افتتاحية العدد

افتتاحية العدد 4: بدلاً عن المقدمة

بدلاً عن المقدمة
عندما تشتد حلكة ظلام الليل ، يكون بذلك بزوغ الفجر المنتظرقد أقترب ، لينهي السواد المخيم، لذا ماخوف الظلام إلا من ذاك النور الباهر الجالب للحياة معه بإطلالة الربيع الجديدة على هذه الأرض المعطاءة ،وها نحن نطل عليكم مع إطلالة الربيع بالعدد الرابع من مجلتكم – مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي- باذلين قصار جهدنا في أن نكون يداً مساعدة لتلك الأيدي التي تحاول أن تعيد للشرق ربيعه وتنشله من براثن الفوضى والأزمة التي يتخبط فيها وأن نتحول إلى مفاتيح|ٍلتلك الاقفال الموضوعة على أفواه مجتمعاتنا الشرقية، لنكون بذلك الدواء للداء المحدق بالشرق، مغيِّرين بذلك، ذاك التاريخ الذي تُحاول الأيدي الممتدة إلى الشرق كتابته وتحريفه على أنه تاريخ لأمٍ هرمة تعيسة “الشرق الأوسط” لاحول لها ولاقوة مُخفية بذلك عَراقة هذه الأرض الأم وحضارتها الممتدة إلى أغوار التاريخ الإنساني الطويل .
قُرائنا الأعزاء: إستصوابنا إحداث النهضة في الشرق الأوسط يجعلنا نزيد من جهودنا المبذولة، لذا أرتأينا بعد عدة أعداد بأن نصل معكم بالآراء المطروحة في المجلة إلى الحلول المرتقبة لمجتمعاتنا، والملائمة للجوهر الثقافي والاجتماعي لشعوب منطقتنا، في عددنا الذي بين أيديكم ستواجهون بالحقيقة العملية لنظام الكونفدرالية الديمقراطية وماهية تطبيقها في الواقع الملموس ، وكيفية تمثيل هذا النظام للمجتمع بكل شرائحه من دون أن تتخذ النمط الدولتي واقعاً له، وذلك بعد أن تعرفنا في أعدادنا السابقة على الأسس التي يرتكز عليها نظرياً كانت أو ثقافياً أو إجتماعياً ..، نكون بذلك قد بدأنا كمجتمعات خطو الخطوات الأولى على طريق الحل.
كما أننا إضافة إلى إهتمامنا بقضايا الشرق الأوسط ، لم نسهو في الإبتعاد عن ما تعانيه الإنسانية برمتها والمخاطر التي هي على حافتها.
لنتحاور عبر طرح الأفكار عن العديد العديد من القضايا الحساسة والتي من ضمنها الخطر الكبير في زيادة فقدان التوازن البيئي ومخاطر زيادة التحكم التكنولوجي على الطبيعة ومايجلب معه من ذهنيات وأزمات إجتماعية كبيرة. محاولين بهذه الاطروحات قدر الإمكان الوصول إلى منبع ومصدر هذه المخاطروالكشف عن مسبباتها من خلال التحليل بكل جرأة من دون تحفظ ، فالتحليل والوعي السليمين لقضية ما يعتبر نصف الحل لها.
مواضيع شتى ستقرؤونها في هذا العدد ، هادفين نحن من هذا التنوع المشاركة في تحقيق ثورة ذهنية شرق أوسطية عارمة ليست بالقليلة عن ما حققه أسلافنا من إجتهاد ومعرفة وتنوير في العصور الغابرة ، آملين أن نكون من الموفقين في ذلك.
هيئة التحرير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى