أبحاث ودراساتافتتاحية العددالإرهابد. أنمار نزار الدروبيمانشيتملف العدد 54

أخوان المهجر وخيارات البحث عن ملاذات آمنة جديدة

 د.  أنمار نزار الدروبي    

 د.  أنمار نزار الدروبي                 

أنمار الدروبي
أنمار الدروبي

مقدمة:

المتتبع لمسيرة جماعة الإخوان المسلمين يجد أنه على مدار السنوات انتقل الإخوان إلى العديد من أقطار العالم إلى أن تبلورت صورة الإخوان الحالية في تنظيم مصري سياسي يقود تنظيماً دولياً من خلال شبكة شديدة التعقيد. وأبرز أزمات الإخوان التي تتحكم في مستقبل حركتهم هي، مشكلة التنظيم وعلاقته مع النظام الحاكم من جهة، وبين الجيل القديم والجيل الجديد من جهة ثانية. أما المشكلة الأكثر خطورة هي انغماس الجماعة في العمل السياسي على حساب العمل الدعوي، بالإضافة إلى ترهل التنظيم وشيخوخته. وبعد سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر وعزل الرئيس (محمد مرسي) عام 2013، بات من المستحيل استعادة الجماعة لنفوذها السياسي والاجتماعي في مصر، لكن من المؤكد لا يمكن اعتبار أن حقبة جماعة الإخوان المسلمين قد انتهت في مصر.

لقد استطاعت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها بناء علاقات متينة مع حكومات ونخب في عدد من الدول العربية والإقليمية، على الرغم من الخلافات العقائدية، على سبيل المثال لا الحصر إيران، التي تجمعها علاقة قوية مع الجماعة، منذ عهد الخميني ولاتزال العلاقة قوية حتى الآن. لكن تبقى علاقة الإخوان مع تركيا هي الأقوى بالمقارنة بالدول الأخرى وخاصة بعد وصول الرئيس التركي أردوغان لسدة الحكم في أنقرة، حيث تطور التحالف الوثيق بين الإخوان وأردوغان بقوة في أعقاب عام 2011، إذ دعمت تركيا الإخوان في دول الانتفاضات العربية في إطار سياسات إقليمية لدعم تيارات الإسلام السياسي بصورة عامة، وعقب ثورة 30 يونيو عام 2013 في مصر وهروب أغلب قيادات جماعة الإخوان المسلمين خارج مصر، أصبحت تركيا، إضافة إلى قطر، قبلة الإخوان الهاربين، وحاضنة لمقراتهم وقنواتهم ومنصاتهم الإعلامية ومركزاً أساسياً لإدارة قياداتهم وكوادرهم وأنشطتهم في الدول العربية. وتجدر الإشارة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لهم وجود ونفوذ لا يستهان به في بعض الدول العربية والأوروبية منذ بدايات تأسيس الجماعة إلى اليوم.

وبما أن المخططات التركيّة قد تهاوت خاصة بعد فشل حكم الإخوان المسلمين في مصر، ولم يستطع أردوغان تحويل تنظيم الإخوان إلى القوة الجديدة التي تحكم العالم الإسلاميّ، فإنه فتح الطريق على مصراعيه أمام ما يسمى (بالجهاد الإسلاميّ) بديلا عن حكم الإخوان. أما الدعم القطريّ لجماعة الإخوان المسلمين فكان وما يزال واضحاً وعلنياً، بل صاحب ذلك الدعم توظيف المؤسسات الدينيّة بطريقة براغماتية، فأنشأت قطر في عام 2004م (الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين) بصفته مؤسسة أيديولوجية يقف على رأسها منظّر الجماعة والأب الروحي لهم؛ يوسف القرضاويّ، حيث كان الهدف المعلن لهذا الاتحاد تقديم (نسخة عصرية للدين الإسلاميّ) أكثر اعتدالاً وتسامحاً لفهم مدلولات النصّ الدينيّ ومقاصد الشريعة، لكن هدف هذا الاتحاد بالأساس هو ضرب شرعية مؤسسة رابطة العالم الإسلاميّ في المملكة العربية السعودية ([1]).

أهمية البحث:

تنبع أهمية الدراسة من كونها تتناول طبيعة عمل الإخوان المسلمين في عدد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية ، حيث يتحرك التنظيم بطريقة سرية متّخذا من المراكز الإسلامية في أوربا ودور العبادة غطاءً لعمله التنظيمي، وفق طريقة تحليلية لا تخرج عن المعيار الأكاديمي الذي يفرض على الباحث قيود الالتزام والدقة والحياد واعتماد مصادر موثوقة وتجنب الاقتباس من الدراسات المشابهة، وبذلك يمكن أن تشكل هذه الدراسة إضافة مفيدة في تناول موضوع شائك ومؤثر على البنية الاجتماعية في أوربا، لأنه لا يخاطب النخبة المثقفة وحسب وفق منطلقاته النظرية بل يتجاوزها إلى جميع الشرائح الاجتماعية، بالإضافة إلى مخاطر النشاط الذي يقوم به التنظيم الدولي للجماعة على الصعيد الدولي بصورة عامة. وبعد التقارب المصري التركي الذي يشوبه نوع من الحذر من كلا البلدين، فأي مستقبل يتنظر جماعة الإخوان المسلمين؟ سؤال لا تطرحه فقط تحديات المرحلة المقبلة، تلك المرحلة التي ربما تُطيح بالجماعة وماكينتها الإعلامية في تركيا وقطر، وإنما يتعلق بخيارات أخرى تواجه الجماعة، بمعنى الانتقال إلى دول أخرى ونبذ العمل السياسي والإعلامي، وبين خيار الاندماج مجددا في المشهد وفق ترتيبات سياسية جديدة، مع الأخذ في الاعتبار ما يمكن أن ينتج عن كلا الخيارين من تحديات أمام الجماعة من جهة، وتغيرات في المشهد السياسي والأمني في مصر ومحيطها الإقليمي من جهة أخرى.

أهداف البحث:

يعمل البحث على توضيح حقيقة عمل وتحرك جماعة الإخوان المسلمين في العديد من دول أوربا وغيرها والحركات التي تنضوي تحت إطاره أو تمثله على الساحة الأوروبية، ويمكن أن نجمل الأهداف الرئيسة للبحث بما يلي:

  1. إبراز بدايات نشاط جماعة الإخوان المسلمين في أوربا، عندما حاول الرعيل الأول للإخوان المسلمين التحرك على مسلمين أوربا، وإنشاء مجتمع مواز يدور في فلك الجماعة.
  2. إيضاح حقيقة عمل مكتب التنظيم الدولي للإخوان، ومدى أهمية تحرّك أعضاء هذا المكتب في أوربا، وغير أوربا أيضا.
  3. فرز وتصنيف الجماعات والأحزاب والمؤسسات التي تمثل جماعة الإخوان المسلمين وفق معيار عقائدها وطبيعة تنظيمها وتحركها وأهدافها السياسية في أوربا وغيرها.
  4. الدور الدوليّ والإقليميّ في احتضان أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وتوظيفهم لمصالحهم الاستراتيجية.
  5. وأخيراً رغم تعدد الدراسات التي تتخصّص في دراسة ورصد الجماعات والحركات التابعة لتنظيم الإخوان في أوربا، نلاحظ أنها تهتم في متابعة نشاطاته وتركز على الجوانب التنظيمية والفكرية ومساحة انتشاره دون دراسة التناقضات والأسباب الجوهرية التي تستدعي ظهوره واختفائه وتقوقعه عند زوال المسببات والدوافع لوجوده.

مشكلة البحث:

إنّ نشاط وعمل جماعة الإخوان المسلمين بكلّ تجلياته وألوانه على ساحة الأحداث في ظروف معينة يثير تساؤلات كثيرة عن حقيقته والأدوار التي يؤديها على الساحة العربية والإقليمية وحتى الدولية. وإذا تفحصنا طبيعته بدراسة تحليلية وأجرينا مراجعة تاريخية فسوف نجد أن تنظيم الإخوان المسلمين، وكما ذكرنا في المقدمة بالرغم من أنّ لديه نشاطاً دعويّاً وسياسيّاً خارج مصر منذ بدايات تأسيسه، إلا أن نشاطه خارج مصر قد تزايد بعد سقوط حكم الإخوان عام 2013. حيث اشتد نشاط الجماعة في قطر وتركيا تحديداً في مواجهة الدولة المصرية ومؤسساتها ومحاولة لتأجيج الصراع بين مكوّنات المجتمع المصري بذريعة الدفاع عن الشرعية والديمقراطية.

منهج البحث:

لتحقيق أهداف البحث فقد ارتأينا استخدام مناهج علمية متداخلة بين المنهج التاريخيّ والمنهج التحليليّ مع الاستعانة بالمنهج الوصفيّ. وقد تم تناول الموضوع من خلال بحثين، الأول، السيرة التاريخيّة-النشأة والجذور للإخوان المسلمين في مصر وتاريخ تأسيس التنظيم الدولي، الثاني، مستقبل إخوان المهجر: التحالفات والانقسامات.

الإطار النظري والدراسات السابقة:

لا تتوفر دراسات سابقة كافية عن تواجد جماعة الإخوان المسلمين في المهجر، ونظراً لِقلّة المصادر في تحليل موضوع إخوان المهجر، فقد جاءت دراستنا تختلف عن الدراسات الأخرى، ويمكن أن تشكل إضافة جديدة من حيث أنّها اهتمت بدراسة تاريخ هروب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين خارج مصر وانتشارهم في عدد غير قليل من دول العالم.

1.دراسة الكاتب البريطاني (مارتين فرامبتون)، حيث يقدم فرامبتون صورة دقيقة ومفصلة للعلاقات بين جماعة الإخوان المسلمين والغرب، وتحديداً بين الجماعة وبين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بشكل أساسي في الفترة ما بين تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في العشرينيات والربيع العربي. وقد اعُتبرت هذه الدراسة مهمّة للغاية نتيجة لأهمية مصادرها، حيث أنّ (فرامبتون)، لم يقرأ فقط معظم المواد ذات الصلة الموجودة في الأرشيفات الأمريكية والبريطانية، وإنما أجرى مقابلات مع شخصيات بارزة في تنظيم الإخوان المسلمين، ودرس المواد التي وصلت إليها المخابرات البريطانية ونشطاؤها، مثل السيرة الذاتية، والنشرات، والكتيبات وما شابه ذلك. وقد ركز على العلاقة بين الإخوان المسلمين والبريطانيين منذ تأسيس الجماعة في عام 1928م، وحتى أزمة السويس في عام 1956م ([2]).

  1. شهادة الدكتور (محمود عساف) أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ومستشار مجلس إدارة النظام الخاصّ في الجماعة وأمين معلومات التنظيم إبّان حِقبة مؤسس الجماعة حسن البنا، أنّ السكرتير الأول للسفارة الأمريكية (فيليب أيرلاند) أرسل مبعوثا من قبله للبنا كي يحدّد له موعداً لمقابلته بدار الإخوان، وقد وافق البنا على هذا اللقاء، لكنه فضّل أن يكون في بيت (أيرلاند)، حيث أنّ المركز العام للجماعة كان مراقبا من قبل القلم السياسي، وكان اللقاء في دار (أيرلاند)، في شقة بعمارة في الزمالك، وقد طلب أيرلاند من البنا في حينها التعاون بين جماعة الإخوان المسلمين وبريطانيا وذلك لمحاربة الشيوعية كونها العدو المشترك بينهما وبحسب وصف أيرلاند. ويوضح عساف أن البنا وافق على الفكرة حيث قال لأيرلاند” نحن نستطيع أن نعيركم بعض رجالنا المتخصصين في هذا الأمر على أن يكون ذلك بعيداً عنا بصفة رسمية ولكم أن تعاملوا هؤلاء الرجال بما ترونه ملائماً دون تدخل من جانبنا غير التصريح لهم بالعمل معكم، ولك أن تتصل بمحمود عساف فهو المختص بهذا الأمر إذا وافقتم على هذه الفكرة”([3]). وعليه يؤكد محمود عساف على أن حسن البنا لا يمانع من التعاون مع دولة أجنبية خلف ظهر الحكومة إن كان ذلك في مصلحة الجماعة ([4]).

المبحث الأول

السيرة التاريخيّة-النشأة والجذور للإخوان المسلمين في مصر وتاريخ تأسيس التنظيم الدولي

نشأت حركة الإخوان المسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية التي كانت تمثل مؤسسة الحكم الدينيّ لدى المسلمين إذ ولدت هذه الحركة والمستعمر الإنكليزيّ جاثم على صدر مصر والبلاد الإسلاميّة الأخرى التي كانت تعيش حالة من الجهل والفساد الكبيرين على المستويات كافة. لقد أحدث نشوء حركة الإخوان المسلمين صحوة في الشعب العربيّ وباقي الشعوب الإسلاميّة التي كانت تحت الاحتلال البريطانيّ لا سيما أن جماعة الإخوان المسلمين امتداد لعدة حركات إسلاميّة مثل الحركة الوهابيّة السلفيّة والحركة السنوسيّة الليبية، كما هي امتداد للحركة المهدية السودانيّة. ولعل من أهم أسباب ظهور الجماعة هو تعطيل الشريعة من قِبل المحتل وحلّ محله القانون الوضعيّ، فلم يعد الإسلام أساس الهوية، بالإضافة إلى أنّ مصر كانت تعاني من نظام حكم فاسد قسّم البلد إلى طبقتين، إحداهما شديدة الثراء، وطبقة ثانية تعاني من الفقر وسوء الحال.

كان ظهور جماعة الإخوان المسلمين بسبب الواقع الإسلاميّ، وما شهده من تدهورٍ نتيجة البعد عن مفاهيم الإسلام، مما جعل الاستعمار يمارس عملية تنصير واضحة، وذلك لإخراج المسلمين من دينهم الإسلاميّ إذ اتّبع الاستعمار نهجاً غربياً يشكّك في ثقافة الأمة الإسلاميّة وفكرها وتراثها. ومن الأسباب الأخرى التي ساعدت في ظهور حركة الإخوان المسلمين ضعفُ عمل الأحزاب السياسيّة في مصر إذ لم توحد هذه الأحزاب جهودها في مواجهة المحتلّ، بل كانت هناك حروب وتناحر بين الأحزاب السياسيّة المصريّة ([5]).

تُعدّ جماعة الإخوان المسلمين في مصر أولى جماعات الإسلام السياسيّ، وهي جماعة إسلاميّة أسسها حسن البنا في محافظة الإسماعيلية في مارس عام 1928م، وهي حركة إسلاميّة إذ سعى البنا لنشر أفكاره وإلقاء خطبه ودروسه، تلك الخطب التي لاقت قبولاً خاصة مع وجود القوات البريطانيّة في الإسماعيلية وفي قناة السويس. وكنتيجة للظلم والأسى الذي كان يشعر به سكان الإسماعيلية بايع البنا ستةُ رجال ممن تأثروا بخطبه ومواعظه، وهم كلٌّ من (حافظ عبد الحميد، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، أحمد المصريّ، إسماعيل عز، وزكي المغربيّ). وقد حمّلوه تبعة أمرهم، واتفقوا على تسمية أنفسهم الإخوان المسلمين ([6]).

لقد مرّت جماعة الإخوان المسلمين بعدة مراحل أثناء فترة حسن البنا، كان أهمها المرحلة الدينيّة (المرحلة الدعوية) التي امتدت من عام 1928م إلى قيام ثورة يوليو عام 1952 إذ تميزت تلك الفترة بأنها كانت مرحلة دينية إصلاحية بحته ونشاطها باتجاه الوعظ الدينيّ، حيث كانت الجماعة في بدايتها تحض على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة المساجد مع إثارة المشاعر الإسلاميّة لدى الناس ضد مظاهر التحلل الأخلاقيّ، بالإضافة إلى أنّ تلك المرحلة لم تخلُ في بعض محطاتها من توجهات قومية، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من مشاركتها في حرب فلسطين عام 1948م، وكذلك كان تأسيس البناء الهيكليّ للجماعة خلال تلك المرحلة، إذ تشكّل لأول مرة مكتب الإرشاد العام، وبدأ التحول تدريجيًّا من الدعوة الدينيّة والإصلاحيّة إلى العمل السياسيّ والمشاركة في الحياة السياسيّة المصريّة، بعد أن أعلن حسن البنا عام 1939 عن حزبية الجماعة، ومن ثّم أعلن عن نيته في ترشيح نفسه لانتخابات عام 1942، كما شهدت تلك الفترة تأسيس الجهاز السريّ للجماعة ([7]).

بدايات انتشار جماعة الإخوان المسلمين في العالم:

تأسيس فروع للجماعة خارج مصر:

عمل البريطانيون خلال القرن التاسع على دعم جماعة الإخوان المسلمين، فقدموا التمويل اللازم لهم، كما أقاموا المؤتمرات للدعاية لهذا التنظيم. في الوقت نفسه دأب مؤسس الجماعة حسن البنا منذ عام 1934، على تأسيس فروع لتنظيم الإخوان المسلمين خارج مصر، حيث كان للتنظيم أعضاء في جنيف قبل الحرب العالمية الثانية. وقد ذكرت تقارير للسفارة البريطانية في مصر إبّان الحرب العالمية الثانية أنّ جماعة الإخوان المسلمين تلقت مساعدات من دول المحور (ألمانيا وايطاليا)، بين عامي 1934م _1939، ممّا جعل مؤسس الجماعة حسن البنا يصبح من العناصر النشيطة المعادية لبريطانيا ([8]).

الإخوان المسلمون والاتصال بالأمريكان:

وإذا ما عدنا إلى نشاط جماعة الإخوان المسلمين خارج نطاق العالم العربي والإسلامي وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد شكلت الجماعة في الستينات من القرن الماضي تنظيماً تابعاً لها يُدعى (اتحاد الطلاب المسلمين) في بعض الجامعات الأمريكية، بيد أن هذا التشكيل كان بتمويل إيراني بحت، والذي كان بعلم من السلطات الأمريكية، التي أغمضت عينها عن أنشطة هذا التنظيم الفرعي للجماعة، حيث بدأ اتّحاد الطلاب المسلمين منذ ذلك الحين ببناء إمبراطورية تجارية وقوة شبه عسكرية، ويذكر أنّ اتحاد الشركات الإسلامية في أمريكا الشمالية كان يقوم بغسل عشرات الملايين من الدولارات سنويا لاستخدامها في أغراض تخص عمل جماعة الإخوان المسلمين. وفي عام 1966، استحوذ الأعضاء السريون للإخوان المسلمين بشكل كامل على اتحاد الطلاب المسلمين الذين استخدموا مجموعة من الطلاب الناطقين بالفارسية في الاتحاد لتكون نقطة انطلاقهم ([9]).

