المرأة والميثولوجيا
ريما خليل
بداية لا أريد أن أُظهر المرأة بمظهر الكائن الذي لا حول له ولا قوة لها، وربما كثير من الباحثين سعى إلى جعل هذا المخلوق من خلال أبحاثه بأنه وُلِد أو بُعِث على وجه البسيطة بامتيازه وخاصيته الضعيفة. غير أنّ كل هذا يجانب الصواب والحقيقة من خلال بحث بسيط سنقوم فيه بالكشف عن حقيقة هذا المخلوق الذي يتّصف بالرِّقة والحنية على مدار العصور بداية من عصر الأمومة التي كانت فيه المرأة العقل المدبر للأسرة، والقائد بامتياز.
وربما أسند إليها هذا الدور في عصر كان يتوجب عليها رعاية الطفال وتربيتهم من خلال خوفها على صغارها وهذه الخاصية منحتها الطبيعة أو الآلهة، فنجدها ساهمت في بداية بزوغ الحضارة البشرية وعلى يدها تم اكتشاف الزراعة وطهو الطعام، ويكفي هذا المخلوق فخرا عبر العصور بأن جميع الالهة التي كانت تمتاز بالحب والحنية هي كلها من فئة الإناث من عشتار وآناهيتا.
من خلال هذا البحث المتواضع سأقوم بالكشف عن المراحل التي مرت بها حياة المرأة عبر العصور والحضارات البشرية.
في المجتمع الأمومي كما يقول الأستاذ فراس السواح -بالعودة إلى كتابه ” لغز عشتار “: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة – ينتسب الأولاد إلى أمهم وعشيرتهم لا إلى أبيهم الذي ينظر إليه نظرة الغريب.
حيث أنّ المرأة كانت ولا زالت هي المسؤولة الأولى عن حياة أطفالها.. ففي المجتمع الأمومي كانت المرأة هي أول من زرع وأنتج الغذاء، ونسج وصنع الأواني الفخارية والمفارش والأغطية بالإضافة إلى أنها كانت أول من اكتشف خصائص الأعشاب الطبية وشفاء الأمراض..
ولم يكن الرجل خانعاً لها بل على العكس تماماً فقد أعطته المرأة دوراً كبيراً في الدفاع، وصدّ العدوان وملاحقة الطرائد.
ومن هنا نستنتج أن المرأة تنشر روح العدل والمساواة والعاطفة بين أطفالها وجماعاتها فهي كرهت العنف الجسدي، وابتعدت عنه وألغته بشكل نهائي بين جماعات المجتمع الأمومي.
في حين المجتمع الأبوي الذكوري على العكس تماماً، إذْ يعتمد على التسلط والتملك والذي يفرض قوانين مصطنعة، ويعتمد أيضاً على العنف الذي مازلنا نعيشه حتى اليوم.
في المجتمع الأمومي كانت العلاقات الجنسية في بادئ الأمر حرة وليس لها أيّة روابط ثم مع مرور الوقت تمّ تنظيمها، وحُرِّمت إقامة أيّة علاقة بين الآباء والأبناء ومن ثم حُرِّمت بين الأخوة وقد سُميت هذه المرحلة بالهيتيرية (Heterisme) وفي هذه المرحلة حُظيت الأمهات بكمٍّ كبيرٍ من الاحترام والتقدير؛ لأنّهنّ وحدهنّ المعروفات، وهذا ما يسمّى بالجينيكوقراطية (Gynecocratie) حكم النساء، ومع مرور الزمن تابع هذا التنظيم طريقه إلى أن تم تشكيل عائلة ثنائية مؤلفة من أب وأم وأبنائهما، وفي هذه الأثناء أصبح الرجل يستلم السلطة رويداً رويداً، وانقلب الوضع ضدّ المرأة حتى باتت المرأة مستعبدة مُهانة من قبل الرجل، وهنا بدأت مقاومة النساء ضد الرجال، وضدّ الاستعباد، ومن أشهر تلك الأساطير أسطورة الأمازونيات.
الأمازونيات هي قبيلة من النساء المقاتلات المحاربات -اللواتي رفضن الاستعباد من قبل الرجال أو بالأصح الذكور- أتين من شواطئ البحر الأسود، وسكنّ عند تخوم بلاد الإغريق فأنشأن عدداً من المدن التي تحكمها ملكة، فإذا أردنَ إنجاب الأطفال ذهبن إلى مدن مجاورة وضاجعن رجالها، وعُدنَ أدراجهنّ، فإذا كان المولود ذكراً، قتلنه في المهد، وفي أساطير أخرى عُدن به إلى مكان والده. أمّا إذا كانت المولودة أنثى أبقين عليها وربينها وعلّمنها منذ الصغر الحرب وفنون القتال وكره الرّجال، وقد حاول أكثر من بطل أسطوري محاربتهنّ وإبادتهنّ والقضاء على ملكتهنّ ومن هؤلاء الأبطال الأسطوريين هرقل.
ولاتزال هناك إلى يومنا هذا قبائل أو شعوب تعتمد مبدأ الثقافة الأمومية، ومنها قبيلة (الموسو).
قبيلة الموسو هي مجموعة عرقية صغيرة تعيش على مقربة من حدود الصين مع التيبت مكونة من /56/ ألف شخص تكون فيها المرأة غالباً ربة المنزل وتورث للمرأة التي تليها بالإضافة إلى اتخاذ القرارات وإجراء الكثير من الأعمال.
من وجهة نظري أنّ الأنثى كاللبوة، وأظنّ هذا من وجهة نظر أغلب الذكور في مجتمعنا – أقول الذكور لأنه ليس كل ذكر برجلٍ – الذين يرفضون الاعتراف بهذه الحقيقة وهذا ما يؤكده قول أرسطو في كتاب السياسة (أغلب الشعوب العسكرية الميّالة إلى القتال هي شعوب منقادة إلى النّساء، ذلك أن المرأة رغم طبيعتها المسالمة تسلك سلوك اللبوة الكاسرة إذ يتعرض أشبالها للخطر).
وكانت (كرستيان ديروش نوبلكور) عالمة المصريات الفرنسية، ولدت في /17 / نوفمبر عام /1913/ وكانت أول امرأة التحقت بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، أطلقت مع ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري في الثامن من مارس عام /1960/ النداء العالمي لإنقاذ آثار النوبة من الغرق والضياع، وبالفعل تم إنقاذ ونقل أربعة عشر معبد مصري ببلاد النوبة من الضياع والاندثار والغرق.
تؤكد كرستيان ديروش بأن المرأة المصرية كانت تحيا حياة سعيدة في بلد يبدو أن المساواة بين الجنسين فيه أمر طبيعي، وتؤكد أنّ الإنسان المصري يعتبر أن المساواة أمر فُطِر عليه.
كذلك وضعت الحضارة الفرعونية أوّل التشريعات والقوانين الناظمة لدور المرأة، وأول تلك التشريعات وأهمها الزواج أو الرباط المقدّس من حيث الحقوق والواجبات القائمة على الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة باعتبارها ربة البيت والمتحكمة الأولى فيه بالإضافة لحقها الكامل والمتساوي مع الرجل في الميراث، وكان لها ثلث مال زوجها في حال قيامه بتطليقها دون سبب، على عكس ما يحدث حالياً في مجتمعاتنا التي لا تعترف بأي حق من حقوق المرأة في حال طلاقها، أو إذا طلبت المرأة الطلاق من زوجها فإن الزوج يستعمل كل الأساليب حتى تتنازل المرأة عن حقوقها، وفي بعض الأحيان تتنازل عن أولادها فقط لتتحرر من ظلم زوجها.. طبعاً أتكلم بالأغلبية وليس العمومية.
كان المصري القديم دائم الحرص على أن تدفن زوجته معه باعتبارها شريكته في الحياة الدنيا وبعد البعث أيضاً.
في مصر القديمة ظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور ومنها آلهة الحكمة كانت في صورة امرأة، والآلهة إيزيس كانت رمزاً للوفاء والإخلاص وجعل المصريون القدماء للعدل آلهة، وهي ماعت، وللحب آلهة وهي حتمور وللقوة سخمت…
استطاعت المرأة المصرية الدخول في العديد من ميادين العمل المختلفة وشاركت في الحياة العامة، وكان لها حضورها في مجالس الحكم ووصل التقدير العلمي لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد، فقد تولين الملك في عهود قديمة مثل “حتب” أم الملك خوفو و”خنت” ابنة فرعون ووتي زوجة أخناتون وكليوباترا. وعلمت المرأة بالقضاء مثل نبت، حماة الملك تيتي الأول من الأسرة السادسة، وأيضاً عملت المرأة بمجال الطب مثل “بسشيت” والتي حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة.
وتقول البروفيسور جانيت جونسون من جامعة شيكاغو: (إنّ عقود الزواج في مصر القديمة كانت تنصب في مصلحة المرأة وتضمن لها حقوقها حال وقوع الزواج إثر ضغوط من عائلتها أو أي ظروف أخرى) كانت المرأة هي التي تبدأ بخطبة الرجل وعرض الزواج عليه على عكس ما نحن عليه الآن، ورغم كل التقدّم السائد في مجتمعاتنا، لكن يبقى هذا الموضوع يمس بحياء الأنثى حسب معتقد الذكور.
حملت المرأة المصرية القديمة ألقاباً كثيرة منها: طاهرة اليدين، سيدة الحب، سيدة الجمال، عظيمة البهجة …وتظهر المرأة المصرية أيضاً في ظاهرة فيضان النيل حيث كان المصريون القدماء يؤمنون بأنّ مياه النيل تزداد عندما تتذكّر الإلهة إيزيس وفاة زوجها “أوزيريس ” وتجلس عند شط النهر، وتبكي، فدموعها كانت تنزل إلى النهر، وتزداد المياه فيأتي فيضان النيل.
أمّا في الفن المصري القديم فكانت مكانة المرأة مساوية تقريباً لمكانة الرجل، وهذا ما يدلّ على احترام المصريين الكبير للنساء، حيث كان الزوج في قمّة سعادته حين يتمُّ تصويره ضمن مجموعة عائليّة مع زوجته أو زوجاته وأبنائه أو حتى بناته، فقط على سبيل المثال: زوجة القائد نخت مين التي عاشت في نهاية عصر الأسرة الثامنة عشرة. وظهر التمثال الأسري الذي جمع بين سناي زوجة حاكم طيبة سننفر والتي ظهرت مع زوجها وابنتها.
حظيت النساء المصريات في المجتمع المصري القديم بكامل حقوقهنّ التي لم تحصل عليها النساء في زمننا هذا -للأسف لازال هناك الكثير من العائلات التي ترفض تعليم بناتهنّ بحجّة العمل أو الزواج – فكان للمرأة في مصر القديمة الحق في التعليم ابتداء من سن الرابعة، وكانت المدارس التي تتلقّى فيها العلم ذات نظامٍ صارم، كانوا يتعلمون مبادئ الحساب والرياضيات والعلوم وأيضاً يتعلمون أصول اللغة الهيروغليفية واللغة الهيراطيقية وذلك للاستعمال اليومي.
في المجتمع المصري القديم يعدّ الدم الملكي عاملاً للشرعية الإلهية، فهناك نساء استطعن أن يصلن إلى أعلى المناصب، وهو منصب الفرعون، فالدم الملكي هو المعيار المميز لامتلاك السلطة، كما في حال نفرتيتي زوجة أخناتون، حيث فضّل المصريّون أن تحكمهم امرأة ذات دم ملكي على أن يحكمهم رجل دمه ليس ملكي، والجدير بالذكر أنّ أقدم معاهدة سلام في التاريخ كانت علي يد امرأة، حيث شاركت والدة الملك رمسيس الثاني “تويا” والأميرة “نفرتيتي ” في معاهدة السلام التي أبرمها الملك مع الحثيين في (1258 ق.م).
بعد كل هذه المساواة العظيمة بين المرأة والرجل في المجتمع المصري القديم يبدو من الواضح أنّ المصريين القدامى شعب لا يشبه أيّ شعب لا في الزمن القديم ولا في الزمن الحديث، شعب أعطى المرأة كامل حقوقها وقدّسها وعظّمها وبجّلها، شعب جعل المرأة تشارك في كافة مجالات الحياة، لم يعتبرها أنثى ضعيفة لا حول لها ولا قوّة بل على العكس تماماً، فهي لعبت دور الرجل، ودور المرأة من دون حاجتها للرجل، وهذا ما أكّده المؤرخ اليوناني الشهير (هيرودوت) والذي عُرِف بأبي التاريخ؛ لكتابه الذي ألّفه عن تاريخ البلاد، حيث ذكر المؤرّخ هيرودوت بعد زيارته مصر في القرن الخامس قبل الميلاد: “إنّ المصريين في عاداتهم وطريقة حياتهم يبدون وكأنّهم يخالفون ما دُرجَ عليه البشر ،فنساؤهم على سبيل المثال يذهبن للأسواق ويمارسن التّجارة، بينما الرّجال يقرّون في البيوت، يغزلون، وعلى أي حال فمناظر المقابر تشير إلى دور المرأة في أعمال التجارة، والحصاد، ودرس القمح، وكلّها أعمال شاقّة قامت بها المرأة مثل الرجل تماماً، كذلك عملت المرأة بجانب الرجل في أعمال المطبخ مثل طحن القمح وصنع الطعام والإشراف على المآدب التي كان يحضرها الرجال والنساء مختلطون”
الحديث عن المرأة المصرية، وما عاشته من مساواة مع الرجل في المجتمع المصري القديم لا ينته ولكن اكتفيت بالشيء الأهم والوافر الذي حاولت من خلاله الإثبات لكلّ شخص يعتقد أنّ المرأة لا يتجاوز تفكيرُها البيت والمطبخ والأولاد بأنه على خطأ وأنّ المرأة هي إنسان لا يقل أهمية عن الرجل بل في كثير من المراحل الزمنية تغلّبت عليه واستلمت أعلى المناصب كما تحدّثنا سابقاً.
من الحضارة المصرية القديمة لننتقل إلى حضارة المايا ولكن للأسف بالعودة إلى المراجع التي تتعلق بحضارة المايا لم أتمكن الإلمام بالكثير من المعلومات عن المرأة، فإلى هذه اللحظة تتمّم عملية البحث والتنقيب عن آثارهم.
المايا هي حضارة سكنت في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حالياً بغواتيمالا، بليز، هندوراس، السلفادور، وفي نطاق خمسة ولايات جنوبية في المكسيك مثل: كامبيتشي، تشياباس، كينتانار، تاباسكو ويوكاتان.
تأسست خلال فترة ما قبل الكلاسيكية (حوالي 2000 ق.م إلى 250 م) وفقا للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وكان للمايا حضارة يقدر تاريخها بحوالي /3000/ سنة، ووصل العديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية (بين 250 م حتى 900 م) واستمرت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الإسبان. على الرغم من أن شعوب المايا كانت من أعرق الحضارات التي كانت على مرّ الزمان، إلّا أنّ العلاقة بين الرجل والمرأة كانت غريبة جدّاً؛ حتى كانت هناك غرابة في مواضيع الزواج؛ حيث كان هناك سماسرة للزواج، وكان الزوج يدفع ثمن الزوجة الذي هو عبارة عن قوس وبضعة نبال، وهناك اتفاق يعقد بين الطرفين هو أن يعمل الزوج عند حميه لفترة معينة قد تطول إلى سنوات، وإذا لم تنجب الزوجة أطفالاً فيحق للزوج أن يبيع زوجته إلى رجل آخر في حال لم يتمكن والدها من رد الثمن الذي قبضه، وكان هناك قانون آخر يمنع الزوج من الزواج مرة أخرى إلا زعيم القبيلة الذي كان يتخذ مُحظية له، ومن هنا يتبين لنا أن المرأة كانت بمثابة سلعة، يتمّ بيعها وشراؤها، فلا مكانة للمرأة بالنسبة لحضارة المايا.
وهناك مؤرخون يقولون إنّ قبيلة المايا كانت تسلّم الرجل الذي يعتدي على شرف أحد الرجال المتزوجين مِن الذي اعتدى على شرفه، ويحقّ لهذا الأخير أن يقتله بسحق رأسه بصخرة كبيرة. أمّا بالنسبة للذي يعتدي على شرف امرأة عذراء، أو يغتصب امرأة فتارة يكون عقابه الموت بأفظع الوسائل، وكانت هذه القوانين مطبقة على كافة أبناء القبيلة، ومن ضمنهم زعيم القبيلة بذاته.
كان لدى قبيلة المايا آلهة اسمها (اكسشيل) وهي آلهة الولادة، حيث كان المجتمع يراعي ظروف المرأة التي تتمخض بشكل كبير، ويتم وضع اكسشيل في سريرها وذلك لتسهيل عملية المخاض على الأم، وكان الكاهن بذاته يقوم بقطع سرّته بمدية في نفس اليوم الذي يولد.
وكان الكاهن يأخذ من هذا الدمّ، فيغمس فيه عرنوس ذرة تزرع حباته في الأرض، فإذا ما استمرت في النمو حتى يشتد ساعد الطفل ويصبح قادراً على الزراعة، وهذا يدلّ على أنه سيعيش حياة طويلة ومريحة.
لنتحدث الآن بشكل مبسط عن المرأة الهندوسية..
هناك وجهات نظر مختلفة حول المرأة فتارة تكون بمثابة الآلهة، وتارة تكون بمثابة الابنة المطيعة التي لاحول لها ولا قوة.
في كتاب الريجفدا وهو أحد الكتب الهندوسية المقدسة في ترنيمة ” ديفي سوكتا ” المرأة أو الروح المؤنثة هي جوهر الكون على خلاف ما جاء في كتاب “مانوسمريتي “الذي اعتبر المرأة زوجة مطيعة لزوجها، وتختبئ وراء حماية والدها.. هذا في حال إذا كانت متزوجة.. واعتبارها أرملة ابنها.. وفي نفس الكتاب في أقسام أخرى اعتبر المرأة أنثى يجب أن تكرم وتتزين.. ومع كل هذا فقد شكك العلماء في مصداقية تلك النصوص مع مرور الوقت.
ومما جاء أيضا في كتاب مانوسمرتي، إنّ الهندوس يحفزون على الزواج المبكر، ويعتبرون عدم الزواج عارٌ، والزواج يربط المرأة بزوجها رباطاً أبديّاً، وإذا مات الزوج قبل الزوجة فيجب أن تحرق الأرملة مع جثمان زوجها، فمن الخير لها ألّا تبقى بعده.
وأيضا من المسموح أن يتزوّج رجل من الطبقة العالية فتاة من الطبقة الأدنى لكن العكس غير مقبول حيث ان الطبقات العالية يحلو لها أن تفعل ما تشاء.
البوذية وهي ديانة دارمية وتعتبر من الديانات الرئيسية في العالم وهي رابع أكبر ديانة بعد المسيحية والإسلام والهندوسية، مؤسسها غوتامابوذا الذي كان من تعاليمه أن تكون الزوجة مطيعة لزوجها وفي نفس الوقت ينبغي على الأزواج احترام زوجاتهم، وكان يسمح أيضا انضمام المرأة الى المجتمع الرهباني كعضو كامل العضوية ولكن ضمن شروط قد وضعها.
مكانة المرأة في الديانة اليهودية لم تكن بحال أفضل فعندما نرجع الى أسفار الكتاب المقدس نرى ان التوراة – العهد القديم قد جعلها تابعة للرجل وخادمة له.
“مبارك أنت يا رب لأنّك لم تخلقني وثناً ولا امرأة ولا جاهلاً” هذا ما يقوله الذكور اليهود في صلواتهم، أمّا المرأة تقول بانكسار: “مبارك أنت يارب الذي خلقتني بحسب مشيئتك”
أظنّ اتضحت مكانة المرأة اليهودية من خلال هاتين الجملتين.
الديانة اليهودية احتقرت الجسد الأنثوي، وانزلت من قيمة المرأة بشكل عام، فمن وجهة نظر هذه الديانة أنّ حواء هي التي أغوت آدم، وأخرجته من الجنة، لذلك عاقبها الله بآلام الحمل والولادة والرضاعة والطمث وغيرها. وتعتبر المرأة اليهودية من النجاسات وبخاصة في فترات الحيض والنفاس، فمن المحرم أن تنام بجوار زوجها في تلك الأثناء، ويجوز للأب أن يبيع ابنته إذا كان بحاجة للمال، ويجب حلاقة شعر المرأة بعد زواجها بالكامل، وترتدي غطاءً أسود كبديل عن شعرها الأصلي، وإن لم تفعل حينها يحق للزوج أن يطلق زوجته.. وبالنسبة لحقوقها في الميراث فليس لها أي حق، وشهادة مئة امرأة تعادل شهادة رجل واحد، وغيرها من المعتقدات والأفكار الظالمة.
وفي شريعة اليهود القديمة إذا تزوج شخص بامرأة ثم مات قبل أن ينجب منها فالشريعة تقول إنّ أخوه يتزوجها، وينجب منها طفلاً، وينسب الى أخيه الذي مات؛ لكيلا ينقطع النسل حيث أنه سُؤِل السيد المسيح: رجل تزوج ومات قبل أن ينجب فأخوه تزوج امرأته ومات قبل أن ينجب أيضاً، وأخوه الثالث تزوّجها ومات قبل أن ينجب وكانوا سبعة أخوات وماتوا، ففي السماء لمن تكون؟ وفي هذا تصوروا أنهم حاصروه بهذا السؤال، فردّ السيد المسيح قائلا: – إنكم لا تفهمون، ليس هناك زواج في السماء، ففي السماء لا يزوّجون ولا يتزوجون، بل يعيشون كملائكة الله.
وعندما خلق الله “حواء” في الرواية التوراتية اليهودية، والمأخوذة عن الأساطير السومرية والبابلية، والتي نقلتها عن اليهودية الديانتين المسيحية والإسلامية نجد أنّه خلقها من “ضلع” آدم، وهذه تبعية للرجل.
ويقول البعض في معرض دفاعهم عن معنى هذه “الحكمة الربّانيّة” في خلقها من ضلعه بأن الله لم يخلقها من رأسه لكيلا تكون متفوقة عليه، و لم يخلقها من قدمه لكيلا يدوسها بحذائه إذ ليس الرجل من دون المرأة، و ليست المرأة من دون الرجل، و بناءً عليه فهما يتساويان في الحقوق و في الواجبات، لذا يتزوج الرجل في المسيحية من امرأة واحدة فقط، و كرامة المرأة في المسيحية معروفة، و مثال ذلك العذراء مريم التي إن نظرنا إلى كرامتها و قيمتها و عظمتها، نجد أنّها قد أخذت كلّ الكرامة و القّدسيّة و الاحترام، و أيضاً في الكتاب المقدس كان هناك “نبيات” مثل (ديبورة النبية)، و (مريم النبية) أخت هارون، و أيضاً هناك خادمة مثل (فيبي).
فالمسيحية تنظر إلى المرأة نظرة احترام وتقدير ومساواة مع الرجل، والزواج سرّ مقدس يربط الاثنين معاً.
حضارة بلاد الرافدين أعطت المرأة قيمة وأهمية كبيرة، مما يدل على وعي المجتمع بدور المرأة، وكان للمرأة وزن كبير في الحياة الاقتصادية والسياسية.
إنّ اقدم الشرائع وأولها هي شريعة أورنمو التي سبقت قانون حمورابي بثلاثة قرون ووضعها مؤسس آخر دولة سومرية، وموادها 31 مادة لم يصلنا إلا القليل منها حيث كان الجزء الأكبر من الألواح التي كان مكتوب عليها متآكل وممسوح، ومن بنود هذه الشريعة التي تخص المرأة:
المادة 5 تتعلق بحالة الاغتصاب: “إذا أزال رجل بكارة أمة رجل آخر بالإكراه، عليه أن يدفع كغرامة خمسة شيقلات من الفضة”
المادة 7:”إذا مات رجل، فبعد موته تنتقل نصف أملاكه إلى زوجته، والنصف الآخر إلى أولاده”
قانون آشنونا أو قانون بلالاما عام (1930) ق.م، وهو متقدم على قانون حمورابي بنصف قرن، وفيها واحد وستين مادّة.
المادة 60 تضمن حماية الزوجة المطلقة وأطفالها الى درجة أن البيت يصبح ملكها إذا تزوج مطلقها، فالرجل هو من يفقد حقه بالبيت.
قانون لبث عشتار، وينسب إلى الملك لبث عشتار (1934-1924) وهو خامس ملوك سلالة إيسن، والقانون كان باللغة السومرية.
فمن مواده تم الإشارة الى أنّه من حق الفتاة أن تبدي رأيها في الزواج رفضاً، أو قبولاً، ولم تكن موافقة الأب هي الضرورية، بل يشترط موافقة والدتها.
شريعة حمورابي: هي آخر ما وصلنا إليه، وهي فخر للحضارة البابلية والآشورية، وسجلها الملك حمورابي؛ سادس ملوك بابل على مسلّة كبيرة أسطوانية، وتحوي 282 مادة، والعديد من الملاحق.
تحدثت الدكتورة؛ ماري سركو عن مكانة المرأة في قانون حمورابي، واستمرار بعض العادات حتى يومنا هذا.
حيث أنّ نظام العائلة في ذلك الوقت كان أبويّاً، والرجل سيّد الأسرة، بيده حقّ عقد الزواج أو إلغائه، وله حق الزواج بأكثر من امرأة، ويرجع نسب الأولاد إليه، ويكون للأولاد الذكور الغلبة في حقوق الإرث، أما الطرف الآخر في عملية الزواج (المرأة) فلم يكن بيدها الخيار في الزواج أو فسخه، ولم يكن لها حق السيادة على شيء حتى على نفسها. فالسيادة تنتقل من أبيها أو أخيها قبل الزواج الى الزوج بعده، وليس لها نصيب من الإرث إلا مهرها، ومع هذا لم تكن حقوقها معدومة كلّيّاً، حيث سمح لبعضهن اللواتي ينحدرن من الطبقات العليا بممارسة التجارة، وعقد اتفاقيات البيع والشراء وكشاهدة في بعض العقود الخاصة وخاصة عندما يكون أحد طرفي العقد امرأة.
وقد عرف عن بعضهن أنّهنّ تقلّدنَ بعض المناصب العامة كحاكمة وكاتبة.
ألقى الدكتور خزعل الماجدي؛ الأستاذ الجامعي العراقي والشاعر والكاتب المسرحي والباحث في علم تاريخ الأديان والحضارات القديمة محاضرة تحت عنوان “نساء عظيمات من وادي الرافدين. الأنوثة العراقية في سطوع مجدها” تناول خلالها نماذج عن نساء صنعن جزءاً هاماً من تاريخ حضارات وادي الرافدين ومنها الملكة سمير أميس.
الملكة سمير أميس هي ملكة آشورية، وتعرف كذلك بالأسماء سميرا ميده وسميرا ميدا.. وا ميديا أو أوميت؛ سيدة الجنائن المعلقة، وهي زوجة نبوخذ نصر الثاني، التي أتت بفكرة الجنائن المعلّقة، لأنّها من ميديا، وكانت تشتاق إلى بلادها ذات الجبال الخضراء، وقد زرعت الأشجار والأزهار فوق أقواس حجرية ارتفاعها 23 م فوق سطوح الأراضي المجاورة للقصر، وكانت تسقى من مياه نهر الفرات بواسطة نظام ميكانيكي معقد، وبذلك تكون الحدائق ليست معلقة فعلياً.
لكن المفاجأة التي كشفها الدكتور الماجدي حول الجنائن المعلقة هي أنّ هذه الجنائن التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع لم تكن في بابل، وقال إنّ باحثة تدعى ستيفاني دالي كشفت أن هذه الجنائن تقع في مجمع قصر سنحاريب قرب نينوى.
ومن جهة أخرى ظهر الحجاب في العصر الآشوري لتمييز المرأة الحرة المتزوجة التي يجب أن تضع غطاء الرأس والمرأة التابعة وغير المتزوجة التي يجب أن تكشف رأسها.
لم يكن يحمل الحجاب دلالات دينية كما في الديانات التوحيدية اللاحقة، ولم يميّز هذا القانون
بين المرأة الحرة، والأمّة وحسب، وإنّما بين المتزوجة وغير المتزوجة.
لنتطرق بشكل سريع إلى مكانة المرأة الإغريقية.
قال الفيلسوف الإغريقي سقراط: إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة في العالم، إنّ المرأة تشبه شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميل، لكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً.
ومن هنا يتبين لنا أنّ المرأة الإغريقية كانت مسلوبة الإرادة والحقوق والواجبات، فما كان يسمح لها بمغادرة البيت، بل كانت تقوم بكلّ الأعمال داخل البيت من طبخ وغسيل وتربية أولاد بانتظار وصول الرجل؛ صاحب القوة والكلمة – من وجهة نظري حالنا، أو حال أغلب النساء حالياً – حتى أنّها كانت محرومة من الثقافة العامة، ومن الوجهة القانونية فقد كانت محرومة من الإرث وكافة حقوقها، فلا يجوز لها أن تحصل على الطلاق، بل تظلّ خادمة مطيعة لسيدها.
لم يكن يسمح للمرأة الإغريقية بممارسة الرياضة، ولايسمح لها بمشاهدة الرجال في المسابقات في الألعاب الأولمبية، وعقاب من خالف هذه العادة هو الموت.
(فيرنس تحدت الموت حيث انها كانت تحب ولدها (بيسيروروس) حبّاً كبيراً حيث أنّها تنكرت في زي الرجال للدخول إلى قاعة المنافسة بالملاكمة، وعندما فاز ابنها لم تستطع أن تكتم صيحة الفرح، وعندما اكتشفوا حقيقة أمرها حملوها إلى حافة الهاوية لقذفها طبقاً للعادات، لكن العقلاء تداركوا الأمر بعد أن تبين أنّها ابنة بطل وزوجة بطل وأم بطل أولمبي، ومن تلك اللحظة نظّم مهرجان خاص للألعاب الأولمبية للنساء اسمه هيرتا.
لم يكن رجال الإغريق يقابلون نساء أصدقائهم أبداً، وإذا قابلوا امرأة في حفلة ما، فهي حتماً امرأة تحترف مهنة الترفيه، وتسمى hetaera، فلم يكنّ مجرد مومسات، بل يجدن الرقص والغناء، ولم يكنّ محترمات بدا على عكس السيدة الإغريقية المحترمة من عائلة كريمة التي لم يكن لها نشاط خارج البيت.
بالنسبة لأطفال الإغريق كانت تربيهم أمهاتهم، أمّا بالنسبة للصبية فقد كانوا يذهبون إلى المدرسة إذا أرادوا، أما البنات فمن الممنوع الذهاب إلى المدرسة.
لنعد قليلا إلى سقراط، يا ترى كيف أصبح فيلسوفا؟!
زانتيب زوجة سقراط وهي أشهر زوجة في التاريخ القديم من حيث النكد.. أشهر زوجة نكدية.. نكدها هو الذي جعل سقراط فيلسوفاً.
يقول أفلاطون – كما نقل الأستاذ سمير عطا الله- إنّ تلامذة سقراط كانوا يذهبون إليه كلّ يوم في سجنه. وقبل يوم إصدار الحكم “ذلك اليوم ذهبنا مبكرين، دخلنا، وإذ بزوجته زانتيب وابنهما الصغير، وقد كانت تبكي وتردد ذلك النوع من الكلام الذي هو عادة النساء: آه يا سقراط، هذه آخر مرة تتحدث إلى أصدقائك، ويتحدّثون إليك! تطلّع سقراط إلى كريتو، وقال: يا كريتو، ليُعدها أحدكم الى المنزل، فقام بعض رجال كريتو بشدها بعيداً، وهي تنتحب وتدق صدرها.
من خلال الدراسات والحوارات التي نقلها تلاميذه، منهم أفلاطون بأنّها كانت سليطة اللسان، تعانده وتجادله كثيراً أمام الناس، وتلومه على وضعهم المادي السيء، وكان سقراط لا يأبه بتصرفات زوجته وغضبها، ويقابلها بالتبسم والهدوء، فقد كان لها منها ثلاثة أبناء تقوم على تربيتهم، ورعاية بيتها، ولم تكن تفكر إلا في عيشها هي وأطفالها، وتجهل القيمة الفكرية والقدرات الأدبية التي يتمتع بها زوجها سقراط.
إذاً فلولا نكد كزانتيب لما أصبح سقراط فيلسوفا.
لقد كانت المرأة في بلاد فارس كما أكّدت ماري بويس – باحثة بريطانية في اللغات الإيرانية متخصصة في الزرادشتية – كانت المرأة تتمتع بالاحترام، والمكانة العالية لقادة زرادشت في العصر الحديث، لاسيما في إيران التي سيطر عليها الإسلام، مؤشّر الفجوة لتحقيق المساواة بين الجنسين في دينهم امر بالغ الأهمية، كما أنّه يتناقض مع الثقافة الإسلامية بعض الشيء.
وأمّا في العصر الحديث فإنّ وضع المرأة في كل بلد تابع لسياسة هذا البلد أكثر من تبعيته لدين أهل هذا البلد بفارق كبير.
ففي البلدان الديمقراطية الغربية نجد أنّ المرأة لها الحرية الكاملة فهي متساويةٌ تماماً مع الرجل في كافة مجالات الحياة بالإضافة الى أنّها تحصل على الدعم والحماية الاجتماعية من المجتمع، وفي الثامنة عشرة يحق للأنثى الانفصال عن أهلها، تماما مثل الشاب، ويحق للمرأة العمل لإعالة نفسها وعائلتها، وتحصل على كل المؤهلات من دراسة وتطوير للوصول إلى نفس مستويات الإبداع عند الرجل.
لكن لا زالت هناك إحصائيات مثيرة عن العنف ضد المرأة في الغرب، ففي فرنسا وحدها تموت أكثر من 3 نساء شهرياً نتيجة لهذا العنف.
أما في البلدان العربية فبالرغم من أن هناك الكثير من البلدان التي تتظاهر بأنّها علمانية، أو أنّها مدافعة عن حقوق المرأة، فهذا لا يعني أنّها تطبق هذا الشيء أبداً.. للأسف لا زال وضع المرأة مماثلاً لوضعها خلال العصور السابقة، حيث أنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ معدّلات العنف ضد المرأة في البلدان مثل التشريع الإسلامي، مثل السعودية، لا تقل عن مستوياتها.
سأكتفي بهذا القدر من الحديث عن مكانة المرأة ودورها في العصور التاريخية، فالحديث عنها وعن النجاحات التي حققتها تارة، وعن القمع الذي كانت تتعرض له تارة أخرى لا ينتهي.
في النهاية يمكنني القول: أليست من أنجبتنا لهذه الحياة هي امرأة؟! أليست من ربتنا، وزرعت فينا القيم والأخلاق هي امرأة؟!
عندما كان توماس أديسون – مخترع المصباح – صغيراً قيل إنّه لم يستكمل تعليمه الحكومي لأنّه خلال دراسته أرسله معلمه الى أمه وبيده خطابٌ يقول فيه: من الأفضل لابنك أن يمكث في البيت لأنه غبي، فقالت أمّه حينها: ابني ليس غبياً بل أنتم الأغبياء، وقالت: إذا أنكر كلّ الناس ذكاءك يا صغيري، فيكفيك أنّني أؤمن بك، أنت طفلي الذكي، دعهم وما يقولون، واسمع ما أقول: أنت أذكى طفل في العالم!
من الإيمان والتشجيع جعلت أديسون مخترعاً عظيماً، فقد كان التشجيع من أمه؛ تلك الأنثى الجبارة.
فإذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فمن يقف وراء المرأة العظيمة؟!
وراء كل امرأة عظيمة هي نفسها، أو (لا أحد) وإذا كان ولابد أن يقف رجل وراءها فهو حتماً والدها (أتكلم بالأغلبية وليس بالعمومية)
أيها الذكر – فليس كلّ ذكر برجل -أليست التي أنجبتك وعلمتك وجعلت منك إنساناً عظيماً هي أمّك.. (امرأة)؟!
أليست التي كانت بجانبك في نجاحاتك، وفي ضعفك قبل قوتك، وتحمّلك مزاجك الذي يتغير في الأسبوع على الأقل عشر مرات هي زوجتك.. (امرأة)؟!
أقول للذكور النرجسيين الذين يعتقدون أنّهم المجتمع، وبأنّ المرأة لا تستطيع فعل شيء، أو بأنّها كائن فاشل: يكفيك غروراً وغباء.. وإن كنت تعتقد أنّ النساء بنصف عقل. أو بأنّ الأنثى فاشلة وغبية. لا أبداً.. إنّها تتظاهر بالغباء أمامك؛ لكيلا تفقدك رجولتك أمام نفسك.
ومن ناحية أخرى هناك الكثير من الرجال الذين وقفوا وراء زوجاتهم.. بناتهم.. أخواتهم.. وكانوا
سنداً لهم..
فأنا أقدّر، وأشكر كلّ رجل آمن بنا وبقدراتنا.
وكل رجل لم يهمّش أنثاه.
وكلّ رجل شجع أنثاه في اللحظات المستحيلة، وساعدها، وكان صديقاً لها في تحقيق كلّ أحلامها