افتتاحية العدد 9: أخوة الشعوب هي المنتصرة بوجه النُظم الحاكمة
هيئة التحرير
مع ولوجنا القرن الحادي والعشرون تيقظت الشعوب من سباتها الذي أُرغمت عليه من قبل الأنظمة الحاكمة على رقابها والمدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر م قبل الرأسمال العالمي والهادف فقط إلى الربح ولو على حساب هذه الشعوب. فلم تعد الشعوب ترضى بكل ما تأتمره أو تطلبه منها هذه النظم، فالعمليات الديمقراطية وإن كانت في حدها الأصغري في بعض المناطق والتي تندد بذهنية ورجعية النظم، تكون في مناطق أخرى أكثر شمولاً وسخونة، مثلما هو عليه في كردستان. الشعب الكردي الذي يتطلع إلى العيش النزيه وبشكل ديمقراطي وسلمي رفض كل السياسات التي كانت وما زالت تتبعها الأنظمة الحاكمة من أجل ديمومة سيطرتها واستدادها بحق الكرد أينما كانوا. الريادة والطليعة التي تقود الكرد نحو الحرية ألقت على عاتقها تحرير الكرد من مستنقع النُظم الشوفينية القوموية المتعصبة والتي لا تقبل بالآخر على أنه إنسان، هذه الطليعة التي اتخذت من أخوة الشعوب أساساً لكافة نضالاتها الديمقراطية وفي كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والجنسوية، تسير وبكل ثقة من أجل تحقيق أهدافها المرسومة على أساس التضامن والوحدة الديمقراطية الأخوية بين مختلف الشعوب كرد، عرب، فرس، ترك، آشوريون، أرمن، تركمان وغيرهم الكثير من النسيج البشري الغني لمنطقة الشرق الأوسط وكذلك كافة الأثنيات والديانات والمذاهب الإسلام، المسيح، اليهود، الصابئة، الدروز، اليزيديين، المندائيين، الفيليين ووو الخ. هذه المكونات الشرق أوسطية تعتبر غنىً لا يمكن استصغاره أو تهميشه من أجل خلق كونفدرالية ديمقراطية للشرق الأوسط.
لا عقلية النُظم الحاكمة الشوفينية القوموية ولا الرأسمالية بداخلاتها الخارجية على المنطقة ستكون الحل من أجل حل العقد الكأداء والقضايا العالقة في المنطقة، فكل من هؤلاء مصالحه السلطوية والمالية والاحتكارية، وما تم معايشته خلال العقود الأخيرة سى دليل على ما نقوله. إذ، يكمن الحل في أخوة الشعوب المعتمدة على الإعتراف بالآخر من كان ليكون وعلى أساس الوحدة الديمقراطية للجميع لتشكيل الكونفدرالية الديمقراطية الشرق أوسطية كما يوضح ذلك السيد عبد الله أوجلان في مرافعاته.
الحركة التحررية الكردستانية هي حركة وطنية ديمقراطية بظاهرها، لكنها بنفس الوقت هي حركة شرق أوسطية تبغي لحل كافة مشاكل المنطقة بشكل ديمقراطي وسلمي بعيداً عن العنف وإراقة الدماء. وانتصار الحركة التحررية الكردستانية هو انتصار لكل شعوب المنطقة من عرب وترك وفرس وآشوريون وأرمن وغيرهم.
وبنفس الوقت حرية السيد عبد الله أوجلان هي بنفس الوقت حرية الشعب الكردستاني وكافة شعوب المنطقة. لذا على كافة شعوب المنطقة أن تتبنى السيد عبد الله أوجلان وتناصره من أجل حريته ودمقرطة المنطقة. السيد عبد الله أوجلان يسعى لحل كافة القضايا العالقة في المنطقة بالطرق الديمقراطية والسلمية ولا يحبذ العنف أياً كان مصدره لأنه لن يقود إلا إلى إراقة الدماء أكثر وأكثر وما مثال الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، العربي – الاسرائيلي إلا مثال على الصراع القوموي المتعصب والبعيد كل البعد عن القيم والأخلاق الانسانية, لهذا يصرّ السيد أوجلان على الدولة التركية بأن تتبع الحل الديمقراطي والأخوة الديمقراطية بدلآ من التعصب القوموي الأعمى الذي لن يجلب للشعبين ولكافة شعوب المنطقة الدمار والخراب. الحل فقط وفقط يمر عبر أخوة الشعوب ودمقرطة المنطقة والوحدة الديمقرارطية بين الشعوب.