الجغرافيا السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في أوربا:

سنحاول في هذه الفقرة، إعطاء موجز بسيط عن أهم المؤسسات والتنظيمات المنضوية تحت تنظيم الجماعة وخارطة انتشارها في دول أوربا. حيث شهدت الجغرافيا السياسية لجماعة الإخوان في أوروبا عدة نقلات نوعية منذ تأسيس المركز الإسلامي في جنيف عام 1961، باعتباره أول مؤسسة إخوانية في أوروبا، في إطار استراتيجيتها الرامية لتوظيف أوروبا كنقطة انطلاق مهمة لممارسة نشاطها خارج مصر، فقد كان انتشار أعضاء الجماعة في ثلاثة بلدان أوروبية رئيسة وهى (فرنسا وألمانيا ثم بريطانيا) في ضوء أنها أكبر بلدان الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة وعدد السكان، فضلا عن أنها تمثل مركز استقطاب للجاليات الإسلامية القادمة من البلدان العربية والإسلامية التي كانت خاضعة لاستعمار هذه البلدان الثلاثة. وقد مثل المركز الثقافي الإسلامي في جنيف الذي أسسه (سعيد رمضان)، زوج ابنة حسن البنا عام 1961، النواة المؤسسية الأولى لتنظيم الإخوان في أوروبا، حيث احتضن المركز العديد من العلماء المسلمين المتعاطفين مع جماعة الإخوان أبرزهم المفكر الإسلامي والداعية الهندي (أبو الحسن الندوى).

وفى إطار تعزيز الوجود الاخواني في أوروبا، قام (سعيد رمضان)، بإسهام كبير في تأسيس ووضع ميثاق الجامعة الإسلامية العالمية التي تم إنشاؤها عام 1962، كأول منظمة إسلامية عابرة للقارات تمتلك فروعا في العديد من العواصم الأوروبية. كما مثلت لجنة مسجد ميونيخ التي ترأسها (سعيد رمضان) عام 1963 أول نقلة نوعية على صعيد التواجد المؤسسي للإخوان في أوروبا، حيث اعتبرت ألمانيا الغربية بمثابة المركز الجديد للنشاط. وفي عام 1973 تحولت لجنة مسجد ميونخ إلى منظمة رئيسية تتولى تمثيل مسلمي ألمانيا تحت اسم مؤسسة ألمانيا الإسلامية (IGD). وبالتوازي مع جهود (سعيد رمضان) لتأسيس القاعدة المؤسسية الإخوانية في ألمانيا الغربية وسويسرا، قام سعيد رمضان بإنشاء أول منظمة إخوانية في فرنسا وهى (جمعية الطلبة المسلمين) عام 1963 في العاصمة باريس، حيث ضمت مجموعة من شباب الإخوان والمتعاطفين مع الجماعة آنذاك وكان أبرزهم (حسن الترابي) و (أبو الحسن بنى صدر) أول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية و(راشد الغنوشى)، و(فيصل مولوى)، زعيم جماعة الإخوان المسلمين في لبنان والذي تولى إدارة الجمعية عام 1968. هذا بالإضافة إلى عدد من قياديي الفصيل السوري للإخوان مثل (سعيد البوطى وعصام العطار) الذي انفصل عن الجمعية ليؤسس جمعية مسجد بلال بمدينة آخن بألمانيا الغربية التي تحوّلت فيما بعد إلى مركز رئيس لإخوان سوريا ([10]).

أهم أذرع جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا:

أوّلا. الجماعة الإسلامية في ألمانيا(GID)  التي تأسست عام 1958، وتمثل تلك الجماعة فرع ألمانيا لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا الذي أسسه سعيد رمضان عام 1958، وكان يرأسها الألماني والمصري الأصل (إبراهيم الزيات (.

ثانياً. اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا (UCOII) أيضا الممثل الرسمي للإخوان المسلمين في إيطاليا، وقد تأسس عام 1990 ويديره السوري (محمد نور داشان) ويضم الاتحاد ما يقرب من مئة وثلاثين جمعية، ويتحكم في ثمانين بالمئة تقريبا من المساجد في إيطاليا، كما يمتلك الاتحاد فرعا ثقافيا وفرعا نسائيا وآخر شبابيا ([11]).

ثالثا. رابطة المجتمع المسلم في هولندا التي أسسها في لاهاي المغربي الأصل (يحيى بوياف) عام 1996، وتضم الرابطة عدة منظمات منها على وجه الخصوص (مؤسسة اليوروب تراست نيديرلاند (ETN) و (المعهد الهولندي للعلوم الإنسانية والإغاثة الإسلامية).

رابعاً. رابطة مسلمي بلجيكا (LMB) القناة التاريخية للحركة في بلجيكا، فهي مُمثلة جماعة الإخوان المسلمين هناك، وأسَّست الرابطة عام 1997، وتملك الهيئة عشرة مساجد ومقرات بعدة مدن منها بروكسل وأنڤير وغراند وڤرڤييه، ويديرها (كريم شملال) من مدينة أنڤير وهو من أصل مغربي يعمل طبيبا في مجال علم الأحياء.

خامساً. الرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB) فهي مُمثلة الإخوان المسلمين هناك، وقد أنشأها الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا (كمال الهلباوي)، عام 1997، وظل الهلباوي لوقت طويل ممثلا للإخوان المسلمين في أوروبا قبل أن ينشق عن الجماعة.  ثم تولى إدارة الرابطة الإسلامية في بريطانيا العراقي الأصل (أنس التكريتي) أستاذ الترجمة بجامعة ليدز حتى عام 2005.

تأسيس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين:

حرص حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عندما وضع قانون النظام الأساسيّ للإخوان التأكيد على عالميّة فكرته ودعوته، وقد جاء ذلك في رسالة البنا إذ يقول” جاء الإسلام الحنيف يعلن الأخوة الإنسانيّة، ويبشر بالدعوة إلى العالميّة، ويبطل كل عصبية، ويسلك إلى تحقيق هذه الدعوة الكريمة السامية كل السبل النظريّة والعملية”([12]).

وفي هذا الصدد يقول (جمعة أمين) القياديّ البارز في جماعة الإخوان المسلمين ونائب المرشد العام في الثمانينيات” إن الإخوان المسلمين هيئة إسلاميّة تعمل لتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام، فاستهدف في دعوتهم المصريّين، ثم توسعوا فشملت الأقطار العربيّة الشقيقة، ثم تعدت دعوتهم حدود العرب على كل مكان في العالم ينتمي إلى الإسلام أو يستشرف إليه ويبحث عنه”([13]).

تعود أول محاولة لإيجاد فرع خارجيّ لجمعية الإخوان إلى عام 1933 حين قرر البنا تشكيل شعبة للإخوان في جيبوتي، وقد اتخذ المؤتمر الثالث للجماعة 1935م قراراً بتعميم الدعوة في الخارج بمختلف الوسائل. ومن ثم بدأت الجماعة بالتوسع والانتشار في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي عقب المؤتمر العام للجماعة في عام 1945 في إنشاء عدد من الفروع خارج مصر، كان أبرزها الفرع السوريّ، وفرع القدس في فلسطين، وكذلك فرع السودان، وفرع شرق أفريقيا في أريتيريا، وفرع المغرب في محافظة تطوان، وفرع الكويت الذي يعدّ بداية انتشار وتمدد نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في الخليج، إضافة إلى فرع العراق الذي أطلق عليه جمعية الأخوة الإسلاميّة، كما تأسست شعب إخوانية في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي في كل من  اندنوسيا، والباكستان، وكذلك في إيران وأفغانستان وتركيا([14]).

لقد اعتمد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين على قائمة كبيرة من الكيانات والتنظيمات التي تنفذ مخططات الإخوان في الخارج، أبرزها المعهد العالميّ للفكر الإسلاميّ، ومنظمة كير الإسلاميّة الأمريكيّة، واتحاد المنظمات الإسلاميّة في أوروبا، والجمعية الإسلاميّة الأمريكيّة، والمجلس الثوريّ بتركيا، والاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين، ومعهد الفكر السياسيّ الإسلاميّ في لندن الذى يديره عزام التميميّ أحد قادة التنظيم الدوليّ للإخوان، والاتحاد الإسلاميّ في الدنمارك الذى يرأسه سمير الرفاعي عضو الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين، وتحالف المنظمات الإسلاميّة الذى يتولّاه إبراهيم الزيات القياديّ في التنظيم الدوليّ. وبالتالي فإنّ هدف التنظيم الدولي من السيطرة على تلك المراكز هو استقطاب أعضاء جُدُد للإخوان قادرين على تغذية التنظيم بالمال اللازم علاوةً على استغلالهم اختراق الجامعات من خلال البعثات الدراسية التي توجد في الخارج. كما تسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى استغلال تلك المراكز الإسلاميّة للاستيلاء على تبرعات الإسلاميّين في الخارج لاستخدامها أحد موارد التنظيم ([15]).

وتأسيساً لما تقدّم، فإنّ الميلاد الحقيقي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين قد بدأ بعد أن أسس سعيد رمضان (زوج ابنة حسن البنا) المركز الإسلامي بميونخ بعد هجرته إلى ألمانيا، والذي بدأت فكرته عام 1960، وتم افتتاحه عام 1973. حيث أنّ الكثير من كوادر الإخوان الذين ينتمون إلى دول عربية وأفريقية وآسيوية خرجوا من هذا المركز الضخم. ومن هذا المنطلق يعد سعيد رمضان المهندس الأول والمنظم الأساسي للتنظيم الدولي للجماعة. وفي نهاية السبعينيات أصبح (مصطفى مشهور) المرشد الخامس للجماعة مسؤول التنظيم الدولي، حيث كان لمشهور دور متميّز في تنظيم وإعادة هيكلة وتقوية التنظيم العالمي للجماعة، وكان مشهور يتنقل بين لندن وعواصم أوروبية أخرى. وفي السياق ذاته فقد أسهم (يوسف ندا) مفوض العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين في ربط مسجد ميونخ بشبكة الإخوان السعودية، إضافة إلى أن ندا لعب دورا في تقوية علاقة الجماعة مع إيران، حين قصد طهران إبان الثورة الإسلامية التي أسقطت حكم الشاه، وكذلك كان ندا مفوضا إلى أفغانستان لمساعدة المجاهدين في صراعهم مع السوفييت ([16]).

المبحث الثاني

مستقبل إخوان المهجر: التحالفات والانقسامات

بلا شك أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل لاعباً فاعلاً وأداة صراع بين العديد من الدول، حيث وظفت الجماعة ضمن أدوات السياسية الخارجية القطرية والتركية تحديدا. وفي الوقت الراهن تشهد جماعة الإخوان المسلمين حالة من التخبط والارتباك على وقع المتغيرات التي أحدثتها التحركات التركية الأخيرة للتقارب مع مصر، وسط تسريبات برغبة أنقرة في التخلي عن قيادات التنظيم بشكل نهائي، وتسليم المطلوبين منهم إلى القضاء المصري. لكن في المقابل يتوقع أن تُبقي تركيا على عدد محدود من جماعة الإخوان كورقة تستخدمها للضغط على خصومها في لعبة الصراع الدائر حالياً، وستحدّد تلك الأحداث مستقبل ودور الجماعة في أي ترتيبات قادمة. في حال قررت أنقرة التضحية بجماعة الإخوان، فسيتم توفير ملاذات آمنة بديلة لهم في بعض الدول التي يوجد بها موطئ قدم للتنظيم، مع السماح للحاصلين على الجنسية التركية بالبقاء داخل البلاد دون أن يكون لهم نشاط مكشوف واضح ضد مصر، وكذلك إيجاد صيغة مناسبة للمنصات الإعلامية الإخوانية كإغلاق بعضها أو تعديل الخط التحريري لها في محاولة استرضاء الجانب المصري.

أمّا الدعم القطريّ لجماعة الإخوان المسلمين فكان وما يزال واضحاً وعلناً، بل صاحبَ ذلك توظيف المؤسسات الدينيّة بطريقة براغماتية، ويعدّ يوسف القرضاوي من أبرز الشخصيات الإخوانيّة التي استقرت في قطر منذ وقت مبكر إذ ارتبط القرضاوي بعَلاقات وثيقة مع العائلة الحاكمة أبرزهم (علي بن سعود بن آل ثاني، والشيخ قاسم بن حمد آل ثاني شقيق ولي العهد، والشيخ خليفة بن حمد ابن عم حاكم قطر)، وقد عُين  القرضاوي مدير المعهد الدينيّ في الدوحة من العام نفسه، ومن ثم بدأ القرضاوي يلقي الخطب والدروس في المساجد القطريّة وتحديداً مسجد الشيخ خليفة بن حمد وليّ عهد قطر ونائب الحاكم، تلك الخطب التي كان يهاجم فيها القرضاوي الطبقة الغنية من الشعب المصريّ ونظام عبد الناصر إذ كان يقول:” إنكم بخلتم بحق الله في أموالكم، فسلط الله عليكم دعاة الاشتراكيّة والثوريّة الذين صادروا أموالكم، وخربوا بيوتكم ولا يكادون يبقون لكم شيئا. لقد كان الابتلاء بمصيبة الاشتراكيّة عقوبةً من الله للأغنياء الأشحاء”([17]). ويؤكد القرضاوي أنه كان يلتقي بجماعة الإخوان المسلمين في قطر من المصريّين في كل يوم جمعة بعد صلاة الفجر في بيت من بيوت أحد الإخوة، يقرؤون فيها الأدعية، ومن ثم يبدأ القرضاوي بالحديث معهم عن الدعوة والجهاد في سبيل الله، وأنهم جنود هذه الدعوة شاؤوا أم أبَوْا، كانوا قريبين أم بعيدين بحسب وصف القرضاوي ([18]).

في الجانب الآخر لعب المال والإعلام القطريّ أدواراً متعدّدة في كثير من الدول العربيّة أو الغربيّة، على سبيل المثال لا الحصر، التمويل القطريّ لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا عبر مؤسسة (قطر الخيرية) تحت ستار المساعدات الإنسانيّة وتمول بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة للتنظيم الدوليّ لجماعة الإخوان المسلمين، إذ تمكّنت تلك المؤسسة من التوغل في 6 دول أوروبية، أبرزها فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا ودول البلقان، وقد موّلت مؤسسة قطر الخيرية ما يقارب من 140 مشروعاً في أوروبا وكندا وأستراليا بما يزيد مجموعه على 72 مليون يورو. حيث تم التمويل القطريّ من خلال ترتيبات مالية معقدة، وهي ليست بالضرورة غير قانونيّة، لكن تبقى مبهمة لإخفاء الهدف الحقيقيّ لها ([19]).

في السياق ذاته، فإن الممارسات القطريّة للتغلغل في أوروبا وتمويلها للإسلام، كانت من خلال تمويل قطر للمراكز الإسلاميّة في فرنسا وأوروبا، ووصلت إلى 22 مليون يورو، أنفقتها مؤسسة قطر الخيرية على مشاريع إسلاميّة في إيطاليا وحدها. ويعتبر اتحاد المجتمعات والمنظمات الإسلاميّة في إيطاليا (UCOII) الجمعية الأبرز بالتعاون الوثيق مع جماعة الإخوان المسلمين في قطر. لقد شهدت الاحتجاجات في بعض الدول العربيّة منذ مطلع العام 2011، حضوراً قطريًّا داعماً وبقوة للإخوان في أكثرَ من دولة، فبالرغم من أن قطر أدركت انهيار نظام الرئيس محمد مرسي في مصر وفقدان جماعة الإخوان المسلمين سيطرتهم على الشارع لكن الدعم الإعلاميّ لمرحلة ما بعد الرئيس مرسي ما يزال مستمرًّا. كما حضر الدعم القطريّ المساند للإخوان في سوريَّا وليبيا واليمن عبر ضخّ الأموال بشكل مباشر للجماعة، فأطلقوا قنوات فضائية وصحف ومواقع إلكترونية ومنظمات أهلية مساندة لتحركاتهم ([20]).

كما تمثل تونس أيضا أحد الملاذات المُحتملة لاستقبال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، خاصة في ظل مركزية موقع حركة (النهضة) الاخوانية ضمن المشهد السياسي التونسي، ودعمها العلني لقطر منذ بداية الأزمة، وهو ما يجعلها مؤهلة لاستقبال أعضاء الجماعة الموجودين في قطر وتركيا. وتضم قائمة الدول المُرشحة لاستقبال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، باكستان وماليزيا، وجنوب أفريقيا، ولكن هذه الدول يمكن أن تستقبل قيادات التنظيم كأفراد بصفاتهم الشخصية من دون أن تكون مقراً بديلاً للتنظيم تتم ّمن خلاله إدارة العمليات والأنشطة وإطلاق المنصّات الإعلامية، حيث ستحرُص هذه الدول على حماية أمنِها الداخلي والحفاظ على علاقاتها بالدول المضادة للإرهاب.

البحث عن ملاذات جديدة لجماعة الإخوان المسلمين:

داخل مساحة ضيقة جداً يحاول تنظيم الإخوان تفادي نتائج التغييرات الحاصلة في مواقف، قطر وتركيا، باحثا عن ملاذات جديدة آمنة بعيداً عن الملاحقات، ويرجّح الباحث أن يلجأ التنظيم إلى مجموعة دول في شرق آسيا وإيران، وكذلك ممكن تكون نيجيريا وجهة الإخوان القادمة وحتى أفغانستان، ووسط وشرق أوروبا، باعتبارها مناطق ينشط فيها عناصره بشكل يسمح له بالتمدّد، وتنتشر فيها المراكز والمؤسسات التابعة للإخوان تحت غطاء العمل الخدمي والاجتماعي.

سيختار الباحث بعض الدول التي ممكن أن تكون ملاذاً آمناً لجماعة الإخوان المسلمين بعد تركيا وقطر، وذلك لاعتباراتٍ؛ بعضُها تاريخيّ، والآخر أيديولوجي وفيما يلي أهمها:

أولاً، بريطانيا

لم تكنعلاقة جماعة الإخوان المسلمين مع بريطانيا جديدة، على الرغم من محاولات التغطية على هذه العلاقة والتساؤلات التي تطرح بخصوص الدعم البريطانيّ لجماعة الإخوان المسلمين وهل بريطانيا دعمت الجماعة أم لا، وأنّ الجماعة قد قبلت عرض البريطانيّين أم رفضته؟

لقد تمّ أوّل اتّصال مباشر معروف بين المسؤولين البريطانيّين، وجماعة الإخوان المسلمين في عام 1940م، وفي ذلك العام كانت السلطات المصريّة قد اعتقلت مؤسس الجماعة حسن البنا تنفيذاً لضغوط بريطانية، ولكن عند إطلاق سراحه فيما بعد أجرى البريطانيّون أول اتصال مع الإخوان.

