علي سويحة
مقدمة:
إنّ حالة التعددية في المجتمع عامل مهم في تشكيل اللوحة الفسيفسائية الجميلة التي تضفي جمالاً وزينة للمجتمع بكلّ أطيافه وثروة هامة لا تنضب لأبنائه في المستقبل ممّا ينتج عنه توافقا اجتماعيا يشكل عيناً عذبة لتأسيس نظام مجتمعي فاضل ومتاح في بقعة صغيرة جميلة من الأرض، طيبة الثرى، تصغر عن المدن، وتكبر عن القرى؛ هذا التشبيه الموجز والمعبر قيل عن مدينة الرقة البيضاء أو (تالينيقوس) التي تعرف اليوم ب(المشلب) وهي متصلة بالرافقة شرق باب بغداد.
ما نتناوله في بحثنا هذا من تاريخ وإضاءات حضارية وثقافية ولاهوتية يستند معظمه إلى مصادر سريانية دوّنها المؤرخ؛ البطريرك دينسيوس التلمحري الرقي، وأيضاً من مدونات سيرجي ايوانيس الرصافي، الذي أضاف التلمحري ستة قرون من تاريخه إلى كتابه (تاريخ الأزمان) وكذلك كتاب ثيودوسيوس التلمحري شقيق البطريرك التلمحري أسقف الرقة، وكتاب البطريرك الموسوم بـ(تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير) جله من المؤرخين السريان القالون يقين، وهو يتحدث عن التاريخ الديني والدينوي لمنطقة الجزيرة الفراتية، وجانب كبير منه عن أحداث دينية ودنيوية لقالينقوس إضافة لذكر أحداث الدولة الأموية والعباسية .
أسماء الرقة القديمة:
من أسمائها: كلنه (ك.ل.ن.ه) كما ورد في التوراة حسب قول الرحالة بينامين التطيلي، كما أضاف لأن عزرا الكاتب بنى كنيساً بها حين مروره بها أثناء رحلته من بابل إلى البيت المقدس .
كما أنّ هناك علاقة ما بين (كلنه) اسمها الوارد في التوراة كما أسلفنا وما بين كالينكوس، التي يحب السريان الإشارة إليها بهذا الاسم فيقولون: قالينقوس، وأعتقد أن الاسم كالينه، ثم أضيفت إشارة الاسم اليوناني وأصبحت كالينكوس .
ويذكر ابن العبري: أم باني الرقة وقرقيسيا معاً هو بطليموس المحسن في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، كما ورد أنّ للرقة أسماء أخرى عديدة منها نيقفوريوم (اليوناني)، كالينكيوم (السلوقي) مما يؤكد رواية التطيلي الرحالة أن الاسم من جذر (كلنه) كالينكون ولينتوبولس (روماني وبيزنطي) قالنيقوس (كالينكوس) ورقوقو إشارة لرقرقة مياهها وتعدد أنهارها.
الرقة البيضاء: اسمها في العصر الراشدي والعصر الأموي، البياض،دورها أو تمييزاً عن رقة أخرى عند مصب البليخ بالفرات واسمها (الرقة السوداء ) والسواد عند العرب إشارة لكثرة الخضرة ولا زال اسمها (الرقة السمراء).
وفي عام 155ه/771م بنى الخليفة العباسي مدينة أسماها الرافقة إلى جانب الرقة البيضاء من الغرب.
ويقول ابن الأثير الجزري: بعد خراب الرقة البيضاء (قالنيقوس) السريانية، أخذت الرافقة اسمها حيث يقول ابن الجزري في ذلك ( التي تسمى اليوم الرقة) كانت بالأمس تسم الرافقة أما اليوم ( قرية المشلب المتصلة بالرقة كانت قبلها تدعى الرقة البيضاء، وقبل ذلك كانت قالنيقوس السريانية ) ورأيت جزءاً من سورها .
