوا من حيث الشكل يتظاهرون بالمعارضة الإسلامية، إلّا أنّهم كانوا في الأساس يتبنّون النظام الايراني. فهم كانوا بانتظار الفرصة المناسبة لإعلان نظامهم الشاه الشيعي، إلّا أنهم بسبب الخليفة الإسلامي والحكام السلجوق – الأتراك لم يكن هنالك وجودٌ فعلي للصفويين، إنما إمارات صغيرة تابعة للخليفة الاسلامي إلّا أنّه بعد هجوم المغول على المنطقة كانت الفرصة التي ينتظرها الصفويون لتشكيل كيانهم بشكله الجديد ألا وهو نظام الشاه الشيعي الذي استفقده الإيرانيون حوالي ألف عام تحت الحكم الاسلامي، فمن خلال انقلاب عسكري تمكّنوا من السيطرة على تبريز، وتوسّعوا في المنطقة، لأنّهم كانوا قد نشروا أفكارهم مسبّقاً ضمن الجغرافية الإيرانية، حتى أنّهم ارتكبوا المجازر بحق شعبهم ليحولوهم إلى المذهب الشيعيّ، كي يبنوا عليه نظامهم الجديد، فوصل بهم الأمر إلى تحريض وتنظيم العشائر الكردية والتركمانية العلوية ضمن الأراضي التي تقع تحت النفوذ العثماني السني.
إلّا أنّ العثمانيين لم يعطوا لتصرفاتهم تلك أيّ أهمية، لأنّهم كانوا منشغلين بالحروب مع أوروبا، ففي عهد السلطان بايزيد الثاني زادت متابعة العثمانيين لتحرّكات الصفويين، حتى أنّه هنالك رسائل من السلطان العثماني للحكام الكرد في إمارة الموكريان، يسألهم فيها عن الصفويين، وماهي غاياتهم وسياستهم؟ فهنالك سببان للصراع العثماني الصفوي وهما: موت السلطان بايزيد وظهور حركات صفوية شيعية مناهضة للعثمانيين السنة.
فبعد موت السلطان بايزيد، وتولّي الحكم من قبل السلطان سليم الذي واجه صراعات داخلية ضمن عائلته فور وصوله إلى الحكم، كما أنّ بعض العشائر التركمانية التي حاولت أن تنفصل من العثمانيين، دعمها الصفويون وحركة نور علي خليفة الذي كان أحد المريدين الصفويين، الذي هاجم العثمانيين في أكثر من مناسبة، فأحس السلطان العثماني بالخطورة وجمع الملالي السنة، وطلب منهم إصدار الفتاوي بحقّ الصفويين الشيعة، واتهامهم بالإلحاد والكفر. ونتيجة هذه الصراعات كانت معركة جالديران التي انتصر فيها العثمانيون على الصفويين، لأنّ العثمانيين كانوا أكثر منهم في العدد والعتاد والتجارب القتالية، ودخل العثمانيون تبريز التي كانت عاصمتهم، وبعد تلك المعركة سادت الخلافات في العلاقات العثمانية الصفوية حتّى مئة عام.
معركة جالديران ودور الكرد فيها
يمكننا تقييم دور الكرد في معركة جالديران من جانبين، الأول كواقعة تاريخية كيف حصلت؟! ومن الناحية الثانية لماذا هذه العلاقات بين الطرفين؟!
لم تكن علاقة الكرد مع الصفويين علاقة جيدة، فالصفويون بعد وصولهم إلى السطلة كانوا ينشرون المذهب الشيعي في كل مكان يصلون إليه، حتّى أنهم ارتكبوا المجازر في بعض المناطق لهذه الغاية، وكان الكرد من السنة، لهذا لم تكن علاقة الكرد مع الصفويين جيدة. فهنالك بعض الرسائل في تاريخ تشير إلى أن الإمارات الكردية، وقتئذٍ كانوا يراسلون العثمانيين كونهم سنة مثلهم، ويدركون خطورة الصفويين عليهم وعلى دينهم. وكان الشاه إسماعيل الصفوي شيعياً راديكاليّاً، كانت له أهداف توسّعية، ويفعل أيّ شيء لتحقيق أهدافه تلك. فأنشأ الشاه إسماعيل (اتحاد قزل باشا) أي بتشكيل جنود مرتبطين به أيديولوجيّاً فكان معظمهم من القبائل والعشائر الكردية والتركمانية وغيرهم من العلويين التي كانت على خلاف مع العثمانيين، وكانوا يعتبرون العثمانيين خطراً عليهم، فقد شكل الشاه إسماعيل هذا الاتحاد ليواجه به العثمانيين. فكانت علاقات الكرد مع الصفويين على مبدأ” عدو العدو صديق” فكان الكرد الذين هم في خلاف مع العثمانيين يتقاربون مع الصفويين والعكس صحيح. فكان للكرد الدور الأكبر في هذه المعركة لترجيح كفة الغلبة لهم، كون المعركة كانت في أراضي الكرد، وإنّ تحالف أيّ طرف مع الكرد سيحسم المعركة لصالحه.