في رواية لمؤسس الجماعة؛ حسن البنا، حول الاتهامات التي وجّهت للجماعة بتلقّي أموال من البريطانيّين، يوضح البنا أنّه التقى البارون البريطانيّ (دي بنوا) مدير شركة قناة السويس في حينها ومعه سكرتيره المسيو (بلوم)، فتحدّث معهم البنا عن طريق مترجم، وكان جوهر الحديث أنّ بريطانيا تسعى إلى مساعدة جماعة الإخوان المسلمين ماديًّا، وأنّها على استعداد بتبرع مالي قدره خمسمائة جنيه مصريّ لبناء مسجد للجماعة، لكن البنا رفض المبلغ واعتبره قليلاً. وعلى هذا الأساس وعد البارون البنا بأنّه سيحاول أخذ الموافقات من الحكومة البريطانيّة لزيادة المبلغ مستقبلاً. وعلى إثر ذلك قبِل البنا المبلغ وتسلمه أمين الصندوق لدى الجماعة الشيخ (محمد حسن الزلموط). بالتالي فقد تعرضت جماعة الإخوان المسلمين لنقد شديد، وثار الناس عليهم رافضين أن تبني الجماعة مسجداً بأموال الإنكليز، لكن البنا وجماعته حاولوا إقناع الجمهور بأنّ هذه الأموال هي ملك الشعب، وأن القناة للمصرين جميعاً، وعليه قام البنا بتحويل المبلغ لبناء دار لجماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية ([21]).

وفي السياق ذاته وتحديدا في عام 1940 زار الجنرال البريطانيّ (كلاتيون) حسن البنا في محاولة ثانية من جانب المخابرات البريطانيّة لتقديم الدعم والإسناد لجماعة الإخوان المسلمين، إذ  كانت المحاولة الأولى في نهاية عام 1939، عندما عرض المستشرق البريطانيّ (هيوارد دان) على الأستاذ أحمد السكريّ أحد أهم مؤسّسي الجماعة ووكيل البنا، دعماً ماليًّا قدرُه عشرون ألف جنيه لكن السكري رفض المبلغ، ومن ثَم عرض الجنرال كلاتيون على البنا استعداد بريطانيًّا لتمويل جريدة يومية للإخوان المسلمين، وأن بريطانيا تضع تحت تصرف البنا وجماعته ما يشاؤون من أموال لتجهيز المركز العام للجماعة، وستدفع بريطانيا للجماعة مبلغاً قدره مائة ألف جنيه كل شهر ([22]).

وتأسيسا لما تقدم، فقد احتضنت بريطانيا قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومنحتهم فرصة للمشاركة المجتمعية في بريطانيا واستغل تنظيم الإخوان المسلمين تلك الفرصة في توسيع نفوذهم في بريطانيا، حيث يعد (إبراهيم منير) أبرز قيادات الإخوان فى بريطانيا، وهو عضو التنظيم الدولي ويعيش فى بريطانيا منذ 30 عام، ويعمل بحرية كاملة، وليس إبراهيم منير هو القيادي الإخوانى الوحيد الذى ينعم بالعيش آمناً فى بريطانيا وله علاقات وطيدة مع الحكومة هناك، فقد أوت ومكنت بريطانيا أيضاً شخصيات إخوانية معروفة مثل (راشد الغنوشى) رئيس حزب النهضة الإخوانى فى تونس، وغيرهم من أعضاء وقيادات مكتب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.

ثانياً: إيران

كما ذكرنا آنفا تعد إيران مرشحة بقوة لاستقبال قادة الإخوان خلال الفترة القادمة، فالإخوان في حاجة إلى دول تعترف بهم ولا تصنفهم كجماعة إرهابية. وكما ذكرنا سابقا فقد أيّدت جماعة الإخوان المسلمين في مصر نجاح الثورة الإيرانيّة عام 1979، ووصول الخمينيّ إلى السلطة في طهران.

ومن هذا المنطلق، فقد ارتبطت جماعة الإخوان المسلمين بعلاقات تاريخية مع النظام الإيراني الحالي الذي سيطر تماماً على السلطة، بعد نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة آية الله الخميني عام 1979. الجدير بالذكر كانت هناك لقاءات أجراها قادة التنظيم الدولي للجماعة بالمعارضة الإيرانية في عدد من العواصم الأوروبية خلال فترة حكم شاه إيران، حيث قام رجل الأعمال المصري المقيم في سويسرا (يوسف ندا) وهو سفير التنظيم الدولي، ومفوّض العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين، ومعه نخبة من قيادات الجماعة في مصر، وأعضاء التنظيم الدولي للإخوان بزيارة طهران بعد نجاح الثورة وتهنِئة الخميني، وذلك أنّ يوسف ندا كان مسؤولاً عن الاتصال بإيران حتى قبل نجاح الثورة، وقد كان هناك وفد إخوانيّ دوليّ التقى بالخميني في باريس بهدف تدعيمه، وضمّ الوفد كل من راشد الغنوشيّ؛ رئيس حزب النهضة في تونس، وحسن الترابي من السودان وعدد من أعضاء التنظيم في لبنان ([23]).

وقد أصدرت الحركة الإسلاميّة المتمثلة لجماعة الإخوان المسلمين في بعض من دول العالم تأييدها وتضامنها مع الخمينيّ، وهم كلٌّ من حزب السلامة التركيّ بزعامة نجم الدين أربكان، والجماعة الإسلاميّة في باكستان بزعامة أبي الأعلى المودوديّ حيث أكّدت هذه الفصائل أنها ستظل على عهدها في خدمة الثورة الإسلاميّة في إيران. وفي شهادة لـ (يوسف ندا) مفوّض العَلاقات الدوليّة في جماعة الإخوان المسلمين يوضّح أنّ عَلاقة الإخوان المسلمين مع الخمينيّ كانت أبعد من بداية الثورة، وأنها تعود إلى ما قبل ذلك مع آية الله بهشتي الذي أصبح من كبار المسؤولين في نظام ما بعد الثورة الإيرانيّة.

وتأسيساً لما تقدّم فإنّ الموقف السياسيّ الذي اتّخذته جماعة الإخوان المسلمين مع الثورة الإيرانيّة كان حصيلة تلاقيات فكرية مع اتجاه الخمينيّ الذي يُمثّل نوعاً من الحركة الإسلاميّة التي أتت من مجتمع يغلب عليه المذهب الشيعيّ مثل المجتمع الإيرانيّ، مثلما كانت الحركة الإخوانيّة حركة إسلاميّة أفرزها الوسط السُنّيّ، وبالتالي فإنّ هذه التوافقات الفكريّة أدّت إلى توافقات سياسيّة. والجدير بالذكر أنّ راشد الغنوشيّ زعيم حزب النهضة التونسيّ التابع لجماعة الإخوان المسلمين كان رأيه في الحركة الخمينيّة وولاية الفقيه باتجاه ينطلق من المفهوم الشامل للإسلام مستهدفاً من خلاله إقامة المجتمع المسلم والدولة الإسلاميّة وعن تأثره بالثورة الإسلاميّة في إيران والخمينيّ يقول الغنوشيّ” لقد جاءت الثورة الخمينيّة في وقت مهم جدًّا بالنسبة إلينا إذ كنا بصدد التمرد على الفكر الإسلاميّ التقليديّ الوافد من المشرق، فجاءت الثورة الإيرانيّة لتعطينا بعض المقولات الإسلاميّة التي مكنتنا من أسلمة بعض المفاهيم الاجتماعيّة اليسارية”([24]).

ووَفقاً لهذه الرؤية الإخوانيّة تجاه الحركة الخمينيّة فقد دفعت المرشد العام للجماعة (عمر التلمسانيّ) عام 1985 أن يدعو عبر مجلة الدعوة التابعة للإخوان المسلمين للتقارب ما بين الشيعة والسُنة، حيث وصف التلمسانيّ الثورة الإيرانيّة بأنها أعظم ثورة في التاريخ الحديث بفعالياتها ونتائجها الإيجابية وآثارها التي أعادت الحسابات وغيرت الموازين بحسب رأيه ([25]).

 تبرز مجموعة من العوامل شديدة الأهمية والتي قد تساعد على فهم مستقبل علاقة جماعة الإخوان المسلمين والنظام في إيران، وإمكانية انتقال بضع من قيادات الإخوان من الدوحة واسطنبول إلى طهران في ظل عدد من التحديات الإقليمية التي تواجه الطرفين بضراوة أكثر من أي وقت مضى وهي:

  1. تنسجم العقيدة التاريخية لدى كل من إيران والإخوان حول عدد من القضايا الثابتة في التكوين الأيديولوجي لدى كل منهما وعلى رأس ذلك الموقف من الغرب، ومن إسرائيل، ومن دعم حركات المقاومة في فلسطين وهو ما يسمح ببناء قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في حالة تفكير إيران في إيواء قادة جماعة الإخوان في داخل أراضيها.
  2. يعتبر قادة الإخوان المسلمين، أنّ النظام الإيراني مدين لِجماعة الإخوان المسلمين بحلحلة معضلة العلاقات مع مصر، لا سيما وأنّ أوّل رئيس إيراني تطأ قدماه أرض مصر بعد 39 عاما من المقاطعة كان في فترة حكم الرئيس محمد مرسي، كما أنّ أول زيارة لرئيس مصري إلى طهران بعد الثورة الإسلامية الإيرانية كانت في ظلّ الرئيس نفسه.
  3. ركّزت إيران في تعاطيها مع جماعة الإخوان المسلمين على مفاهيمهما المشتركة في بناء الدولة ونظام الحكم الإسلامي، وعزّز ذلك المواقف المتطابقة لدى الجماعة وإيران في عدة مسائل منها مناهضة الاستكبار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، واتفاقهما على أنّ إسرائيل هي الشيطان الأصغر في المنطقة.
  4. يعي النظام الإيراني أن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين تاريخية وتتصف بالاستراتيجية على مر عقود التلاقي الفكري والأيديولوجي والسياسي بين الجانين، كما أن النظام الإيراني لا ينسى لقادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بأنهم أول من أيدوا قائد الثورة الإيرانية (الخميني) في مقر إقامته بضاحية نوفل لو شاتو بالعاصمة الفرنسية باريس قبيل نجاح الثورة، كما أن قادة التنظيم الدولي للجماعة أول من قدموا التهاني للخميني بنجاح الثورة ([26]).