لا شك أن لقالنيقوس أو (تالينيقوس) السريانية تاريخاً مشرفاً كما كان الرقة البيضاء، وفيما بعد فقد كانت تالينيقوس منارة للعلم والثقافة فالمدارس منتشرة فيها والمساجد تعمر بالمصلين، وفيها دير العمود الشهير، وكاتدرائية الرقة، ودير زكا شمالها .فكل هذه الرموز الحضارية الإسلامية كانت أو سريانية تآلفت وتعايشت أتباعها بتوافق وانسجام رائع .
وهناك دير مار يوحنا في دامان (السحلبية)، ودير الأكواخ، والكوخ جمعه أكواخ، وهو البيت ذو السقف المسنّم، واسمه دام في السريانية – كما اعتقد وجمع جمعاً سريانياً فكلمة دام تجمع على دامان فكان اسم هذه المدينة وربما تصغير دام، يقول الدكتور قتيبة الشهابي : الدام مصطلح محلي يعني البيت المقام على الزل والطين وجمعها دامات ( معجم المواقع الأثرية في سوريا ).
روايات البطريرك مار دينسيوس التلمحري التاريخية :
تميز البطريرك مار دينسيوس التلمحري بدقة روايته التاريخية ومصداقيته حيث يقول الباحث البريطاني (ج.ب.سيجال) معجباً بمصداقية البطريرك مار دينسيوس التلمحري ودقة روايته وأسلوبه المتميز (نحن مدينون بهذا الحكاية وتفاصيلها الفنية إلى دينسيوس التلمحري الذي كان أحد أفراد عائلة تلمحرايا، التي لها (قربى بال روسبايا) كما ورد في كتاب الرها المدينة المباركة ص250 .
وعن انتخابه بطريركاً يقول دينسيوس التلمحري :
رسموني شماساً يوم الجمعة في دير العمود، وكاهناً يوم السبت في دير مارزكا، ويوم الأحد الفاتح من آب8ذ8م ورقوني إلى \رجة رئاسة الكهنوت في كنيسة الرقة الكبرى، ونادوا بي وارثاً للكرسي، أنا الذي لا أستحق أن أحل سيور الأحذية، مستشهداً الله، بأني لم أبتل بمحبة الزعامة حتى تخطر على بالي قط مثل هذه الرغبة التي تراود الكثيرين ( تاريخ ما ميخائيل السرياني الكبير ج3 ص3) والنص أه مار ميخائيل من تاريخ التلمحري من بداية الكتاب. في هذا النص ذكر ثلاثة مواقع وهي
( ديرزكا، دير العمود، كنيسة الرقة الكبرى) ومن المعتقد أنها هي كاتدرائية الرقة الكبرى .
وأما روايته عن دحر العرب للروم، فيقول عن انتصار العرب وتراجع هرقل بعد هزيمته نحو الشمال ما يلي :
(ولم يسمح هرقل لأحد من الارثوذكس/السريان بزيارته، لاستعادة كنائسهم المغتصبة) ولم يقبل شكواهم بصدد اغتصاب كنائسهم، وإن الله إله النقمة الذي وحده له السلطان على كل شيء، وهو الذي يغير كل شيء، وهو الذي يغير كما يشاء ويعطي لمن يشاء ويقيم عليه الضعفاء، إذ رأى خيانة الروم الذين كانوا ينهبون كنائسنا، وأديرتنا كلما استعدادهم في الحكم، ويقاضوننا بلا رحمة، وجاء بأبناء اسماعيل من الجنوب، لكي يكون لنا الخلاص من أيدي الروم، بواسطتهم، أما الكنائس التي كنا فقدناها باغتصاب الخلقيدونيين، إياها فبقيت بيدهم، لأن العرب لدى دخولهم المدينة / الرها أبقوا لكل طائفة ما بحوزتها من الكنائس، وقد فقدنا في هذه الفترة كنيسة الرها الكبرى وكنيسة حران، غير أنّ فائدتنا لم تكن يسيرة حيث أننا تحرّرنا من خبث الروم ومن شرهم وبطشهم وحقدهم المرير علينا وتمتعنا بالطمأنينة).
(تاريخ مار ميخائيل السرياني (1996) مطبعة دار ماردين، حلب، ج2، ص 302)
قصة دير مار يوحنا ودير الأكواخ :
أما دير مار يوحنا في مدينة دامان التي ولدت فيها ثيودوا الدامانية، وكانت ترافق والدها الراهب إلى دير الأكواخ، حيث تربت على الفضيلة، وبعد زواجها من جوستنيان ابن الأخ هدمت دير الأكواخ أو رممته ثم جعل اسمه دير مار يوحنا .
اللغة السريانية:
تعتبر اللغة السريانية من اللغات العريقة والمهمّة وتعدّ مصدراً مهمّاً، إن لم نقل أماً للغة العربية، وهناك مشتركات كثيرة ومفردات كبيرة بينها وبين اللغة الكلدانية واللغات السامية الأخرى، ولها علاقات مهمة مع لغة القرآن، وارتباطات كثيرة لا يمكن حصرها، كما أن لهجة أهل مدينة الرقة تأثر تبعاً لمفردات السريانية الكثيرة وهذا طبيعي لأن اللغة هي كائن حي يقرض ويقترض .
مؤرخو قالينوس من السريان:
هناك العديد من المؤرخين الرقيين السريان ومنهم :
دينيسيوس التلمحري، وأخوه ثودوسيوس التلمحري، وسيرجي إيوانيس (الرصافي)
ترجمة الإنجيل للعربية :
من المفيد الذكر أنّ الإنجيل تُرجم إلى العربية بناء على طلب أمير الرقة عمير بن سعد الأنصاري – عامل الخليفة عمر بن الخطاب على الرقة والجزيرة، وكان مركزه بالرقة البيضاء ومنها يدير الجزيرة والرقة معاً، وقد قام بعملية الترجمة عرب من قبائل عقيل وطي وتنوخ وقضاعة وتغلب.
تراجمة قالينوس السريان:
ظهر في سريان قالينوس العديد من التراجمة منهم:
عيسى الرقي طبيب سيف الدولة الحمداني، أفتيموس الرقي واسمه عبنسة بن اسحاق، البطريرك بطرس الرقي، يوحنا التلي الرقي، بولس أسقف الرقة .
تأثير الموسيقى السريانية في المجتمع الرقي والفراتي:
تأثر المجتمع الرقي والجزيري بالموسيقى والألحان السريانية نتيجة حالة التعايش الاختلاط الجمعي والتآخي والتآلف والانسجام الذي ساد المجتمع لهذا ظهرت العديد من الألحان المستمدة من الموسيقى السريانية ومنها:
لحن الميمر:
والميمر، هو شعر ديني من ميموتو السريانية بمعنى قول عيظة شعر ديني وقد اشتهر يعقوب السروجي أسقف بتان في مقاطعة سروج الفراتية المتوفي عام/٥٢١م/ بميامره وبمنظوماته الشعرية الدينية السريانية، فحوله أهل الرقة والجزيرة إلى لحن غنائي جميل (قدود) أي انهم ألغوا شعرا وجعلوا لحنه على لحن الميمر الديني وقافيته الراء، كقول الشاعر الشعبي المعروف محمود الذخيرة:
- يا أم الخديد الزروتين الخطرة ما شفتهم من يوم ذبح الخطرة
- قالت هوانا يا حلو بيه خطـرة بالك تجينا بغير طوب وعسكر
لحن الطواح:
لحن سرياني حزين خاص بالنساء لرقته ويغنى حين وداع العروس أو حين تزف إلى بيت الزوجية وطاح بالسريانية بعد نأى/ارتمى (اللآلئ السريانية ٧٣٨ص).