واستعان السلطان العثماني بإدريس البدليسي لتقاربه مع الكرد، فكان البدليسي من الشخصيات الدينية والأدبية المعروفة بين الإمارات الكردية، وكان قد وصف الصفويين في كتاباته إبّان وصولهم إلى الحكم” بفتنة أخر الزمان” ويجب محاربتهم. فيجتمع متحدث السلطان العثماني عن طريق إدريس البدليسي الذي كان مقبولاُ من معظم الإمارات الكردية وقتذاك، وطلب منهم تشكيل اتفاق مع السلطان لمواجه الصفويين، وتشكيل اتّحاد الإمارات الكردية المتحالفة مع العثمانيين ضد الصفويين، إلّا أنّ إدريس البدليسي لم يكن يرى في السلطان العثماني خليفة المسلمين ليشكل ذاك الاتحاد، ولا حتّى الإمارات الكردية ترى ذلك، لهذا تمّ الاتفاق مع العثمانيين من خلال كل إماره على حدى. وعلى هذا الأساس انخرط الكرد في معركة جالديران، بعضهم مع الصفويين عن طريق اتحاد قزل باشا، وبعضهم مع العثمانيين عن طريق إدريس البدليسي.
كثيراً ما يقال بأنّ السبب الرئيسي، لتقارب الكرد والعثمانيين من جهة، والصفويين من جهة أخرى هو العامل الديني، أنا كشخص واثق بأن العامل الإسلامي فقط لم يكن السبب الرئيسي، لأنّنا إذا تعمّقنا في الموضوع، وإذا نظرنا إلى تاريخ كردستان برؤية تحليلية، سنرى أنّ هنالك تيار من الكرد لا يقطع الصلة بالقوى الحاكمة في المنطقة، ويجد أنّ وجوده مرتبط بعلاقاته مع تلك القوى، أي لا يعطي المجال كي يكون هنالك كيان كردي مستقل فيما بينهم. فيجب علينا أن نحلّل هذه النقطة جيداً كونها حالة تاريخية ومازالت مستمرة حتى الآن.
فحينها كانت هنالك طبقة كردية حاكمة في المنطقة، وهذه الطبقة كانت قد تأسست على يد الساسانيين، فكانت غاية الساسانيين من تشكيل طبقة حاكمة للكرد في بعض المناطق التي تسيطر عليها، أن تسعى لفرض سيطرتها على جبال زاغروس، وبعض مناطق أخرى عن طريق بعض العائلات الكردية التي منحها الساسانيون بعض الامتيازات. فهؤلاء الحكام الكرد كانوا يمثّلون الساسانيين في مناطق الكرد وليس العكس. فكانت تلك الطبقة الحاكمة في المناطق الكردية تدعم جميع مشاريع الساسانيين، وتدعمها في جميع حروبها مع الروم، فهم فرضوا سيطرتهم على المناطق الكردية بدعمٍ من الساسانيين، وكانوا هم أنفسهم العقبة الأكبر في تشكيل كيان كردي مستقل عن القوى الحاكمة في المنطقة. فكانت هنالك بعض المجموعات أو العائلات التي لا ترضخ لمثل هذا النظام أو الحكّام، وتهاجم هؤلاء الحكام بين الحين والآخر، لكن كانت تلك الهجمات هي ترسيخ لسياسة الساسانيين آنذاك، أي بمثابة جدار فاصل بين المجتمع الكردي الذي يرفض هيمنة الحكام الكرد باسم الساسانيين على المناطق الكردية وبين الساسانيين، فتأتي مأساة الكرد من هذه النقطة بالذات.
