المشروعُ الإيراني اقتلاعُ الشرق العربي من جذوره
ليلان جمال
إيران دولة دينية، لا قيمة للمؤسسات فيها ما لم تكن مدعومة من قبل المرشد الأعلى, إذن هي دولة مرشد وليست دولة مؤسسات، تبعاً لذلك فإن لإيرانَ سياساتها التي لا تشبه سياسات الدول الحديثة، وإنما تعبر عن التزامها العقائدي, وتضع سياساتها بميزان عقائدي خاص بها لا يمكن أن تتنازل عنه حتى إذا تعلق الأمر بمصالحها, وهو ما كان واضحاً في علاقتها بالغرب.
لم تتخلَ إيرانُ عن مبدأ «تصدير الثورة», وهذا ما يعني تصدير مشروعها القومي والطائفي إلى المنطقة, بما يؤدي إلى التدخل في شؤون البلدان العربية ودول الشرق الأوسط, في ضوء ذلك الالتزام عملت إيران على إنشاء مليشيات تابعة لها في الدول التي استطاعت أن تتغلغل فيها كالعراق وسوريا ولبنان, والسعودية واليمن وفي الشمال الأفريقي وبلدان العالم العربي والاسلامي, وأحدثت العديدَ من الخلايا المسلحة النائمة والكثيرَ من الخلايا الإسلامية المتشيعة والشيعية الغارقة في الطائفية البغيضة, التي توسعت باسطة نفوذها بقوة عسكرية وميليشيات شعبية مسلحة, بعد الاحتلال الأمريكي للعراق حيث فتح الباب للأحزاب الموالية لإيران للسيطرة على السلطة، فإن كسلَ النظام السياسي العربي سمح لإيران بالتمدد في لبنان من خلال «حزب الله», إيران التي تصرّ على أنها لن تغيّر سياساتها في المنطقة، لم تكن غامضة فيما تنوي القيام به, وإذا ما تذكرنا شعار الخميني «الطريق إلى القدس يمر بكربلاء» فإننا سنكون على بينة من المشروع الإيراني.
ولم تكن حرب الثماني سنوات التي خاضتها إيران ضد العراق إلا تجسيداً واقعياً لذلك المشروع الذي لم يتخلّ عنه الإيرانيون حتى اللحظة, بالنسبة إلى العرب فقد كانت إيران دائماً عدواً صريحاً ومباشراً، حتى إن الإيرانيين يتأسفون لأن بيت الله لا يزال في مكة التي هي جزء من الأراضي السعودية, لقد قالت إيران كل شيء فيما يتعلق بسياستها في المنطقة.
هي دولة توسعية لا تحترم القوانين الدولية ولا الأعراف الدبلوماسية في العلاقات بين الدول، ولأنها قد نصّبت نفسها وصيةً على أتباع المذهب الشيعي، فإنها ترى أن لها حقاً في التدخل في شؤون الدول التي يقيمون فيها, هذه هي إيران, كانت ولا تزال وستبقى كذلك ما دام نظام الملالي قائماً فيها ,والسؤال هنا: إلى متى ستبقى إيران تتمادى على شعوب وبلدان الشرق الأوسط, فهل يحق لنا أن نلومها على ما حدث للعالم العربي؟ أليس من الأولى أن نلوم الأنظمة العربية الاستبدادية التي مارست سياسة القمع ونكران الآخر؟ العيب فيهم وليس في إيران.
في وقت مبكر من عمر نظام آيات الله انتبه العراق إلى خطورة المشروع الإيراني، وكانت دول عربية عديدة على بيّنة من ذلك الخطر الذي يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي خطوة أولى في الطريق الذي رسمه الخميني لاقتلاع الشرق العربي من جذوره العربية.
