افتتاحية العدد 1: مع إطلالتنا الاولى
مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي التي تتصفحونها هي مجلتكم. أي تمنح عطاءها وطاقاتها و منطلقاتها في صيرورة نسق متفاعل و متبادل ومرتكز على التلاقح و التواصل الإيديولوجي من الخصوصية إلى العمومية و من العمومية إلى الخصوصية بالالتزام و الموقف المبدئي الذي يتميز بالشفافية و المصداقية.
و بالتأكيد سوف نجهد أنفسنا على هذا المنوال في الإشراف على التحرير و نقوم بتشذيب المواضيع بالمهارة الحرفية للصحافة الواعية الملتزمة لكي تمنح شعاع الأفكار والمفاهيم أقصى منطلقاتها و ايديولوجيتها المبدئية ما بين علاقة الملقي و المتلقي في صورة اسباغ المقومات الاساسية لطروحاتنا الفكرية ذات الفحوى في الانطلاقة الحضارية الشاملة بكل محتواها المعرفي و الانساني كي يتم تحقيق التنظير واضطراد التقدم و هذا سيكون مدعاة إلى محاكاة المراجعة الذاتية المستمرة على الدوام و تجاوز جمود الشكلانية المتقوقعة في اسار الذاكرة الجمعية للفرد بكل اشكالياتها و تعقيداتها و تداعياتها أي مطلوب حدوث و إنجاز ثورة ذهنية عقلانية تعتمد على استظهار و استبصار و استمداد قيم و تقاليد خلاقة أي ان تكون رواد بناة صيرورة جديدة تسمو و تتعالى على الدوام في أفق المنظور و اللامنظور في عقولنا و أفكارنا و على مدى أوسع على أرض الواقع المعاش بكل تناقضا ته و إرهاصاته و تعقيداته و تداعياته.
و هذا الاتجاه من أولى متطلباته نبذ تشكيلات الأوهام و الأباطيل و الافتراءات و افرازاتها من التعصب العنصري الشوفيني الذي يشكل الكوابح الموضوعية أمام النهضة المنشودة للشرق الأوسط أرضاً و بشراً و قيماً و علاقات.
و على ضوء هذه الاستبيانات من الضروري أن يكون أيماننا و قناعاتنا الراسخة بان اختلاف المكونات الاثنية و الأطياف الاجتماعية هي غنى اجتماعياً تزدهر فيه مقومات عولمة اممية الحضارة الديمقراطية بمرتكزاتها الصحيحة و علاقاتها العامة المتوافقة و التي تنجلي منها المقومات الاساسية لمفاهيم المجتمع المدني بالقدر المتيسر من الصيغ و المفاهيم و المبادئ ذات العلاقة بحقوق الإنسان وفق مستجدات العصر و انفتاحه على الديمقراطية نهجاً و توجهات و مسارات عالية الصياغة و التنظير و التطبيق مستمدة قوتها من الجذور الحقيقية لقيم انسانية الشرق الأوسط التي كان لها سبق الإنجاز الحضاري الأول الذي شع إلى مختلف بقاع العالم.
و مثلما حققت المرأة الشرق أوسطية سليلة الأم الآلهة اولى مقومات و قيم الحضارة في صنع القوت و خلق القيمة لعوامل الإنتاج البدائية في العصر النيولثي فأننا مدعون جميعاً نساءً و رجالاً إلى إعادة الدور المجيد المؤسس لصياغة و صيرورة حياة جديدة تكون جديرة بنا أو نكون جديرين بها. بكل المعاني المفاهيم و التي هي جزء من منطلقاتنا الفكرية التي نحاول بثها عبر مجلتنا الشرق الأوسط الديمقراطي لغرض التواصل و الديمومة و العطاء و حسب إرادتنا و مبادئنا و ايدولوجيتنا و مطامحنا و أهدافنا.
و يصح القول بأنه لم تكن البواعث وراء اعادة الاصدار هي قراءة منفردة على نغم وحيد بل استكبناه للاستشراف و الاستزادة من الغنى المعرفي اللامحدود بالإضافة إلى تأثيرات الامتياز العجائبي و الغرائبي و التناقضي في مستوى رؤية المنظور المعاصر لسيرورة التعاقب التاريخي الذي تمتعت به منطقة الشرق الأوسط بكل عمقها و اتجاهاتها في سياقاتها العامة.
و هكذا بعد توقف دام أكثر من سنتين نعاود الإصدار مدفوعين إلى تأسيس الخطاب التنويري الملائم و المنسجم مع الضرورات الناشئة إقليمياً و الذي يميز المنطقة بسماتها العامة على مستوى الفكر و الثقافة و الايدولوجيا محملين المفردة و المقولة من الاحتواء و الامتداد و الاستمداد و العمق بذات الجذور المتصاعدة من اديم و طمى الشرق الأوسط بفكر ووفاء إنسانه الذي يتطلع الى مكامن الوهج ليزيل ما باستطاعته من حواجز و متاريس لأن هذا دوره و قدره المستديم و لا بد من القول أن اصح القراءات هي ما تتماثل فيها منهج الاستيعاب و التحليل و التنظير للظواهر الاجتماعية و السياسية لكي تخلق مفهوماً او يتم تبلور مفهوماً في إطار الامتداد الزمني للماضي وصولاً للحاضر. الماضي بأفوله و الحاضر بما يحمله من إمكانية التوجه الجديد و بانطلاقته اللامحدودة في استقلاباته و عنفوانه الذي سيكون محط اهتمامنا الفكري و الفلسفي و الثقافي.
آملين أن نوفق و إياكم بتعاونكم و مؤازرتكم و إمدادكم للوصول إلى قدرة التعبير و استجلاء إشكاليات المنظور بمفاهيم الدال و المدلول و الدلالة
رئيس التحرير