فهذه الطبقة التي تحدثنا عنها لكونها مرتبطة بالسلطة والهيمنة لا غير، فعند مجيء الإسلام وقفوا مع المسلمين ضد الساسانيين لأنّ الغلبة كانت للمسلمين على حساب الساسانيين. فكان سبب الانتصار وانتشار الإسلام في كردستان، ليست قوة المسلمين الفكرية أو العسكرية، إنما تعاون تلك الطبقة الحاكمة معهم لبقائهم على الحكم كما كانوا في عهد الساسانيين. كما أنهم نشروا الفكر الإسلامي بين المجتمع الكردي حتى يبقوا حكاماً على مناطقهم، إنما هذه المرة تحت إمرة الإسلام، فهذه الطبقة هي سبب فشل الكرد في تشكيل كيان مستقل بهم، على الرغم من أنه كانت لديهم كلّ مقومات ذلك وقتها، إلّا أنّ هذه الطبقة اختارت أن تكون تحت رحمة الحكم الإسلامي الجديد واستمرار هيمنتهم على مناطقهم، وارتباطهم بالهيمنة الخارجية الأقوى، وهي الحكم الإسلامي على حساب انهيار الساسانيين.
وبسبب التحالفات الكردية الخاسرة بين طرفي الصراع في معركة جالديران، أي بين العثمانيين والصفويين فكان الخاسر الأكبر هو الكرد، وكان أوّل انقسام لكردستان حينها. وليست فقط انقسمت كردستان بعد معركة جالديران، إنما لم يبق للكرد أي أمل في تشكيل كيان كردي مستقل بهم، لهذا يجب علينا أن نرى الدور السلبي الذي لعبه حكام الطبقة الحاكمة للكرد، والتي كانت دائماً تابعاً للسلطة المركزية في جميع مراحل تاريخ كردستان، لأنها كانت السبب الأساسي لتقسيم كردستان، وتشتيت الصف الكردي عبر الفرص التاريخية التي سنحت للكرد.
فمثل هذه التحالفات التي أبرمتها تلك الطبقة مع القوى الخارجية نراها اليوم أيضاً، فمثلاً حاول العثمانيون والصفويون أيضاً الآن يحاولون باسم تركيا وإيران لكسب الكرد إلى جانبهم بتحالفات تخدم مصالحهم، ومع الأسف لا نزال نرى تلك العقلية التي تفكر بما كانوا يفكرون بها تلك الطبقة التي تسعى إلى السلطة على حساب مكتسبات الشعب الكردي، إلّا أنّنا نرى مقابل ذلك سياسة الطرف الثالث التي تتمثل بفكر الأمة الديمقراطية، وتسعى جاهدة لمنع تلك الطبقة من تحقيق مآربها على حساب الوجود الكردي.
أهمية اتفاقية قصر شيرين
لا تأتي أهمّية معاهدة قصر شيرين من الاتفاقية بحدّ ذاتها، وإنّما من المرحلة التي كانت سبباً لتوقيع هذا الاتفاق، فكانت تلك المرحلة مليئة بالصراعات والحروب، حتى كانت تلك الاتفاقية بين العثمانيين والصفويين نهاية لتلك المرحلة، والبدء بمرحلة جديدة وفقاً لما تم الاتفاق عليه في معاهدة أو اتفاقية قصر شيرين، والجدير بالذكر هنا أنّ بنود اتفاقية قصر شيرين حتى لم تظهر للعلن لا في الأرشيف العثماني، ولا في الأرشيف الصفوي، إنما فقط ذكرت في المراسلات التي يراسلها الحكام العثمانيون والصفويين وقتها.
فهذه المرحلة بدأت بمعركة جالديران حتى توقيع هذه الاتفاقية، إلّا أن ما بين المعركة والاتفاقية، فكانت أهمية المنطقة الجغرافية والوجود السكاني، ودوره في تلك المرحلة، وأهمية المنطقة ما بين طرفَي الصراع.
