افتتاحية العددالنسخة الإلكترونيةمانشيتملف العدد 55منوعاتمواضيع أخرى

كلمة العدد 55

رئيس التحرير

كلّما بدأ الحديث عن الشرق الأوسط استذكرنا الأزمات والقضايا العالقة، والحروب، وتعقّد القضايا،

وأزمات الأنظمة القومية والدّين، وتجاذبات النُّخب الفكرية، والقوى السياسية المتصارعة المتداخلة،

وقضية الكرد في تركيا، والعراق، وإيران، وسوريا، والحلول والآفاق، وقضايا الصراع الشيعي السني،

وأسبابها ونتائجها، والحلول، وأيضاً قضية الأرمن على قائمة البحث في تاريخ الشرق الأوسط، وكلّها

قضايا تحتاج إلى البحث والتمحيص، للبحث عن شرق أوسط ديمقراطيّ يواجه الشرق الأوسط المرسوم

بالورقة والقلم الغربيّ، من خلال معاهدات واتفاقيّات لم تعرفها الشعوب إلّا بعد أن طبّقت عليها، وحتّى

الآن نسمع عن اللقاءات السرّيّة بين رؤساء الدول لتقرير مصائر الشعوب.

كلّ هذا حصل في عهد حرب المعسكرين الاشتراكي بقيادة الاتّحاد السوفيتي، والمعسكر الرأسماليّ

بقيادة الولايات المتّحدة الأميركية، وأيضاً في التحول من نظام القطبية الواحدة إلى نظام متعدد القطبية

وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط في ظل الصراعات الدائرة فيها وعليها، فهل يمكن حصر

الصراع الدولي في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة والصين وروسيا؟ وما دور القوى الجديدة

الناشئة، وكذلك التكتلات الاقتصادية والسياسية على منحى الصراعات العالمية؟ وما دور قوى الإسلام

السياسي في الصراعات الدولية؟ أهي عناصر تأجيج له، أم مجرد أدوات بيد القوى العظمى؟ وما موقع

القضية الكردية في الصراعات الدولية؟ وما موقع تركيا ودورها في الصراعات الدولية؟ وما هو موقع

إيران ودورها في الصراعات الدولية؟ وكيف تحدّد الجغرافيا سلوك الدول؟ وما تأثير الجيوبولتيك على

السياسة؟

هل الدبلوماسية الروحية والإبراهيمية ترسم خارطة الشرق الأوسط؟ وماذا عن نهب الممتلكات الثقافية،

فهل مكونات شمال وشرق سوريا عبر التاريخ توضّح حقيقة الحلول الديمقراطية في الشرق الأوسط؟

وبالمقابل نرى الاحتلال التركي وهو يمارس أبشع أنواع الإبادات في القرن الواحد والعشرين، حتّى

باتت القضيّة الكُرديّة موضوع التعقيد والحل لقضايا الشرق الأوسط.

من خلال هذا العدد نحاول تناول هذه المواضيع آنفة الذكر، لنستطيع الولوج إلى لُبّ المشكلة، ونصل إلى

الحلول والمقترحات، من خلال كُتّاب المجلة الذين نشكرهم لإنتاج هذا العدد، وحاولنا عرض بعض

الكتب التي قرأها المفكّر عبد الله أوجالان في معتقله في إمرالي لعلّنا نستفيد من هذه العناوين لفهم الشرق

الأوسط، والعالم، والصراع الرأسماليّ للقضاء على الكون، وعلى حركة التاريخ، فالحداثة الرأسماليّة

هي المحرّك الرئيس لكلّ هذه المشكلات التي تفاقمت في العالم وفي الشرق الأوسط.

 

لا بدّ أن نستذكر أنّ المجتمعات لا تسكت عن حقوقها، ودائما كان التفوّق المجتمعي حاضراً في الشرق

على أقلّ تقدير، ولذلك تسعى الحداثة الرأسماليّة إلى وضع خطط بديلة عن فقدان الجانب الأخلاقي في

مؤسّساتها الهادمة للأخلاق، وبما أنّ الأخلاق هي محرّك الإنسان والشعوب، فهي الجانب الروحي

المنتصر في النهاية على الجانب المادّي، وإلّا ستسيطر الآلات في المستقبل على الكون، ويتدمّر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى