افتتاحية العدد 10: لن تحل قضايا الشعوب بالتقليد والمكياج العولمي
هيئة التحرير
تستمر الصراع الذي تخوضه الانظمة الرأسمالية بمختلف أشكالها في منطقة الشرق الاوسط ، التي تعتبر من أكبر ساحات حربها. لم يعد يستغرب المرء أمام شبح هذه الحرب التي تريد ان تنخر عظام الوجود البشري وتبني ما تشتهيه من نظام تسلطي قائم على الاحتكار والنهب السلب والاغتصاب، لو تعرف على حقيقة أهدافها وحللها بشكل صحيح. فما تعانيه شعوب منطقتنا من قتل وتهجير وتشرد ماهو إلا نتيجة لذهنية الدولة السلطوية ، وهنا السؤال المهم هل ستسطيع أن تنتصر هذه الذهنية بالسبل التي تمارسها الان؟ وهل ستتغير الانظمة مع تغيير اسماء حكامها؟ وماهي النتائج الموجودة على شاشة الواقع؟ أين تكمن سر مقاومة الشرق أمام لهيب نيران الحرق التحكمي في كافة مجالات حياتنا؟
تتأرجح سياسة الامبراطورية الاحتكارية في الشرق الاوسط ما بين الذهنية القديمة الدولتية والحقيقة المجتمعية التي تستمد جذور وجدوها من تاريخها العريق. لم يعد بإمكان الانظمة القائمة أن تستمر بالسياسة الاحتكارية في خضم هذه التحولات، لان قضايا الشرق الاوسط تراكمت ووصلت الى حد تتطلب تغيير كامل وجذري. فلا سياسة الدول القومية تجيد الحل ولا المداخلات الخارجية تستطيع ان تتعرف على ماهية الحقيقة الكامنة وراء كوابيس هذا الغليان، لان هدف الاثنين هو حماية مصالحها على حساب جسد الشعوب، أحيانا بالقتل والتهجير واخرى بالتفرقة وسياسة الانصهار الوطني والجنسوي. وما نتائج الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة إلا نتيجة لهذه السياسة التي تحاول تجسيد الذهنية الراسمالية والخضوع لامرة النظام العولمي الاحتكاري. نستطيع القول بانها حرب المصالح على حساب موت الالاف من الابرياء. والاصعب من ذلك عدم التصدي لهذه الهجومات وابداء مواقف جدية من قبل دول المنطقة وحتى دول العالم التي تدعي الديمقراطية لايقاف هذه المجازر التي ترتكب في كل من فلسطين والعراق وكردستان. فاذا لم نقل عنها صراع الدول السلطوية والتحكمية والمتاجرة لاجل المصالح، فبماذا نسميها إذاً؟
تحتل القضية الكردية في الشرق الاوسط مكانة هامة من بين القضايا التي هي بامس الحاجة الى الحل الديمقراطي. فالقضية الكردية قضية شرق اوسطية. هنا لانستطيع أن ننكر حقيقة نابعة من صميم الشرق ألا وهو مايخص شعب ما في أية دولة أن كان تخص الأخرى أيضاً. لان كافة القضايا تنبع من نفس المصدر التي تحاول الوصول إلى الحل الديمقراطي ولان حقيقة الشرق بنيت على اسس المقاومة والاباء وعلى حقائق تاريخية اجتماعي ثقافية ، لذا فمن الصعب قبولها لاية سياسة تنكرية تحاول تحريف عن حقيقتها التاريخية . فقضية شعوب الشرق الاوسط لا تحل بالتقليد أوالمكياج العولمي الذي تنادي به الانظمة الراسمالية، بل هنا يكمن سر ما تريده الشعوب من العدالة والحرية والمساواة في كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية. كما اشار اليها السيد اوجلان : تمر حرية الشعوب من خلال النضال المجتمعي الديمقراطي الاكولجي الجنسوي. من هذا المنطلق على كافة شعوب الشرق ان تناضل من اجل حريتها وذلك بعيدا عن مفهوم الدولة القوموية العنصرية التسلطية او الذهنية التحكمية الاحتكارية ، لان ثمن هذه الذهنية تدفعها الشعوب غاليا مثلما نراه اليوم في كردستان وفلسطين والعراق وكافة الدول الشرق اوسطية.