وطاح الشيء من يده ارتمى/سقط.
قال الأخطل وهو سرياني من قبيلة تغلب المعروفة:
- تطايخ الطل عن أعطافها صعداً كما تطايح عن ماموسة الشرر.
ومن أمثال شعر الطواح السرياني:
- فلانة لا تبجين قبلج بجينا
- وهذي كتبة الله وإش طالع بأيدينا.
كما أن الطواح معروف في العراق ومن أمثلته:
- غربي قلعة حمرين رحنا وبجينا
- من فرقة الحلوين وإش طالع بايدينا
وجبل حمرين في العراق كما هو معروف على الحدود الإيرانية العراقية. البطاركة السريان من قالنيقوس(الرقة).
البطريرك لفظة يونانية وتعني رئيس الآباء وهو رئيس رؤساء الأساقفة بينما البطريق باللاتنينية فتعني: قائد الجيش (اللؤلؤ المنثور ص٤٩٨) وقد تولى هذا المنصب الخطير أكثر من أربع شخصيات دينية كبيرة من أهل قالينقوس) السريان في الرقة البيضاء، وهم:
- البطريرك ماردينسيوس التلمحري، ولد في تلمحرة على البليخ وتوفي عام ٨٤٥م ودفن في دير قنسرين (اللؤلؤ المنثور ص٣٣٨ وما بعده).
- البطريرك يوحنا الرقي المتوفي عام ٨٧٤م. (تاريخ مار ميخائيل السرياني ج٣ص ٤١٩).
- البطريرك قرياقس الرقي المتوفي عام ٨١٧م ودفن في الموصل.
- البطريرك مار بطرس بن بولس القالونيقي الثالث ونسبته إلى قالنيقوس توفي سنة ٥٩١ ودفن في دير الجب الخارجي (تاريخ مار ميخائيل السرياني ج ٣ص ٤١٠ وما بعد).
ومن الشخصيات القالونيقية المرموقة: يوحنا قورسيوس الرقي النبيل: من أسرة ثرية نبيلة، تولى أسقفية تلا، وهو شخصية مرموقة ومؤثرة توفي سنة ٥٨٣ م (اللؤلؤ المنثور ص ٢٣٦-٢٣٧) و(تاريخ الرقة للدكتور صالح حباب ص٤٠١).
قالينقوس مركز كرسي البطاركة الرقيين: كان مركز البطريركية السريانية قبل البطريرك دينسيوس التلمحري بين: انطاكيا والرها وحران، وفي عهد البطريرك دينسيوس التلمحري أصبحت الرقة كرسياً للبطريرك وفيما بعد أضيفت حلب كمركز لكرسي البطريركية.
وفي قالينقوس سمي فيها أساقفة ومطارنة وقساوسة أكثر من مائة شخصية دينية، وخاصة في عهد دينسيوس التلمحري.
الأسر السريانية النبيلة: عرف في الرقة العديد من الأسر السريانية النبيلة وكان مركزها في الرها، وهي: أسرة رصافيا/وسابيان وأصلحها من الرصافة / وأفاقت في الرها.
أسرة تلمحرايا: وأصلها من تل محرة على البليخ شمال الرقة، واسمها الآخر/ تل المناجير أو تل المناخير وهذه الأسر ذات قربي وبينها مصاهرة، وهي من الأسر الثرية.
ومن أسرة رصافيا كان المؤرخ سيرجي إيوانيس
ومن أسرة تلمحرايا: كان ماردينيسيوس البطريرك والمؤرخ، كما نبغ من أسرة تلمحرايا ثيودوسيوس التلمحري، وكان أسقف الرقة، وحين تولى أخوة سدة البطركة أقام في الرها وتولى اسقفيتها. (الرها: المدينة المباركة -تأليف سيجال ص ١٧٨-١٥٣)
أديرة قالينقوس(الرقة):ومن أشهرها: دير الرصافة وفيها خمس كنائس كبيرة وعدة أديرة. كاتدرائية الرقة الكبرى.