لقد وقفت تلك الدولُ مع العراق ثقة منها بأنه الحارسُ الأمين الذي في إمكانه أن يصدّ رياح الشر القادمة من إيران. لكن ما جرى بعد غزو العراق للكويت عام 1990 أطاح بتلك المعادلة، فصار المأزق الذي وقع فيه العربُ يومها فرصة لإيران لكي تستعيد أنفاسها وتبدأ بنشر أذرعها في ظل صمتٍ عربي امتد إلى أكثر من عقدين من الزمن.
لم يستيقظ العربُ إلا بعد أن صارت إيران تفاخر بأذرعها الممتدة من البحر المتوسط حتى البحر الأحمر، مروراً بالعراق الذي صار ملكاً صرفاً لها, كان ذلك مشهداً مفجعاً أدرك العربُ أنهم صنعوا الجزء الأكبر منه.
لم يكن تعاملهم السابق مع النظام الإيراني يرقى إلى مستوى عدوانيته التي لم تكن خافية على أحد منهم, فضلوا الانتظارَ على اتخاذ الإجراءات الرادعة التي اضطروا إلى اللجوء إليها بعد أن تيقنوا أن لغة العقل بالنسبة إلى إيران هي أشبه بطلب المستحيل.
كانت إيران صريحة في مشروعها القائم على تدمير مقومات الأمن والاستقرار في دول بعينها من خلال بثّ الفتن الطائفية, وحين يعلن وزير خارجيتها من الدوحة في تحدّ صريح للعقوبات الاقتصادية أن بلاده لن تغيّر سياستها القائمة على التوسع والعدوان، فذلك معناه أن العالمَ العربي لا يزال في جزء منه غير مدركٍ لخطر المشروع الإيراني. وهو ما يؤكد أن العيبَ فيه وليس في إيران.
فشل نظام الملالي
إعلانُ “ظريف” استقالته الشهر الفائت والعودة عنها، دليلٌ على بداية فشل نظام الملالي الذي يعاني من أزمة حقيقية بعد محاصرته من الولايات المتحدة، بالإضافة الى قرار بريطانيا اعتبار الجناح السياسي لـ ”حزب الله” جماعة ارهابية، فكل هذا ينذر بنهاية نظام الملالي، وانتهاء كل الميليشيات التي دعمها لتهديد أمن واستقرار الشرق الاوسط.
ما فعله ظريف أثبت أن نظام الملالي لا يعترف بالديبلوماسية، وكل جهود محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني من وجهة نظر الملالي لا فائدة منها، لأنه لا يعتمد على ديبلوماسية ظريف، بل يعتمد على قاسم سليماني، قائد ”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، الذي ينفذ كل مخططات الملالي، وهو مؤسس الميليشيات الإيرانية التي ظهرت في السنوات الأخيرة في العراق وسوريا، بل وأدار المعارك على الأرض، وهو الذي يجول بين الأراضي العراقية والسورية واللبنانية لتجنيد عناصر الميليشيات وتدريبهم، وهذا ما أغضب محمد جواد ظريف وزير الخارجية وجعله يتقدم باستقالته.
لكن هذا الموقف أكد نظرية أن الجناحَ المتشدد هو الذي يحكم، وليس منطق الديبلوماسية التي صدّعَنا بها روحاني وظريف، لأن ما يقوله ظريف في أروقة الديبلوماسية غير ما نراه في الواقع، من دعم إيران للإرهاب، والاستمرار في إمداد الميليشيات بالسلاح والصواريخ البالستية، وهذه هي حقيقة النظام الإيراني، الذي لا يعرف غير لغة الإرهاب والسلاح.
الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب بدأ بتمزيق الاتفاق النووي، وفرض عقوباتٍ على إيران، مما شجع ذلك بريطانيا على إصدار قرار اعتبار الجناح السياسي لـ ”حزب الله” حركة إرهابية، واعتبر وزيرُ الداخلية البريطانية ساجد جاويد الجناح السياسي مثله مثل الجناح العسكري للحزب، وهو قرار صائب لأن لا فرق بين جناح سياسي وآخر عسكري لحركة تدعمها إيران بالمال والسلاح، وتستخدمها في معارك إقليمية، ولعل الحرب السورية أبرز دليل على تدخل “حزب الله” في سوريا، وجرّ لبنان إلى الحرب السورية، رغم أن الشعب اللبناني يطالب بنأي لبنان عن أي صراعات إقليمية، لكن “حزب الله” لا يلتفت إلى الشعب اللبناني، لأنه يأخذ أوامره من الملالي في طهران.
استقالةُ ظريف، والعودة عنها، شهادة وفاة لنظام الملالي أمام العالم، وانكشاف حقيقته التي كان يخفيها، لكن موتَ الديبلوماسية الإيرانية أكد للعالم أنه أمام نظام مجرم وإرهابي، لا يحترم القوانين والأعراف الدولية، ويدير عصابات، ويلغي مؤسسات دولته لحساب عصابة الحرس الثوري الإيراني التي تدير كلَّ معارك تخريب وتدمير الدول، ونشر الفوضى فيها.
خطوة بريطانيا سوف تشجع دولاً كثيرة على الخطوة نفسها لتضييق الخناق على نظام الملالي وعصاباته، ونهاية نظام مجرم أجرم في حق شعبه قبل أن يجرم في حق العالم.
العقوبات الأمريكية ضد إيران؟
يقول الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب أن العقوباتِ التي فرضتها بلاده على إيران هي الأشد والأقسى في التاريخ، وستزداد قسوة في المستقبل، ويقصد بذلك المرحلة الثالثة من هذه العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران في الرابع من شهر تشرين الثاني الماضي، وشملت صادرات إيران النفطية التي وصلت الى الصفر, ويصادف هذا التاريخ ذكرى احتجاز الرهائن الأمريكيين في سفارتهم بطهران عام 1979م.
وتقول واشنطن أن الهدفَ من هذه العقوبات ليس تغيير النظام في إيران، بل تغيير سلوكها في المنطقة الداعم للإرهاب ومحاولات فرض سياساتها على الدول الصغيرة والأضعف منها في الشرق الأوسط، وهو ما يهدد المصالحَ الأمريكية في المنطقة، بالإضافة الى إجبار طهران على التفاوض لصياغة اتفاق نووي جديد.
وليس من شك في أن هناك تداخلاً في الأهداف الأمريكية من وراء فرض العقوبات على إيران, فالعقوباتُ الاقتصادية أدت إلى زيادة السخط الشعبي على النظام, وهي اليوم تهدد استمراره, ورغم أن واشنطن تعلم هذا التداخل وتشجعه، إلا أنها لا تعلن عنه صراحة حتى لاتتهم بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتكسب المزيد من التأييد الدولي لبرنامج العقوبات.
ورغم قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ حربها الاقتصادية ضد إيران، إلا أن هناك شكوكاً جدية حول نجاح هذه الحرب في تحقيق أهدافها النهائية. وتعود هذه الشكوك الى الأسباب التالية:
أولاً: ليس هناك إجماعاً دولياً على موقف واشنطن من إيران، وبالذات من الاتفاق النووي معها, وبالتالي من العقوبات عليها حتى من أقرب حلفاء واشنطن وهي دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة الى الصين وروسيا ودول أخرى لا تؤيد سياسات الولايات المتحدة الخارجية من حيث المبدأ, ويعتبر هذا العامل من أهم العوامل التي تعتمد عليها طهران في رؤيتها لمستقبل السياسة الأمريكية تجاهها.
ثانياً: لإيران امتداداتٌ كما هو معروف في المنطقة، ومنها امتداداتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مما يفتح لطهران نوافذ كثيرة للتحايل على العقوبات ولو جزئياً لاستنفاذ الوقت من أجل التخفيف من حماسة واشنطن ضدها وزيادة ضغوط الدول الحليفة عليها، خاصة وأن سياسة واشنطن بإدارتها الحالية لاتزال غير مستقرة بل متقلبة إلى حدود المفاجآت.