فقبل معركة جالديران كانت هنالك منطقة تعتبر مهمة لمن يستولي عليها، وهي المثلث الذي يواصل بين آمد وتبريز وبغداد، فتلك الجغرافية التي تصل هذه المناطق فيما بينها هي المناطق الكردية. حيث كانت الإمارات الكردية تتوزع في تلك المنطقة لذلك كلا طرفَي الصراع في جالديران، كان مجبوراً لقيام تحالفات مع الإمارات الكردية، ومن كسب الكرد إلى جانبه كانت له كفّة الغلبة، وهذا ما فعله العثمانيون على يد إدريس البدليسي.
فمعركة جالديران وبنتيجتها توقيع اتفاقية قصر شيرين هما إحدى أهم الأحداث التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، وتغيير خارطتها إلى اليوم، فكانت جالديران بداية لمرحلة مفصلية للعثمانيين بدخولهم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فلولا تحالف العثمانيين مع الكرد لما استطاع العثمانيون الانتصار في جالديران على الصفويين، والزحف إلى داخل منطقة الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إليه هنا بأنّ المؤرخين الترك في يومنا هذا ينكرون دور تحالف الإمارات الكردية مع العثمانيين في انتصار العثمانية في المنطقة، وتقوية جيشها وإمبراطوريتها. فالأتراك يسعون الآن مرة أخرى لاسترجاع أمجادهم، وتشكيل إمبراطوريتهم، إلّا أن هذه المرة بدون الكرد، بل أكثر من ذلك على حساب إبادة الكرد، وهذا ما لن يحدث أبداً. فلو فعل الأتراك ما فعله أجدادهم العثمانيون من اتفاق مع الكرد لربما كانوا قد حققوا ما يحلمون به في المنطقة، إلا أنّهم يجهلون الدور الكردي في المنطقة، ويسعون لتفادي هذا الدور عن طريق إبادتهم.
كان أبرز ما نتج عن اتفاقية قصر شيرين هو تحديد الحدود بين العثمانيين والصفويين، وهذه الحدود كانت العقبة الأكبر في تحقيق الحلم الصفوي الشيعي في تشكيل إمبراطوريته. “والآن بدخول إيران إلى العراق وسوريا هي تجاوز لبنود اتفاقية قصر شيرين”.
وحتى الحدود الغربية للدولة الإيرانية الحالية تشكّلت وفقاً لبنود هذه الاتفاقية، وهنا على الرغم من خسارة الصفويين في جالديران، وتحديد حدودها في اتفاقية قصر شيرين، فلولا هذه الاتفاقية لما رأينا بعد الحرب العالمية الأولى دولة باسم الجمهورية الإيرانية، وهذا ما يؤكده بعض المؤرخين الايرانيين أنفسهم.
وبعد اتفاقية قصر شيرين ازدادت قوة الإمارات الكردية التي تحالفت مع العثمانيين، لأنّ العثمانيين كانوا يرون مدى أهمية تحالفهم مع تلك الإمارات الكردية، فكانوا يدعمون تلك الإمارات ويتحالفون معهم في الحروب التي يخوضونها في المنطقة، وحتى في أوروبا والبلقان.
وتفسيرنا لسياسة تلك المرحلة من نقاط مهمة توضّحها لنا تلك المرحلة، فالعثمانيون لم يمارسوا سياساتهم وقتها، وفق قوميتهم التركية، وإنما وفق الإمبراطورية العثمانية ولأجل تحقيق مآرب إمبراطوريتهم، حيث كانوا منفتحين على تحالفات تخدم مصالحهم. وهذا ما أمدّ بعمر الإمارات الكردية إلى أواخر القرن الثامن عشر.
المقاربة بين قصرا شيرين وسايكس بيكو
إنّ المقاربة بين قصر شيرين وسايكس بيكو أمرٌ صعب، كون كلٍ منهما تم في ظروفٍ وعصرٍ مغاير. إلّا أنّهما رغم ذلك يجتمعون في نقطة ذات أهمية؛ وهي في قصر شيرين فكانت هنالك امكانية وفرصة لتشكيل كيان كردي مستقل، إلّا أنّ هذه الفرصة تلاشت مع تلك الاتفاقية. وفي سايكس بيكو تم الإنكار الفعلي لوجود الكرد في المنطقة. إلّا أنّ السبب الرئيس لفشل الكرد – أكرر وأعود – بأن الطبقة التي تحدثنا عنها سابقاُ هي العائق الأكبر في تحقيق مكتسبات الشعب الكردي عندما تتوفّر له الفرص التاريخية.