افتتاحية العدد 7: ستشرق شمس الحضارة من جديد
هيئة التحرير
حقيقة إن ما يحصل الآن في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تسميته إلا بالفوضى بكل ما للكلمة من معنى، وأن هذه الفوضى ليست وليدة اللحظة بل أنها الموروث الطبيعي لفترة طويلة من الزمن تمتد لمئات لا بل لآلاف من السنين من الثقافة الأم لهذه المنطقة. حيث تمت الكثير من المحاولات للخروج من هذه القوقعة ولكن كافة تلك المحاولات لم تلقَ النجاح لأنها أُغتيلت قبل أن تبصر نور الحياة وتخلق الجديد الذي كانت تتمناه، تم تصفيتها بيد من حديد ونار ولم تعرف عاقبتهم. الآن ونحن نلج القرن الحادي والعشرون يعيد التاريخ نفسه وتحاول يد الغدر الرأسمالية الاحتكارية إغتيال وتصفية الحركة التي تسعى بكل جهدها لتغيير الموجود من ذاك الموروث الدوغماتيكي المتراكم من سلطة القوى المتحكمة على رقاب الشعوب الشرق أوسطية. كفى، بهذه الكلمة أرادت حركة حرية الشعب الكردي أن تقول للتاريخ المزيف بأنك لست تاريخي الحقيقي المبني على حب الانسان واحترام الآخر وقبول ثقافة كافة المجتمعات على أساس أنها الغنى الوحيد الذي يجمع حوله الجمال والقوة التي منها انتشرت شمس الحضارة في كافة أصقاع العالم آنذاك، ووصلت بالإنسانية إلى ما هي عليه الآن، بالرغم من كافة النواقص أو السلبيات التي تعتريها.
كفى، للموروث السلطوي الدوغماتيكي والتطرف القوموي الشوفيني والتشدد الديني الصلف الذي أوصل بالإنسان إلى حافة الهاوية والفناء. كفى، لإنهاء الإنسان وتصفيته وإنكاره، كفى لقتل الانسان في ثقافته ومجتمعيته ولغته وهويته وكينونته. كفى، للذهنية الإقصائية التي ترفض الآخر ولا تفكر إلا بالـ “أنا”. لكل ذلك يظهر الكرد ردة فعلهم بكل جسارة وقوة في وجه أكبر حكومة غاشمة لا تعترف بالكرد أينما كانوا. الحكومة التركية التي لبست عمامة الإسلام هذه المرة تسعى بكل ما لديها من قوة ومساندة دولية وإقليمية للقضاء على تطلعات الكرد في الحرية وذلك من خلال القضاء على طليعته المتمثلة في حزب العمال الكردستاني وقائده السيد عبد الله أوجلان. من الأسر وبعد ذلك التسميم الممنهج والحرب النفسية لتصفيته جسدياً وفكرياً وبعد ذلك ترك الكرد من دون رمز وإرادة وشخصية. هكذا تسعى الحكومة التركية ومن خلال مساندة القوى الامبريالية للقضاء على حلم شعوب الشرق أوسطية من خلال الكرد وزعزعة الاستقرار في المنطقة، بدلاً من الاعتراف بالكرد وهويتهم وثقافتهم على أساس أنهم مكون أس من المجتمع الشرق أوسطي.
الحل الديمقراطي وأخوة الشعوب الشرق أوسطية هي الحل الوحيد لحل كافة المشاكل العالقة في هذه المنطقة بعيداً عن التزحلق الأعمى نحو الدولة القومية واستمرار التشرذم والتشتت في عبق هذه الأفكار التي ترفضها حقيقة المنطقة. لذا يتوقف على كافة أبناء هذه المنطقة وخاصة المثقفين منهم الكثير من المسؤوليات الجسام في حثّ المجتمع على رفض التبعية العمياء للغرب على أساس أنه الحضارة. لأن أساس الحضارة نبع من حقيقتنا الشرق أوسطية وأن شمس الحضارة ستشرق من جديد مهما حاول الآخرون التدخل من أجل نشر الديمقراطية والحرية كما يدعون ولكن الحقيقة هي المصالح فقط وفقط شغلهم الأول والأخير.
لذا نقول “كفى” لكل من يحاول خداعنا ثانية لأن شعوب المنطقة باتت تدرك جيداً ما لها وما عليها، ولنتوجه نحو شمس الحضارة الجديدة التي ستنبثق مع إطلالة وحرية الكرد وكافة الشعوب في المنطقة. ولتبقى أخوة الشعوب هي الأساس في الحل الديمقراطي من أجل شرق أوسط ديمقراطي.