ثالثاً: إن علاقة تركيا غير الجيدة مع الولايات المتحدة؛ تمنح إيرانَ ميزاتٍ أُخرى لانتهاك العقوبات والتخفيف من آثارها، خاصة وأن تركيا تمرّ بأزمة اقتصادية عميقة في الوقت الحاضر، وهي بحاجة إلى الاتجار مع إيران دون أن تأخذ بعين الاعتبار العقوبات الأمريكية, كما أن هذه الميزة تفتح نوافذَ عديدة لإيران للعبور إلى دول أخرى في إطار كفاحها للتخفيف من آثار العقوبات الأمريكية عليها.
رابعاً: تماسكُ البنية الأساسية للنظام الإيراني رغم ما يحدث من قلاقل في بعض الأحيان نتيجة الأوضاع الاقتصادية, فالنظامُ لم يستخدم بعد قوته الضاربة في الداخل للدفاع عن وجوده في مواجهة المعارضة الداخلية مهما كان حجمها.
هذه الأسباب وغيرها تعطي طهران ثقةً أكبر بأن العقوباتِ الأمريكية ضدها لن يكون لها تأثير شديد القسوة كما يصفها ترامب. ولهذا فقد رفضت العرضَ الأمريكي بالتفاوض معتمدة على عنصر الوقت والمناورة لعلّ تجميد العقوبات أو وقفها سيجرّ الولايات المتحدة إلى طاولة التفاوض أي “مفاوضات بلا عقوبات” وهو أمر محتمل في المستقبل في ضوء اليقين بتقلب سياسات ترامب وعدم ثباتها, وفي ضوء العناد الإيراني المعتاد وخبرتها العميقة في أسس وقواعد تطور العلاقات الدولية.
العقوبات الأمريكية ضد إيران ما تزال تمرّ بمراحلها المخطط لها، غير أن تأثيرها ومن ثم استمرارها بالشكل والمضمون السائد حالياً، والمعطيات المتوفرة على كلا الجانبين يجعل من الشعور بالشك حول نجاحها أمراً مشروعاً ومنطقياً.
إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي
لم تُذكر تركيا نهائياً بشكل مباشر في استراتيجية الأمن القومي الأولية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب, في حين تم ذكر إيران إحدى عشرة مرة, عدة مرات ذكر إيران في هذه الاستراتيجية هو مضاعف ويزيد إذا ما قورن باستراتيجية الأمن القومي السابقة والتي صدرت في عام 2015، حيث ذُكرت إيران آنذاك أربع مرات حينها كان الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.
تناول استراتيجية الأمن القومي الأميركي لعام 2017 لإيران يأتي في سياقات سلبية تعكس تماماً الخطاب الانتخابي لدونالد ترامب حين كان رئيساً، كما أنها تعكس رؤيته ومن حوله في البيت الأبيض, تذكر الاستراتيجية بالنظر للمصطلحات المستعملة باستراتيجيات الأمن القومي للإدارات الجمهورية السابقة مثل جورج بوش الابن والذي وضع إيران ضمن الدول المارقة، حيث تكرار الاستراتيجية الجديدة ثلاث مرات.
تحدثت الاستراتيجية عن إيران بوصفها دولة مستبدة مارقة وتحدي للولايات المتحدة حالها كحال كوريا الشمالية، ثم أعيدت نفس الفكرة في سياق الحديث عن التنافس مع روسيا بوصفها منافس قوي وعنيد للمصالح الأميركية، وكيف أن تحالفات روسيا مع دول مثل إيران تعتبر عنصر تهديد للأمن والمصالح الأميركية في منطقة الشرق الاوسط, وفي إطار التبني الواضح للاستراتيجية لفرض أن إيران عنصر تهديد يأتي الحديث عن إيران بوصفها داعماً للجماعات الإرهابية التي تسعى لتدمير أميركا ثم تأتي الاستراتيجية لتفصل أن هذه الجماعات هي حزب الله الذي ترى فيه الاستراتيجية ذراعاً مهماً لإيران.
تعتبر الاستراتيجية أن الأنشطة الصاروخية الإيرانية وما تسعى إليه إيران من تعزيز قدرتها الصاروخية هي تهديد تام كما هي صواريخ كوريا الشمالية، وهنا يجب الإشارة إلى ذكر إيران جنباً إلى جنب مع كوريا الشمالية في التوصيفات السلبية التي تستخدمها الاستراتيجية, حيث تكرر الاستراتيجية برنامج إيران الصاروخي والأنشطة المتعلقة به وكذلك دعم إيران للجماعات الإرهابية وفق الاستراتيجية في أكثر من سياق، ويبدو أن هذا يعكس مدى حضور إيران على مائدة التحديات التي تواجه إدارة الرئيس دونالد ترامب.
تعتبر الاستراتيجية أن سعي إيران إلى تطوير علاقات اقتصادية مع كل من الصين وروسيا ينطوي على عنصر تهديد للمصالح الأميركية، وأن هذا يضاعف التهديدات بسبب الخلافات الروسية الأميركية وكذلك التباينات بين الولايات المتحدة والصين.
وفي سياق الحديث عن إيران وأجندتها في الشرق الاوسط, ترى الاستراتيجية أن إيران تسعى إلى توظيف الفوضى السياسية في الإقليم والفراغات السياسية التي تسببت فيها تطورات ما بعد الربيع العربي إلى تعميق مصالحها وزيادة نفوذها، وهي تقوم بذلك جبناً إلى جنب مع تطوير قدراتها الصاروخية وتوظيف الاتفاق النووي لتعزيز نفوذها ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط وخلق شبكة من الحلفاء.
أمام هذا التوصيف الذي يكاد يكون تكراراً لخطابات الرئيس دونالد ترامب حول إيران، تُقر الاستراتيجية أن إيران هي أولوية أمنية سياسية إجرائية بالنسبة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، لكن الاستراتيجية لا تدعي أن مواجهة إيران يمكن أن تنجح فقط من خلال ما تقوم في الولايات المتحدة، بل تُقر بالحاجة إلى العمل مع من أسمتهم شركاء الولايات المتحدة للحد من التهديدات التي تتسبب بها إيران عبر علاقاتها مع جماعات إرهابية أو من خلال أنشطتها الصاروخية، وهي شراكة تحدثت عنها نيكيك هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة قبل استقالتها من اعلان الاستراتيجية, تعكس استراتيجية الأمن القومي الأميركية عام 2017 وحتى هذا العام 2019 نزعة صدامية وعدائية نحو إيران، كما أنها تستند في ذلك إلى تكرار ما تبنته إدارات أميركية جمهورية خلال العقدين الماضيين، فكيف ستتعامل طهران مع هذا التطور، ذلك السؤال الذي لن يطول الانتظار للإجابة عليه.
هي دولة توسعية لا تحترم القوانين الدولية ولا الأعراف الدبلوماسية في العلاقات بين الدول، ولأنها قد نصّبت نفسها وصيةً على أتباع المذهب الشيعي، فإنها ترى أن لها حقاً في التدخل في شؤون الدول التي يقيمون فيها, هذه هي إيران, كانت ولا تزال وستبقى كذلك ما دام نظام الملالي قائماً فيها ,والسؤال هنا: إلى متى ستبقى إيران تتمادى على شعوب وبلدان الشرق الأوسط, فهل يحق لنا أن نلومها على ما حدث للعالم العربي؟ أليس من الأولى أن نلوم الأنظمة العربية الاستبدادية التي مارست سياسة القمع ونكران الآخر؟ العيب فيهم وليس في إيران.