ثالثاً: ماليزيا

لعل الباحث في حركة الإخوان المسلمين في دولة ماليزيا، يرصد البدايات الأولى لانتشار الفكر الإخواني مع ما يُسمى بالصحوة الإسلامية الماليزية، التي انطلقت في ماليزيا في سبعينيات القرن الماضي. وقد شهدت الحركة الإسلامية في ماليزيا حِراكاً واسعاً في الجامعات الماليزية، في الوقت نفسه كان للعائدين من المنح الدراسية التي تلقّوها في مصر، وتحديداً في الجامع الأزهر لهم الأثر البالغ في انتشار الفكر الإخواني في ماليزيا. لقد تأسّس (الحزب الإسلامي الماليزي) والمعروف بــ (PAS) في العام 1951، للجمع بين مختلف الجمعيات والتنظيمات الإسلامية في الاتحاد الماليزي، تحت زعامة الشيخ (أحمد فؤاد حسن) وضم عدداً من رجال الدين، حيث قام هذا الحزب على منهج جماعة الإخوان المسلمين وعقيدتهم السياسية. فقد دعا الحزب إلى الجهاد في سبيل الله حتى ينشأ في ماليزيا المجتمع المسلم والدولة الإسلامية التي تطبّق شرع الله، والدفاع عن الإسلام والمسلمين، وكذلك دعوة الناس إلى كتاب الله وسُنة رسوله (ص) وتوثيق الإخوة الإسلامية بين المواطنين الماليزيين، بالإضافة إلى تحقيق العدالة الإسلامية وإعلاء راية الإسلام عقيدة وشريعة ونظاما والتعريف باللغة العربية. بالتالي فقد نمت حركة الدعوة الإسلامية في ماليزيا نمو سريعا وملحوظا ففي عام 1961 قام مجموعة من شباب الجماعات بإنشاء الاتحاد الوطني للطلاب المسلمين الماليزيين (PKPIM) وذلك ليكون” اتحادا رئيسيا يمثل جميع الجمعيات الطلابية الإسلامية في المعاهد والجامعات الماليزية، وحثهم على تحمل مسئولية الدعوة وإصلاح المجتمع”([27]). وقد تأثر الاتحاد الوطني للطلاب المسلمين الماليزيين في مرحلة تكوينه بأفكار حسن البنا وأبي الأعلى المودودي وسيد قطب، وغيرهم مما كان لهم دور في تنشيط الحركة الإسلامية في ذلك الحين ([28]).

وتجدر الإشارة إلى أنّ في أوّل خطوة من نوعها لقطر، بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدّة عام 2014، والذي أُعلِن فيه عن انفراجه في موضوع الخلاف القطري -الخليجي، وعلى أثره أعلنت بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر أنّ قطر أبلغت عددا من رموز الجماعة المقيمين فيها ضرورةَ مغادرة أراضيها خلال فترة محددة. وأوضح المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة في ذلك الحين، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين (سمير الوسيمي) أن السلطات القطرية طالبت 6 من قيادات الجماعة ومؤيديها بمغادرة أراضيها، خلال مدة زمنية حددتها بأقل من شهر، وأوضح الوسيمي، في تصريح له من الدوحة، أن القائمة شملت كلا من القيادي بحزب الحرية والعدالة عمرو دراج وزير التخطيط المصري السابق، وأمين عام جماعة الإخوان المسلمين محمود حسين، والقيادي بالجماعة جمال عبدالستار، والمتحدث باسم الحرية والعدالة حمزة زوبع، والقيادي بتحالف دعم الشرعية عصام تليمة، بالإضافة إلى الداعية وجدي غنيم.

وتوقع العديد من خبراء الحركات الإسلامية أن يتجه قيادات جماعة الإخوان المبعدين من قطر إلى دول أخرى، ماليزيا أو جنوب إفريقيا أو سنغافورة، كونها الدول الأكثر ضمّاً لرموز الجماعة منذ سقوطها بعد ثورة 30 يونيو. في الوقت نفسه كانت ماليزيا قد احتضنت عددا من مؤتمرات التنظيم الدولي للإخوان تحت رعاية الحزب الحاكم في العاصمة الماليزية (كوالالمبور)، بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وعبد الموجود الدرديري عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، ورضا فهمي القيادي بالحزب ([29]).

ثالثاً، نيجيريا

نشطت السلفية في نيجيريا، ومعها الإخوان المسلمون، منذ سبعينيات القرن المنصرم، وكانت الانطلاقة الحقيقية للجماعات الإسلامية بالتوافق بينها وبين بعض السياسيين، حين أُعلن خيار تطبيق الشريعة، فاستطاع حكام الولايات كسب تأييد الجماهير عبر هذه الجماعات، التي أصبحت تظنّ أنّ لها سلطة على الحكّام، وسرعان ما حدث الخلاف بينهما، فنتج عن ذلك  تيار اتّجه نحو التشدد أكثر فأكثر. إنّ تتبع مسار خروج التطرف الديني في نيجيريا من تفاعلات الإسلام التقليدي، والإسلام السياسي، وصولاً إلى التطرّف المتشدد، كان نتيجة لعدة عوامل أبرزها، التقليد الصوفي، وظروف التهميش السياسي، ومحفزات الثورة الإخوانية والخمينية، مع سوء إدارة الدولة، وصولاً إلى انشقاق الحركة الإرهابية المتطرفة، وظهور حركة بوكو حرام   الأكثر تطرفاً ([30]).

تعتبر (جماعة إزالة البدعة وإقامة الُسُنة) من الجماعات الإسلامية البارزة في نيجيريا، حيث أُنشئت الحركة عام 1978، وهي تتوّج أفكار (أبي بكر جومي وهو عالم دين إسلامي. كان زعيما للحركة السلفية في نيجيريا، وشغل منصب قاضي قضاة المنطقة الشمالية بنيجيريا في الفترة من سنة 1962 إلى أن أُلغي المنصب سنة 1967، وقام أثناء ذلك بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في المنطقة).

أمّا (محمد يوسف) مؤسّس بوكو حرام” فإنه أنضم في الثمانينيات إلى مجموعة الإخوان المسلمين، أو الحركة الإسلامية التي تعمل تحت جناح إبراهيم الزكزاكي، حيث تأثر محمد يوسف بأفكار سيد قطب وكتابه معالم في الطريق، واعتقاده بمبدأ الحاكمية، ويرجِّح أن جذور أفكار تكفير المجتمع استمدها يوسف من الاتجاه القطبي، ومن هنا كان تكفيره للدستور ووصفه لنظام الحكم الديمقراطي بأنه جاهل”([31]).

من الجماعات الإسلامية الأخرى في نيجيريا (جمعية الطلاب المسلمين) والتي تسير على نهج جماعة الإخوان المسلمين، وقد تأسّست جمعية الطلاب المسلمين في جنوب غرب نيجيريا، وتولّت الدعوة في المدارس الثانوية والجامعات، حيث رفعت شعار (الإسلام هو الحل) وساهمت في 1979 بمظاهرات في زاريا، أحرقوا فيها نسخة من دستور 1979، وقد كانت الحركة تعتمد على كتب جماعة الإخوان المسلمين ولها صلة بهم ([32]).

رابعاً: أفغانستان

شكّلت أفكار جماعة الإخوان المسلمين عقلَ التطرّف، التي انطلقت منها الجماعات المتشددة في منتصف ستينيات القرن الماضي في مصر، وهي الجماعات التي مثلت بدورها الحاضنة الأساسيّة التي خرجت منها تنظيمات القاعدة وداعش وغيرها. وعليه لم يكن من المستغرب أن تلتقي أفكار جماعة الإخوان بتوجهات الجماعات التكفيريّة العنيفة، فجميعهم استقى من المنبع السلفيّ إذ تمثل الدعوة لقيام الخلافة الإسلاميّة مرتكزا أساسيّاً من المرتكزات الفكريّة لجماعة الإخوان المسلمين وللحركات الجهاديّة. لقد تأثر أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بفكر سيد قطب، وذلك حين درس الثقافة الإسلاميّة في الجامعة على يد محمد قطب المُتشبع بفكر أخيه سيد قطب. وبهذا الصدد يقول (أيمن فايد) المسؤول الإعلاميّ السابق في تنظيم القاعدة “إنّ جماعة الإخوان المسلمين تمثّل مضخّة فكرية وبشرية لمختلف التنظيمات الجهاديّة في الفترة الماضية، ورغم اختلاف إخوانية المجاهدين عن إخوانية المسلمين في مصر، فإنّ جماعة الإخوان المسلمين هي الأم لكل التنظيمات”([33]). في السياق ذاته، كشف (أيمن فايد) أنّ تاريخ الإخوان مع القاعدة والمجاهدين الأفغان قديما، مؤكّداً أنّ (زينب الغزالي) القيادية بجماعة الإخوان المسلمين مكثت فترة طويلة في معسكرات ومقار ومنازل زوجات المجاهدين العرب بأفغانستان.  وفي عام 1987 زار مرشد الإخوان محمد حامد أبو النصر، ونائبه مصطفى مشهور، أسامة بن لادن في أفغانستان ([34]).