الكنيسة الكبرى في قالينقوس (الرقة البيضاء) /ديرزكا:
ويعتبر من أرقى الجامعات اللاهوتية والعلمية ويتموضع خارج قالنيقوس/دير الباعوث – دير العذارى – دير بيت ريثير على البليخ – دير لبنى للتغالبة على الفرات.
(وصل رهبان دير قيدار(قدر) إلى كنيسة قرب قالينقوس ذات أعمدة وكانت الملكة ثيودورا الدامانية قد أقامتها فوسعوا المكان وسكنوه وسمي دير العمود.
قصة دير الأكواخ:
كانت ثيودورامن مدينة وامان القريبة من قالينقوس وهي ابنة كاهن، وكان والدها يصطحبها منذ الصغر إلى دير عرف باسم (دير الاكواخ) لنيل بركة المتوحدين، فنشأت على الإيمان القويم ملتزمة بالعضة والطهر والإيمان وحدث أن أرسل الملك جو ستنيان العم ابن أخيه جو ستنيان القائد إلى المنطقة أي منطقة بليحا وجابورا في دامان سمع عن ثيودورا ويعني اسمها في اليونانية (هبة الله) وطلب يدها من والدها فشق الأمر عليها لاختلاف في المذهب فوافقا لأنهما لم يستطيعا أن يعصيا أمر الملك وكان هذا بتدبير وإرادة إلهية لكي يخفف من جرائمه ضد الأرثوذوكس حيث صارت لهم عونا وعزاء منذ تنصيبها ملكة حتى وفاتها والجدير بالذكر أن الامبراطورة ثيودورا الدامانية هي التي شيدت دير العمود في فترة كانت الرقة مدينة سريانية شهيرة وكانت تتصل بالمدن السريانية الأخرى مثل تل موزل والرها وعينتاب وحلب وغيرها .
وذكر المؤرخون أن البيزنطيين عندما بنوا كنائس مسيحية في منطقة الرها ناطقة باليونانية اعترف السريان أنهم لم يفهموا اللغة، لأن الناس في الأرياف كانوا ناطقين بالسريانية فقط، لهذا قامت الامبراطورة البيزنطية (وهي سريانية الأصل من مدينة منبج) ببناء كنائس للناطقين بالسريانية وأخرى للناطقين باليونانية، ويذكر البطريرك الباحث مار أفرام الأول برصوم أنّ الإمبراطورة ثيودورا/ القرن السادس تبرعت بمالها لبناء دير العمود السرياني الواقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات السوري، وظل الدير قائماً حتى أواخر القرن العاشر الميلادي ونذكر أيضاً من الأديرة السريانية في الرقة دير مارزكا الشهير الذي تخرج منه عشرات الأساقفة والرهبان ومنهم يوحنا للتلي وهو من مدينة تل موزل المعروفة اليوم بويران شهر القريبة من مدينة رأس العين ولكنها تقع بالجانب التركي وقد زاره يوماً الخليفة العباسي هارون الرشيد وأعجب به وبرهبانه .
ويذكر أنّ الكنيسة السريانية عقدت في الرقة في عهد البطريرك السرياني الشهير التلمحري ثلاثة مجامع كنسية مما يدل على مكانة وموقع وأهمية الرقة السريانية بالنسبة للكنيسة وظلت الرقة ومحيطها بأغلبية سريانية مسيحية إلى أن غزاها السلاجقة المغول والعثمانيين ويعتقد أن السريان المسيحين انقطعوا عن الرقة نهائياً بعد غزوات تيمورلنك الشرسة، ثم عادوا إليها مجدداً في بداية القرن العشرين بعد تحرر سوريا من الاحتلال العثماني .(لغة حلب السريانية، اللؤلؤ المنثور،2017م).