افتتاحية العدد 6: كفى
يعتبر وصول كل من حزب العدالة والتنمية إلى دفة السلطة في الانتخابات التي تم إجرائها في الثاني والعشرون من تموز من هذا العام، وكذلك انتخاب عبدالله كول رئيساً للجمهورية، والتداولات الاخيرة على مسودة الدستور بالإضافة الى الجهود الحثيثة الرامية الى تكوين التكتلات الفاشية، هي علامات تدل وتشير إلى مخطط مرسوم على وشك التطبيق. كما ان اللوحة السياسية تثبت الحقيقة نفسها على ضوء الظروف الحالية، وان حقيقة المخطط المرسوم يهدف الى تصفية وإمحاء الحركة الكردية والشعب الكردي بشخص قائده السيد عبد الله أوجلان. وقد أشار القائد عبد الله اوج آلان بنفسه إلى مضمون المخطط هذا من معتقله في ايمرالي. وشاركه الرأي أطراف سياسية عديدة في تركيا. لذا ينبغي اتخاذ مواقف صارمة وسليمة حيال المستجدات الطارئة في الوقت الحالي. كما هو واضح أن كل من القوى الدولية والمحلية والعميلة متخذين أدوارهم بفعالية وتأثير ضمن المخطط المرسوم. فالمخطط المرسوم والهادف إلى تصفية وإنهاء حياة القائد “آبو” داخل ظروف الاعتقال الموجود فيها هو إستمرارية للمؤامرة الدولية المحبكة، حيث تم اعداد هذا المخطط من قبل نفس القوى التي شاركت في حبك المؤامرة سابقا والتي أدت إلى اعتقاله. وأشار القائد آبو ولمرات عدة خلال لقائاته مع محاميه الى قرار الامحاء المتخذ ضده. كما إنه لفت الأنتباه الى الادارات العديدة المشاركة فيها بهدف تطبيقة في الواقع العملي. فبالإضافة الى عملية التسميم التي تعرض لها، يسعون ويبذلون جهوداً حثيثة لتسيير حرب نفسية كي ينهو حياة القائد آبو. فهم يرمون الى امحاء القائد آبو جسدياً ومعنويا، إلا ان القائد آبو أكد على إنه سيستمر في مقاومته وإنه سوف لن يستسلم لكل ما يفرضون عليه من الألاعيب. ما يتعرض له القائد ابو، هو جزء من المخطط المرسوم بصدد الشعب الكردي. كما إن القوى الدولية حينما عمدوا إلى حبك المؤامرة الدولية أنطلقوا من هذه الحقيقة. إذ إنهم رؤوا إن العائق الاساسي أمام تطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير هو القائد آبو، ولذلك عملوا وبكافة قواهم على تحجيم قوته في المنطقة.
يُعتمد على اسلوبين لتطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير، الاول متعلق بالعلاقات بين كل من الولايات المتحدة وتركيا والعراق، أما الثاني فهو الظاهرة التي يقال عنها بالاسلام المعتدل السياسي. إذ إن المخطط قد دخل حيز التنفيذ مع العلاقات المكثفة بين كل من الولايات المتحدة والعراق وتركيا ومع وصول الاسلام المعتدل السياسي إلى دفة الحكم في تركيا والعمل على تكوين وترسيخ مؤسساتهم كي يكونوا ذو تأثير أكبر على المجتمع. تعمل الولايات المتحدة على منح حرية الحركة للدولة التركية بعبورها الحدود العراقية من جهة، في حين تعمل من الجهة الثانية بالضغط على الحكومة العراقية كي توسم حزب العمال الكردستاني بالإرهاب. بالإضافة الى تصاعد وتيرة الاشتباكات في التمشيطات العسكرية التي تطبق في شمال كردستان، والدولة التركية تستخدم ومن دون تردد الاسلحة المحرمة دوليا في تمشيطاتهم العسكرية. دخلت تركيا في مرحلة جديدة مع تسميمهم للقائد آبو،الا إنه ومع الاسف تم التنبؤ بهذه المرحلة مؤخراً، ولم يتخذ الموقف الضروري والحاسم في حينها. ان المخطط الذي ينون تنفيذه على شخص القائد، يعني بداية مرحلة جديدة وعلينا رؤية ذلك بكل وضوح. كما إن الاوضاع هذه تم تقييمها من قبل حركة الحرية للشعب الكردي وتم اتخاذ بعضاً من القرارات حيالها. وتم صياغة القرار تحت شعار “كفى”. ولم تأتِ هذه الصياغة من تلقاء نفسها، انما الشعار الذي تم صياغته يعبر جدية المرحلة والنقاط التي باتت عليها. فاعتبارا من هذه النقاط على كافة أبناء شعبنا والديمقراطيين في تركيا والعالم العربي والشرق الأوسط عامة والاطراف التي ترى نفسها معنية بالاوضاع في تركيا ومستقبلها، على الجميع ان يقولوا ” كفى” والقيام بما يقع على عاتقهم من مهام. وعلى الجميع فعل ما هو قادرين عليه، حيث وصلت المرحلة إلى نقطة حساسة و”بلغ السيل الزبى”. حيث لم يتركوا للاكراد حق اختيار اية وسيلة اخرى، اما ان يرضى الكرد بالاستسلام والخنوع أو أنهم سوف يسعون في مخططهم من دون توقف وتصفية القائد آبو. وليكن قرارنا النهائي هو المقاومة وأن نقول: “كفى”، لكل المخططات والأنظمة التي تهدف إلى إمحاء وتصفية الكرد، بل عليهم التقرب من الكرد على أنهم مكون أساسي من مجتمع الشرق الأوسط