ونتيجةً لذلك بدأ الفكر الإخوانيّ في التغلغل في صفوف تنظيم القاعدة بأفغانستان حيث وصلت أفكار جماعة الإخوان المسلمين ومعتقداتهم إلى أفراد تنظيم القاعدة عن طريق الرجل الثاني في التنظيم (أيمن الظواهريّ) الذي حمل كل قواعد العنف، واستطاع أن ينقل هذا الفكر إلى الجهاديّين في أفغانستان؛ ليكون السبب في ممارسات العنف والاغتيالات والتفجيرات المنافية لكل قيم الدين ([35]).

إنّ الباحث في نشأة التنظيمات التكفيريّة المعاصرة يرى أنّ قسماً كبيراً من قادتها قد خرج من رحم جماعة الإخوان المسلمين، والقسم الآخر حمل أفكارها. ولهذا يقول علي عشماوي، آخر قادة التنظيم الخاصّ في جماعة الإخوان المسلمين:” إنّني أعدُّ جماعة الإخوان كانت أم التنظيمات الإسلاميّة في العالم العربيّ، لأنها أقدمها، وهي التي فرخت بقية التنظيمات بعد ذلك، وبداية الانحرافات جاءت من داخل الإخوان أنفسهم”([36]).

النتائج والمناقشة:

منذ سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أصبح قادة جماعة الإخوان المسلمين، وكثير من أعضائها ضيوفاً في بعض الدول مثل السودان التي كانت تعتبر محطة مؤقتة لقيادات وعناصر الإخوان تمهيدا للرحيل تجاه قطر وتركيا عقب فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث كانت السودان أبرز الملاذات الآمنة، أنّ أغلب الموجودين في السودان من شباب الجماعة غير البارزين أو المؤثرين وقيادات الصف الثالث وما دونه، حيث عكفت السلطات السودانية وعلى رأسهم الرئيس السابق (عمر حسن البشير) على تسهيل وجود الإخوان هناك، وإتاحة حرية الحركة لهم، ومع التحوّلات التي طرأت، والإبقاء على بعض عناصر الجماعة في السودان، أخذ الإخوان في ترتيب أوضاعهم للانتقال إلى دول أخرى مثل بعض الدول الخليجية وقسم من دول أوروبا. لكن تعتبر (قطر وتركيا) من أبرز الدول التي احتضنت قيادات الجماعة ووفرت لهم الماكينة الإعلامية.

من هذا المنطلق نعتبر أن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الحالي ليس فصيلاً مستقلاً، وإنما يرتبط بعلاقة عضوية مع النظام التركي. وعليه فإنّ رؤية الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان المسلمين، سيكون ضمن فلك شكل العلاقة بينها وبين تركيا. بيد أنّ في الآونة الأخيرة اتّخذت السلطات التركية، قرارات صارمة ضدّ القيادات الإخوانية، بإيقاف البرامج السياسية على المنصات والفضائيات التابعة لهم، والتي تبثّ من إسطنبول وإلزامهم بعدم انتقاد مصر، تمهيداً للتقارب مع مصر. وعقب هذا التضييق التركي على قيادات الإخوان، أصيبت الجماعة بحالة من الرعب والارتباك، خوفا من تخلي السلطات التركية عنهم في سبيل تحسين علاقتها مع مصر والدول الأخرى، قد تصل إلى ترحيل القيادات خارج تركيا.

الخلاصة:

يتّضح أنّ الجماعة لم تكن تخطّط من البداية لخروج هذا العدد الكبير من شبابها على وجه الخصوص، بما يشكل أزمة كبيرة لها، وتحمل أعباء توزيعهم على بعض الدول، خارج الإطار الإقليمي لمصر، مثل ماليزيا على سبيل المثال. لقد وجدت الجماعة نفسها أمام أزمة تمويل كبيرة في تحمل تكلفة إقامة وتنقلات وتهريب عناصرها من داخل مصر، ولذلك لجأت إلى محاولات فتح مشروعات وتأسيس شركات في الدول التي يتواجدون فيها، وهذا كان واضحاً في الحالتين السودانية والتركية. في السياق ذاته توجيه أغلب التمويل الذي تتلقاه الجماعة من حلفائها، وتحديداً قطر إلى معيشة قيادات الجماعة التي يتّهمها شباب الجماعة بالإقامة الرغدة في قطر وتركيا، إذ استعرضت تقارير صحفيّة أوضاع الهاربين إلى تركيا مثلا، حيث أنّها تنقسم إلى فئات، ويتربع على قمة هذه الفئات؛ القيادات وأبناؤهم، وهؤلاء يحصلون على منح للدراسة ويعملون في الإعلام الممول من الإخوان وقطر، ويتقاضَون رواتب كبيرة. بيد أنّ الأمر المهم في التطور الراهن هو حالة الذعر التي أصابت قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعناصرها، ليس فقط في تركيا ولكن حول العالم، ولا سيّما مع المخاوف التي عبر عنها بعضهم بشأن إمكانية قيام أنقرة بتسليم عناصر الإخوان المتورطين في أعمال عنف للقاهرة. وسرّ حالة الذعر هذه هو أن فقدان الجماعة ملاذها الأهم في تركيا، وهي مهمة ليست سهلة في الوقت الحالي.

إنّ المشكلة الكبيرة التي تواجه الجماعة في هذه المتغيرات ليست في القيادات التي تملك المال والعلاقات، بل في الشباب الذين اندفعوا خلف قياداتها، وهؤلاء اليوم يعانون أزمة كبرى في مواجهة الواقع الجديد، لأن أوضاعهم الاقتصادية في تركيا سيئة إلى حد غياب لقمة العيش والمأوى، وحتى افتقارهم إلى أوراق نظامية تمنحهم حرية التنقل والمغادرة.

Conclusion

Its seems that this group never put in consideration that such a huge number of its members would be leaving which represent huge burden especially with distribution of those members into different countries outside Egypt such as Malaysia .

This group found itself facing a great financial crisis to support its members and paying for their movements to smuggle them outside Egypt. That’s clearly seen in Turkey and Sudan in particular.

The major financial fund for this group comes from Qatar. But sadly, the leaders live decently and wealthily with their families and their siblings do study and scholarships and work for mass media that is funded by Qatar while other group members do struggle with their daily needs.

Recently, the critical point is that Turkey which is considered the only safe shelter for this group   is no longer willing to host this group and plan to hand over the most wanted members to Egyptian authorities especially those who were involved in terrorist activities.

One could argue, that the main problem is not facing this group  highly funded leaders  who have good financial and political support but do face ordinary members who follow their leaders . Those members lack financial stability, regular source of income and some of them do not have appropriate and legal residency status in Turkey which restrict their freedom of movement inside and outside Turkey.

المصادر والمراجع:

المصادر العربية:

الكتب:

  1. أبو النور، محمد محسن، إيران والإخوان توظيف الدين لمصلحة السياسة، الناشر، مركز المسبار للبحوث والدراسات، الإمارات، 2013
  2. أحمد، محمد عبد الكريم، بوكو حرام من الجماعة إلى الولاية: أزمة التطرف والفساد في أفريقيا، الناشر، دار العربي، القاهرة، 2017
  3. الأمين، محمد نوري، الحركة الإسلامية في ماليزيا، نشأتها، منهجها، تطورها، الناشر، دار البيارق، 2000
  4. البنا، حسن، مجموعة رسائل حسن البنا، الكتاب الخامس عشر، تحقيق، تركي إسماعيل وشعيب السيد وآخرون، مراجعة، عبد العزيز جمعة أمين وعبد المجيد حلمي وآخرون، الناشر، مركز البصائر للبحوث والدراسات، القاهرة، سنة الطبع، بلا
  5. البنا، حسن، مذكرات الدعوة والداعية، الناشر، مكتبة الكويت الوطنية، الكويت، 2012
  6. الخطيب، محمد ماهر عبد الكريم، حركة الإخوان المسلمين: عرض ونقد، الناشر، دار البيروني، الأردن، 2012
  7. الغنوشي، راشد، من تجربة الحركة الإسلامية في تونس، الناشر، المركز المغاربي للبحوث والترجمة، لندن، 2001
  8. القرضاوي، يوسف، ابن القرية والكتاب: ملامح سيرة ومسيرة، الجزء الثاني، الناشر، دار الشروق، القاهرة، 2002
  9. المخ، زهير، قطر: دراسة في السياسة الخارجية، الناشر، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قطر، 2019
  10. جونسون، إين، مسجد في ميونخ وبزوغ نجم الإخوان المسلمين في الغرب، ترجمة، أبو الليل، أحمد جمال، الناشر، مطبعة سطور الجديدة، القاهرة، 2015م
  11. دريفس روبرت، ولومارك ثيري، رهينة في قبضة الخميني، الناشر، دار نيو بنجامين فرانلكين هاوس، نيويورك، 1980م
  12. رصاص، محمد سيد، الإخوان المسلمون وإيران الخميني-الخامنئي، الناشر، دار جداول، لبنان، 2013
  13. شكري، نبيل، السلفية الجهادية في أفريقيا، الناشر، المكتب العربي للمعارف، القاهرة، 2015
  14. شماخ، عامر، الإخوان المسلمين من نحن؟ وماذا نريد؟ الناشر، دار الصحوة، القاهرة، 2011
  15. شماخ، عامر، الوقائع الإخوانية، الناشر، دار النشر والتوزيع، القاهرة 2012
  16. عبد العزيز، جمعة أمين، أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين: الإخوان والمجتمع المصريّ والدوليّ في الفترة من 1928-1938، الجزء الثالث، الناشر، الدار الإسلاميّة، القاهرة،2003
  17. عساف، محمود، مع الشهيد حسن البنا، الناشر، مكتبة عين شمس، القاهرة، 1993
  18. عشماوي، علي، التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، مذكرات علي عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص، الناشر، مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية، القاهرة، سنة الطبع، بلا

19.علي، عبد الرحيم، الإخوان المسلمون من حسن البنا إلى مهدي عاكف، الناشر، مركز المحروسة للنشر، القاهرة، 2007

20.عودة، جهاد، سقوط دولة الإخوان، الناشر، دار كنوز، القاهرة، 2014

  1. محسن، محمود، من قتل حسن البنا، الناشر، دار الشروق، القاهرة، 1987م

المجلات:

فاضل، صديق، الحركة الإسلامية الماليزية في التسعينات: رؤية وآفاق، مجلة الإنسان، العدد العاشر، باريس، 1993

المواقع الإلكترونية:

1.الإخوان المسلمون في ماليزيا: من التفاهم مع السلطة للتحول إلى المعارضة، 2014، https://www.islamist-movements,com

  1. الترابي، عمر البشير، بوكو حرام: التدخلات الدينية والإثنية والسياسية، مركز المسبار، 2020، https://www.almesbar.net
  2. التنظيم الدولي للإخوان: النشأة والتحولات والتمويل، بحث، www.islamist-movement.com
  3. الجغرافيا السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في أوربا، مقال، طارق دحروج، الأهرام العربي، 2016م، www.ahram.org.eg
  4. الحداد، حسام، مراكز التنظيم الدولي لجماعة الاخوان في أوروبا، بحث، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، 2020، www.europarabct.com
  5. المركز الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب والاستخبارات، 2016م، https://wp.me/p8HDPO-azl
  6. أوراق قطرية: كتاب فرنسي يفضح تمويل الدوحة للإخوان في أوروبا، www.skynewsarabia.com 2019
  7. تقرير، شهادات صادمة من مستشار بن لادن السابق عن علاقة بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين بتنظيم القاعدة، الناشر، موقع العربية نت، 2021م

المصادر الأجنبية:

  1. The Muslim Brotherhood and the west: Ahistory of Enmity and Engagement by martyn
  2. Giulio Menotti, Qatar: Awolfin Sheeps Clothing Bankrolling Islamism in Europe, https:// gatestoneinstitute.org, 2019

([1]) بعد سقوط حكم الإخوان في مصر استقبلت قطر أغلب قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أبرزهم (عمرو دراج) وزير التخطيط المصريّ السابق والقياديّ بحزب الحرية والعدالة، و(محمود حسين) أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، و(جمال عبد الستار) القياديّ بالجماعة، ومن ثَم انتقل هؤلاء إلى تركيا، كما استقبلت قطر أيضاً كلًّا من (عاصم عبد الماجد، وطارق الزمر)، وهما أبرز أعضاء الجماعة الإسلاميّة وتحديداً طارق الزمر أحد أهم العناصر الذي اشترك في عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة.

([2]) The Muslim Brotherhood and the west: Ahistory of Enmity and Engagement by martyn p35p36

) عساف، محمود، مع الشهيد حسن البنا، الناشر، مكتبة عين شمس، القاهرة، 1993، ص27[3] (

([4]) نفس المصدر السابق ص27ص28

([5]) للمزيد راجع، شماخ، عامر، الإخوان المسلمين من نحن؟ وماذا نريد؟ الناشر، دار الصحوة، القاهرة، 2011، ص3ص4

([6]) للمزيد راجع، عودة، جهاد، سقوط دولة الإخوان، الناشر، دار كنوز، القاهرة، 2014، ص9ص10

([7]) للمزيد راجع، علي، عبد الرحيم، الإخوان المسلمون من حسن البنا إلى مهدي عاكف، الناشر، مركز المحروسة للنشر، القاهرة، 2007، ص36ص37 ولاحقا

([8]) للمزيد راجع، محسن، محمود، من قتل حسن البنا، الناشر، دار الشروق، القاهرة، 1987م، ص16ص17

([9]) للمزيد راجع، دريفس روبرت، ولومارك ثيري، رهينة في قبضة الخميني، الناشر، دار نيو بنجامين فرانلكين هاوس، نيويورك، 1980م، ص129ص130

([10]) الجغرافيا السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في أوربا، مقال، طارق دحروج، الأهرام العربي، 2016م، www.ahram.org.eg

([11]) المركز الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب والاستخبارات، 2016م، https://wp.me/p8HDPO-azl

([12]) البنا، حسن، مجموعة رسائل حسن البنا، الكتاب الخامس عشر، تحقيق، تركي إسماعيل وشعيب السيد وآخرون، مراجعة، عبد العزيز جمعة أمين وعبد المجيد حلمي وآخرون، الناشر، مركز البصائر للبحوث والدراسات، القاهرة، سنة الطبع، بلا، ص368

([13]) عبد العزيز، جمعة أمين، أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين: الإخوان والمجتمع المصريّ والدوليّ في الفترة من 1928-1938، الجزء الثالث، الناشر، الدار الإسلاميّة، القاهرة،2003، ص254

([14]) التنظيم الدولي للإخوان: النشأة والتحولات والتمويل، بحث، www.islamist-movement.com

([15]) الحداد، حسام، مراكز التنظيم الدولي لجماعة الاخوان في أوروبا، بحث، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، 2020، www.europarabct.com

([16]) للمزيد راجع، جونسون، إين، مسجد في ميونخ وبزوغ نجم الإخوان المسلمين في الغرب، ترجمة، أبو الليل، أحمد جمال، الناشر، مطبعة سطور الجديدة، القاهرة، 2015م، ص333ص334 ولاحقا

([17]) القرضاوي، يوسف، ابن القرية والكتاب: ملامح سيرة ومسيرة، الجزء الثاني، الناشر، دار الشروق، القاهرة، 2002، ص543

([18]) المصدر نفسه السابق، ص368 ص369 ولاحقا

([19]) أوراق قطرية: كتاب فرنسي يفضح تمويل الدوحة للإخوان في أوروبا، www.skynewsarabia.com , 2019

([20]) Giulio Menotti ,Qatar: Awolfin Sheeps Clothing Bankrolling Islamism in Europe, https:// gatestoneinstitute.org, 2019

([21]) للمزيد راجع، البنا، حسن، مذكرات الدعوة والداعية، الناشر، مكتبة الكويت الوطنية، الكويت، 2012، ص108

([22]) للمزيد راجع، شماخ، عامر، الوقائع الإخوانية، الناشر، دار النشر والتوزيع، القاهرة، 2012، ص209

([23]) للمزيد راجع، أبو النور، محمد محسن، إيران والإخوان توظيف الدين لمصلحة السياسة، الناشر، مركز المسبار للبحوث والدراسات، الإمارات، 2013، ص93

([24]) الغنوشي، راشد، من تجربة الحركة الإسلامية في تونس، الناشر، المركز المغاربي للبحوث والترجمة، لندن، 2001، ص61

([25]) للمزيد راجع، رصاص، محمد سيد، الإخوان المسلمون وإيران الخميني-الخامنئي، الناشر، دار جداول، لبنان، 2013، ص95ص96 ولاحقا

([26]) أبو النور، محمد محسن، هل يمكن أن تكون إيران ملاذا آمنا للإخوان المسلمين، بحث، تقدير موقف، الناشر، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، 2015، ص3ص4

) فاضل، صديق، الحركة الإسلامية الماليزية في التسعينات: رؤية وآفاق، مجلة الإنسان، العدد العاشر، باريس، 1993،ص40[27](

([28]) للمزيد راجع، الأمين، محمد نوري، الحركة الإسلامية في ماليزيا، نشأتها، منهجها، تطورها، الناشر، دار البيارق، 2000، ص109ص110 ولاحقا

([29]) الإخوان المسلمون في ماليزيا: من التفاهم مع السلطة للتحول إلى المعارضة، 2014، https://www.islamist-movements,com

([30]) الترابي، عمر البشير، بوكو حرام: التدخلات الدينية والإثنية والسياسية، مركز المسبار، 2020، https://www.almesbar.net

) شكري، نبيل، السلفية الجهادية في أفريقيا، الناشر، المكتب العربي للمعارف، القاهرة، 2015، ص17[31](

([32]) للمزيد راجع، أحمد، محمد عبد الكريم، بوكو حرام من الجماعة إلى الولاية: أزمة التطرف والفساد في أفريقيا، الناشر، دار العربي، القاهرة، 2017، ص57ص58 ولاحقا

([33]) الخطيب، محمد ماهر عبد الكريم، حركة الإخوان المسلمين: عرض ونقد، الناشر، دار البيروني، الأردن، 2012، ص165

([34]) تقرير، شهادات صادمة من مستشار بن لادن السابق عن علاقة بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين بتنظيم القاعدة، الناشر، موقع العربية نت، 2021

([35]) المصدر نفسه السابق، ص167ص168 ولاحقا

([36]) عشماوي، علي، التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، مذكرات علي عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص، الناشر، مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية، القاهرة، سنة الطبع، بلا، ص86

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى